مسجد طارق بن زياد بالشرافات..حكاية فتح الأندلس وبدايات الإسلام بالمغرب

عندما تذكر منطقة الشرافات في قبيلة الأخماس بإقليم شفشاون، يتبادر إلى الذهن رمزية روحية تتجلى في مسجد طارق بن زياد، الذي يعتبر أول مسجد بُني في المغرب، والذي تحمل جدرانه قصصاً عريقة وتاريخاً مضيئاً.

ويعود تاريخ مسجد طارق بن زياد بالشرافات إلى فترة مهمة في تاريخ المغرب، حيث يرجع بناؤه إلى نهاية القرن السابع وبداية القرن الثامن الميلادي، خلال فترة الفتح الإسلامي للمغرب، يُعتقد أن المسجد بُني على يد طارق بن زياد نفسه، الذي كان قائداً محورياً في جيش المسلمين والذي أعطى الانطلاقة لفتح الأندلس.

ويتميز مسجد طارق بن زياد بموقعه الاستراتيجي، حيث يقع في منطقة الشرافات التي كانت محطة رئيسية لتجمع جيش طارق بن زياد قبل انطلاقه نحو فتح الأندلس. يحيط بالمسجد منظر طبيعي خلاب من جبال الريف، مما جعله موقعاً جذاباً للزوار والمؤمنين على حد سواء.

ومنذ بنائه وحتى اليوم، يحمل مسجد طارق بن زياد دوراً ثقافياً ودينياً هاماً في المنطقة، حيث يُعتبر مركزاً للعلم والتعليم الديني، اذ يتلقى الطلاب الشرعية دروسهم ويحفظون القرآن الكريم بالطرق التقليدية، كما أنه يستقطب العديد من الزوار الباحثين عن الروحانية والهدوء.

وتلقى مسجد طارق بن زياد عناية خاصة فيما يتعلق بالترميم والصيانة، حيث تمت مجموعة من الأعمال للحفاظ على هيكله الأصيل وجمالياته التاريخية، كما تم إحياء التقاليد الدينية والعلمية في المسجد لضمان استمراريته كمركز ثقافي وديني مهم في المنطقة.

لا يقتصر دور مسجد طارق بن زياد على الجوانب الدينية فقط، بل يمتد أيضاً ليشمل الجوانب الاجتماعية والتواصلية، حيث يعتبر مكاناً للاجتماعات الاجتماعية والتفاعل الثقافي بين أفراد المجتمع.

بالنظر إلى أهمية مسجد طارق بن زياد في تاريخ المغرب وثقافته، يتوجب الاهتمام المستمر بصيانته وتطويره ليظل مركزاً حيوياً للتعليم والروحانية والثقافة في المنطقة، مما يساهم في بناء مجتمع قوي ومترابط.

إن مسجد طارق بن زياد بالشرافات يمثل قصة نجاح للموروث الثقافي والديني في المغرب، وهو معلم تاريخي يستحق الاحترام والحفاظ عليه ليبقى شاهداً على العبقرية المعمارية والروحانية في هذه البقعة الجميلة من الأرض المغربية.

 

تابع آخبار تليكسبريس على akhbar