عودة الروح إلى منتزه “الحبول”.. القلب النابض للعاصمة الإسماعيلية

بعد انتظار دام ثلاث سنوات، تعود الروح إلى منتزه الحبول التاريخي بمدينة مكناس، مطلع الأسبوع المقبل، حيث ستكون العاصمة الإسماعيلية مع موعد تدشين المنتزه الحضاري.

وفي هذا الصدد، قال جواد باحجي، رئيس جماعة مكناس، إن منتزه الحبول التاريخي خضع لتأهيل استغرق ثلاث سنوات، في إطار برنامج شراكة بين جماعة مكناس، مؤسسة محمد السادس لحماية البيئة، والمياه والغابات.

وأضاف رئيس الجماعة أن الغاية من تأهيل المنتزه التاريخي للحبول تروم رد الاعتبار للغطاء النباتي المحمي، بالنظر إلى توفّره على أنواع نادرة من الغطاء النباتي، ورد الاعتبار للمسرح الروماني الحاضن لكل ما هو فني وموسيقي وثقافي، فضلا عن بعث الروح في حديقة الحيوانات والطيور، مما سيجعل منتزه الحبول منتزها حضاريا من شأنه أن ينافس المنتزهات الحضارية الدولية.

وبخصوص كيفية تدبير المنتزه، قال باحجي إن عملية التدبير ستتم في إطار شراكة مع شركات خصوصية، بما يضمن خلق دينامية تراعي أهداف التأهيل الكبرى.

وبما أن مكناس أم المدائن المغربية في الحقيقة، فموقعها الجغرافي ضمن هضبة سايس ونبع وادي بوفكران جعلها تستوطن جوهرة عرش المدن المغربية في الوسط الشمالي ضمن المخطط الأكبر للمغرب الأخضر .

ثورة العمران بالمدينة نتيجة ضغط النمو الديموغرافي وتدفقات الهجرات الداخلية إليها .فرض على القيمين الجماعيين إحاطة المدينة بخطط تضمن المتنفس البيئي/الطبيعي للساكنة.

العناية بالوسط البيئي بالمدينة جعل من أقدم حديقة بالمدينة بالمواصفات العالمية تحتل موقع الصدارة ضمن المخطط البيئي للمدينة وتنال الحظوة الكبرى من طرف المجتمع المدني والسياسي .

 فموقع حديقة الحبول الاستراتيجي جعلها منذ النشأة الأولى بتاريخ 1920 تعتلي موقع الريادة البيئية بالمدينة، حيث تموضعها يحتل قلب المدينة النابض بين المآثر العمرانية للمدينة القديمة/ التقليدية، وبين الرؤية البارونامية للمدينة الحديثة (حمرية) المطلة عليها .

المساحة الإجمالية للحديقة تناهز خمسة هكتارات، ثلثيها تكتسيه الأشجار والغراس، وكلها موزعة بشكل يجعل من عين الزائر تعلو علوا مع الأشجار الشاهقة وتتلون بألوان الاغراس المتنوعة المرصوصة بين الهندسة المغربية الأندلسية والمسحة الأوروبية الحديثة. ومع كل هذا تم استحضار الفرجة داخل حديقة الحبول من خلال إنشاء مسرح الهواء الطلق بطاقة استيعابية تصل إلى ألف متفرج ، وهندسته مستنسخة من مسارح الرومان القديمة .

وحتى يتمكن المجلس الجماعي من سد الخصاص بمكناس في مجال استصلاح الحدائق وتتبع رعايتها فقد تم التعاقد مع شركة متخصصة في مجال البستنة والبيئة ،إلا أن حديقة الحبول لمرجعيتها التاريخية وبعدها الجمالي وعشق الساكنة لها دفع بالمدبرين الجماعيين اعتبار الإشراف المباشر عليها شأنا جماعيا لا محيد عنه.

ولنقل حديقة الحبول إلى امتلاك المواصفات العالمية للحدائق فقد تم العمل على هيكلة الحديقة لتستجيب لحاجيات الزوار.حيث همت العملية مسرح الهواء الطلق من خلال ترميمات أساسية لجنباته ومدرجاته ،وكذلك إعادة تشغيل المرافق الصحية بشكل أنيق وتشغيل نافورة الحديقة بعد استصلاح أركانها والساقية الممتدة منها، انها حديقة الحبول تتزين، واستحسان تجديدها.

تابع آخبار تليكسبريس على akhbar