مخيمات تندوف تحت رحمة شنقريحة..صراعات وتطاحنات وغالي مجرد دمية

في خضم الأحداث الدرامية، التي تعرفها مخيمات الصحراويين غرب تندوف، والأزمة السياسية الخطيرة التي تعيش على وقعها كل أجنحة “بوليساريو”، بما فيها دائرة غالي الضيقة، والتي شهدت انشقاقات متتالية كان آخرها إعلان محمد لمين أحمد وقف عمله مع إبراهيم غالي تحت حجة وضعه الصحي، برز للعلن الحجم الحقيقي ل”بوليساريو” داخل الجزائر، من خلال تعاطيها مع أزمة قميص نهضة بركان، حيث تبين أن هذه الحركة قد بلغت درجة متقدمة جدا من التحلل، وأن جنرالات الجزائر تولوا بشكل رسمي ومباشر مهمة إنقاذ مشروعهم الانفصالي في الصحراء، الذي لم يعد يقتنع به حتى من هم داخل تلك المخيمات، التي تحولت إلى معسكرات للموت.

لقد شاهد العالم كيف أقامت الجزائر الأرض ولم تقعدها على خلفية مشاركة فريق نهضة بركان في البطولة الإفريقية للأندية، بقميص رسمت عليه خريطة المغرب كاملة، وتابع العالم كل التصعيدات الجزائرية وتجييشها غير المسبوق لآلتها الدعائية لترويج مغالطاتها، بالإضافة للهجمة غير المبررة للمصالح الأمنية بمطار هواري بومدين على الفريق البركاني، لكن ما استغربه الجميع أيضا، هو غياب بوليساريو عن كل هذا التصعيد، وأخذ الجزائر المبادرة علنيا بعد سنوات من محاولة إخفاء العلاقة المباشرة والتحكم في كل تفاصيل هذه الحركة، الظاهر منها و المخفي، المدني منها والعسكري، بحيث لم يستطع حكام الجزائر أن يصبروا على قميص أشعل تحت أقدامهم بركانا و أظهر حقا أن “بوليساريو” قد اختفت تماما من المشهد ولم يعد لها وجود، وأن ما بقي في الرابوني، هو رماد هذه الحركة التي احترقت بفعل تتابع هزائمها على جميع الواجهات وأفول فخلال الاجتماع الأخير لما يسمى الأمانة الوطنية لـ “بوليساريو” أجمع الكثير من القادة أن المشروع الحالي للجبهة لم يعد يمتلك أي أدوات للعمل، وأن التدخلات الجزائرية المباشرة في كل تفاصيل المخيمات والعمل الدبلوماسي بات مزعجا لمناصريهم، وطالبوا بضرورة تشكيل لجنة عاجلة لأجل نقل انشغالاتهم للجزائريين الذين رفضوا في أكثر من مرة التعاطي مع رسائل بعثت بها مجموعات من القياديين للشنقريحة من أجل منحهم، ولو ظاهريا، مجالا للتحرك داخل المخيمات لإعطاء الانطباع بوجود قيادة بالرابوني، و خلال الاجتماع أيضا خرج طيف من القيادات العسكرية بخلاصة سلموها لإبراهيم غالي على شكل مطالب مكتوبة تضمنت طلبا عاجلا بعقد مؤتمر استثنائي و إعادة هيكلة الجناح العسكري للحركة الذي قفز إليه، حسب الخلاصة المكتوبة، أشخاص لا يتمتعون بأي مميزات سوى أنهم مقربون من دوائر صناعة القرار الجزائري.

ورغم أن إبراهيم غالي حاول أن يجعل من استقباله، من قبل تبون والشنقريحة إنجازا في حد ذاته، لأنه مكنه من طرح جل المشاكل في المخيمات، وعلى رأسها التصرفات غير اللائقة لوالي تندوف تجاه بعض قيادات “بوليساريو”، واحتقاره لهم، حيث يرفض استقبالهم ومدهم بالامتيازات المادية و الاعتبارية، التي كانوا يتمتعون بها، و هو ما أجج حدة الصراع بين الأجنحة من رقيبات الشرق ورقيبات الساحل لكي يشمل دائرة مقربيه.

مضيفا بأنه أبلغ مخاطبيه الجزائريين أن الفوضى التي تعم المخيمات، هي ناتجة عن تسيير القطاع العملياتي للقوات الجزائرية بتندوف، ولا تتحمل فيها قيادة “بوليساريو” أي مسؤولية.

 

 

تابع آخبار تليكسبريس على akhbar