الجزائر “قوة ضاربة” في السحر أيضا..قصة عمر ابن “الجلفة” أنموذجا

بعيدا عن أخبار السياسة على طريقة الثنائي “تبون ـ شنقريحة” يعيش الرأي العام الجزائري هذه الأيام على تطورات قضية يختلط فيها السحر والشعوذة بالخيال مع وقائع حية وموثقة عنوانها رجل مسحور يسمى عمر.

فقد تم العثور مؤخرا في مدينة الجلفة الجزائرية على شخص يدعى عمر اختفى قبل حوالي ثلاثة عقود، وهي فترة قياسية قضاها محتجزاً بقبو في إسطبل لشخص يجاور مسكن أسرته.

 عمر المختفي هذا والذي ظهر أخيرا بشكل غرائبي لم يتمكن من التحرر من محجزه ولا أن يصرخ أو يبعث أي رسالة لأي كان.

وتعود وقائع القصة التي كانت بلدية القديدة مسرحا لها في سنة 1996 عندما اختفى عمر الذي كان يبلغ حينها 19 عاماً في ظروف غامضة، لم تفلح خلالها أسرته  في العثور عليه بعد رحلة بحث شاقة، ما جعل الجميع يظن أنه لاقى حتفه بطريقة ما..

ولكن قصة عمر عادت لتطل مجددا بعدما تداول منشور على “فيسبوك” لشخص زعم  إن عمر المولود في 1979 والمفقود منذ ماي 1998 محتجز لدى شخص على بعد 200 متر فقط من منزل عائلته في قرية القديد بالجلفة، على بعد 300 كم جنوب الجزائر العاصمة.

وما أن رشحت أخبار عن قصة عمر حتى هرع أقاربه للبحث عنه واقتحموا بيت المختطف، ليجدوا الضحية محتجزاً داخل قبو لعلف الحيوانات، وبعد أن استخرجوه تدخلت الأمن لاعتقال الجاني واستكمال التحقيق معه..

وبحسب بيان النيابة الجزائرية، «توجه عناصر الدرك إلى منزل المشتبه به، وعثروا على الشخص المفقود، بحسب نيابة محكمة الجلفة».

وتناقلت منصات التواصل الاجتماعي فيديوهات للضحية وهو يخرج من قبو تحت الأرض لا تتجاوز مساحته 40 مترا ، وسط تساؤلات حول  سلامته العقلية بعد حبسه قسرا كل هذه السنوات الطويلة.    .

 وقال أقارب عمر إنه  اختفى بعدما غادر قريته نحو إلى وسط مدينة الجلفة، فبحثوا عنه ونشروا صوره في التلفزيون آنذاك، لكن دون جدوى..

وأضاف أقارب الضحية لوسائل أعلام محلية أن عمرا أخبرهم بأنه كان يسمع أقاربه ويراهم من فتحة صغيرة في الإسطبل، كما علم بوفاة أمه أثناء غيابه “لكنه لم يكن يستطيع أن يصرخ أو يهرب بسبب السحر، لكن عقدته انفكت بمجرد الابتعاد عن منزل الشخص الذي كان يحتجزه”.

وأوقفت النيابة العامة المتهم البالغ 62 عاماً، وبدأت التحقيق معه تمهيداً لمحاكمته. وقالت إن المتهم الذي يعمل حارساً في البلدية، كان يمارس حياته بشكل طبيعي.

وفي محاولة لتفسير ما حصل مع هذا الشاب، كشف الراقي البحريني حسن المدني لقنوات دولية  الآليات التي تم من خلالها احتجاز الضحية كل هذه الفترة الطويلة والسيطرة عليه دون أن يقدر على الهرب أو حتى الصراخ..

وقال المدني إن “الكل يسأل لماذا هذا الشاب ورغم احتجازه يبدو وكأنه يعيش حياة طبيعية وصحته جيدة ويبدو مرتبا ولحيته محلوقة”

وأضاف مفسرا أن “هذا الأمر يحصل عندما يتم الاستحواذ على عقل الشخص من خلال عمل سحر، وهذا أقوى أنواع السحر”.

وأوضح الراقي أن “السحر ثلاثة أقسام الأول خفة اليد والثاني المأكول عن طريق الأدوية، أو أخذ أثر الشخص الذي تريد سحره، كما أخذوا من شعر النبي صلى الله عليه وسلم، أما النوع الثالث فهو أقوى أنواع السحر وأخطرها وهو التعاون مباشرة مع إبليس”، على حد وصفه. “

كما أشار خبير الروحانيات إلى أن الضحية الجزائري كان يعيش حياة طبيعية داخل البيت حتى بشرته غير متغيرة، لكنه مستحوذ عليه 100 بالمائة من خلال هذا السحر، كما أن الضحية لا يفقد عقله ولا وعيه ويعرف ما يحصل حوله وفي المنطقة لكنه مستسلم وراضخ لأوامر هذا الشخص”.

  وتبدو هذه القصة كضرب من الخيال عند سماعها لأول مرة لكن مجتمعا يعاني كل صنوف القهر والطغيان كما هو شأن الجزائر لا يستغرب أن تعشش فيه الخرافة والجهل وكل أنواع السحر والدجل.

ولعل هذه القصة كانت بمثابة رأس جبل الثلج العائم فقط وما تحتها أفظع وأكثر مأساوية.

تابع آخبار تليكسبريس على akhbar