الصحافي واموسي مخاطبا راضي الليلي :”نتمنى لك إقامة سعيدة في حضرة الأفاعي والسحالي والعقارب”

لا تتناطح عنزتان حول ما آل إليه حال المدعو “راضي الليلي”، من إندحار وتشرذم بعد أن اتبع أموال الغواية الجزائرية، وإنساق من خلف أجندة مخابرات “عبلة” المعادية للمغرب، ليجد نفسه اليوم، مذلولا ،مذموما ،مهانا ومتشردا بين أسمال معسكرات تندوف، يتسول لقمة عيش متبَّلة بالحقد، مغمَّسة بالهوان، بين فيافي صحراء قاحلة، وكأن القدر يقول لمن في قلوبهم مرض، أنظروا الى نهاية كل خائن، عميل، سولت مخيلته النتنة، أن يحابي الطغمة العسكرية في الجزائر، على حساب وحدة تراب بلاد الشرفاء، التي إسترجعتها المملكة بالصبر وبدماء الشهداء، وأن يتماهى مع عدوان “جزائر” تصدقت عليها فرنسا باستفتاء لتقرير المصير، مُمَرَّغٍ في وحل العبودية الابدية لمستعمر الماضي والحاضر، مقيد بأصفاد من كانوا بالأمس “كابرانات” في الجيش الفرنسي، وأصبحوا اليوم جنرالات يتحكمون بالحديد والنار، مدافعين عن مصالح عرابتهم، منافحين بدون استحياء عن شعار “الحدود الموروثة عن الإستعمار” في أقبح تجليات الإنبطاح، ولعل هذا ما غاب عن ذاكرة “الليلي”، الذي أجزم قاطعا أنه يضرب بكفيه على رأسه في كل لحظة وحين، عندما يستحضر الفرق الشاسع بين رغد العيش الذي ينعم به الصحراويون في الأقاليم الجنوبية للمملكة، وبين ما انتهى اليه حاله اليوم، يتيما بين مرتزقة من مالي وتشاد والنيجر، ضائعين وسط جغرافيا القحط والعذاب، تائهين في نفق مظلم، صنعه العسكر الذي اتبعهم “إبن الليلي”، فأوصلوه الى ما وصل اليه اليوم.

ولعل أكثر من نجح في تشخيص حالة “الليلي”، وما آل اليه وضعه اليوم داخل قفار تندوف، هو الصحافي المغربي المقتدر، “محمد واموسي”، الذي أبدع في تلخيص قضية “الليلي”، حيث كتب عنه قائلا :

“كان يعيش و يعمل معززا مكرما في بلده، في منصب يحلم به الكثير من الصحافيين المغاربة ممن يفوقونه خبرة و ثقافة و كفاءة في قسم الأخبار للقناة الأولى، ولم يحمد نِعم خالقه و وطنه عليه

سخن عليه رأسه (اليابس) و دخل في حروب مع زملائه و فتح جبهات ضد مسؤولي التلفزيون رافعا فزاعة “أنا من الصحراء ” إلى أن وجد نفسه في الشارع

و بدل أن يستخلص الدرس كما كثير من الناس و ينطلق من جديد (و هذا ليس عيبا) سلك طريق الشيطان، تنكر لبلده و لوالدته و زوجته و أبنائه و كل عائلته، و غادر نحو فرنسا للارتماء في أحضان البوليساريو

في فرنسا تلقى الصفعة الثانية،لم يفرد له تنظيم البوليساريو التابع للجزائر السجاد الأحمر كما كان يظن، أداروا له ظهرهم فوجد نفسه يتسكع في شوارع ضواحي باريس دون عمل و دون سكن

نام في الحدائق و تحت الجسور و في محطات القطارات إلى أن تصدق عليهم أحدهم بغرفة بائسة بضواحي العاصمة الفرنسية كحل مؤقت

و بدل أن يستخلص الدروس مرة أخرى و يبدأ حياته من جديد و يخوض حرب الحياة و الرزق،اختار السير في نفس الطريق ،فظل يقضي النهار في تيك توك و يوتيوب يقتات على فتات المشاهدات بذاك السؤال البليد “بماذا هي الصحراء الغربية مغربية ؟ “…أوصل الليل بالنهار و خاض حروبا افتراضية ضد وطنه لعل وعسى يلفت انتباه عسكر و مخابرات الجزائر

و فعلا التفتوا له و حجزوا له تذكرة سفر عبر الخطوط الجزائرية التي نقلته مجانا تحت جنح الظلام إلى الجزائر،لكنهم لم بسمحوا له بدخول العاصمة

في مطار الهواري بومدين رموا به في أول طائرة شحن عسكرية متوجهة نحو تندوف ، و ها قد انتهى به المسار في مخيمات بائسة تعيش في عام الفيل، لا طريق لا أرصفة لا ماء لا كهرباء و لا أدنى مقومات الحياة البشرية، أما حرارة الطقس فيها فكأنك في فصل جهنم

هنيئا لك بأرض “العزة و الكرامة” كما وصفتها تزلفا وتملقا، ونتمنى لك إقامة سعيدة في حضرة الأفاعي والسحالي و العقارب

هكذا هم خونة الأوطان و هذا مصيرهم”

وتجدر الإشارة أن الصحافي المغربي محمد واموسي، واحد من الكفاءات المغربية المثقفة، التي نجحت في بناء مسار مهني متميز خارج الوطن، من خلال قلم وطني حر، لا يذخر جهدا في السبيل الترافع عن القضايا الوطنية، ولا يتوانى في تمثيل المغرب أحسن وأرقى تمثيل في الخارج، من خلال تجربة طويلة وغنية، امتدت لعقود من العمل الجاد، والإجتهاد والتميز، سخر خلالها كتباته المتفردة، وموهبته الإعلامية، في رسم أبهى اللوحات لمغرب يتطور، فله منا كل التحية والتقدير، ودام قلمه الوطني الحر، مفخرة للصحافة المغربية.

تابع آخبار تليكسبريس على akhbar