الوكالة الوطنية للمياه والغابات تعيد تحيين المناطق المحمية بالمغرب

نظمت الوكالة الوطنية للمياه والغابات، أمس الخميس 25 أبريل 2024 بالرباط، ورشة عمل لإطلاق تحيين دراسة المناطق المحمية بالمغرب؛ وذلك وفقا لاستراتيجية “غابات المغرب 2020-2030″، التي أطلقها صاحب الجلالة الملك محمد السادس في 13 فبراير 2020.

وتقدر شبكة المناطق المحمية بالمغرب، وفقا لدراسة تم إنجازها سنة 1994، بـ154 موقعا ذات أهمية بيولوجية وإيكولوجية (SIBE) على مساحة تزيد عن 2.5 مليون هكتار، تمثل أهم الأنظمة البيئية الطبيعية المغربية، إلى جانب القيام بجرد ودراسة الحالة التي تتواجد عليها الحيوانات والنباتات بهذه الأوساط الطبيعية.

وقال عبد الرحيم هومي، المدير العام للوكالة الوطنية للمياه والغابات ومحاربة التصحر، إنه بعد مرور ثلاثين عامًا على إطلاق الاستراتيجية الخاصة بالمناطق المحمية بالمغرب، بات من الضروري إعادة النظر في طبيعة هذه المناطق، نظرا إلى التحديات الجديدة التي تواجهها، بسبب الضغط المتزايد للنمو السكاني والتحضر والاستغلال المفرط للموارد الطبيعية.

وأضاف هومي، على هامش هذا اللقاء، أن المناطق المحمية تواجه اليوم مشكل تغير المناخ، الذي يأتي على رأس جميع التهديدات التي تتطلب إعادة تقييم وتحديث المعرفة حول هذه المساحات. وأوضح هومي أن تحديث الدراسة الوطنية حول المناطق المحمية في المغرب يتجاوز بكثير مجرد ممارسة جمع البيانات، وسيمكن من تحديث المعارف بهذه المساحات الثمينة، وتقييم الوضع الحالي للتنوع البيولوجي وتحديد التحديات وكذلك الفرص التي تطرح نفسها لنا من ناحية أخرى.

وتستجيب هذه الخطوة، ووفقا للمعطيات التي قدمتها الوكالة الوطنية للمياه والغابات، للأهداف الجديدة للإطار العالمي للتنوع البيولوجي لما بعد عام 2020 (CMB)، الذي تم اعتماده في مؤتمر الأطراف الخامس عشر لاتفاقية التنوع البيولوجي، والذي حدد أهدافا طموحة، يتوخى تحقيق البعض منها بحلول عام 2030، من قبيل الحفاظ على ما لا يقل عن 30 في المائة من المناطق البرية والبحرية من خلال منظومة المناطق المحمية وغيرها من تدابير المحافظة الفعالة القائمة على المنطقة، بالإضافة إلى استعادة ما لا يقل عن 30 في المائة من المياه العذبة والأنظمة البيئية البحرية والبرية المتدهورة.

هذا التحيين، الذي يتم تنفيذه في إطار برنامج “غابتي حياتي” الممول من الوكالة الفرنسية للتنمية والمستفيد من مساعدة الوكالة الفرنسية للخبرة التقنية الدولية، يهدف إلى تحسين تدبير التنوع البيولوجي ودعم المقاربة المندمجة لتطوير شبكة للمناطق المحمية خلال السنوات العشر القادمة. وستعتمد على التشاور والاستفادة من تجارب مختلف المتدخلين خلال السنوات الأخيرة.

وأشارت الوكالة إلى أن النتائج الجديدة ستمكن من تحديث حالة المحافظة التي تتواجد عليها المواقع المحددة وكذا التنوع البيولوجي الذي تضمها، وتحديد مواقع جديدة ذات الأولوية للمحافظة، تماشيا مع التحديات الوطنية والدولية الجديدة، فضلا عن تضمين تحديات جديدة للمحافظة، من قبيل تمثيلية أهم الأنظمة الإيكولوجية، وربط مجموعات الأنواع النادرة والمهددة وحمايتها، فضلا عن السلامة البيئية للنظم الإيكولوجية الطبيعية.

وسيتم وفقا لذلك اقتراح أساليب جديدة لتدبير المناطق المحمية، تأخذ في الاعتبار أولويات المحافظة الجديدة والسياق الاجتماعي والاقتصادي.

تابع آخبار تليكسبريس على akhbar