جنوب إفريقيا.. تفاوتات صارخة وهوة كبيرة بين الأغنياء والفقراء

إذا كانت جنوب إفريقيا مصنفة ضمن الدول الأكثر تصنيعا في إفريقيا، فإنها أيضا من أكثر الدول التي تشهد تفاوتات صارخة، حيث تتسع الهوة بين الأغنياء والفقراء في غياب سياسات عمومية فعالة للتصدي لهذه الآفة.

فأمام اقتصاد تنحو جميع مؤشراته إلى مستويات مقلقة، يبدو تحقيق هدف التقليص من التفاوتات أمرا بعيد المنال. وتكمن المفارقة في هذا البلد في كون الركود الاقتصادي لا يطال الأغنياء الذين تتنامى ثرواتهم بوتيرة متسارعة.

وحسب تقرير صدر حديثا لقسم الإحصائيات ووحدة البحث حول التشغيل والتنمية في جنوب إفريقيا، التابعة لجامعة الكيب (جنوب البلاد)، فإن مداخيل 10 في المائة من الساكنة الأكثر فقرا تراجعت بالربع بين سنتي 2011 و2015، فيما ارتفعت مداخيل 1 بالمائة من المواطنين الأكثر غنى بنسبة 48 في المائة.

وفي واقع الأمر، فإن هذا الوضع يبعث على القلق في وقت يواصل النمو الاقتصادي تباطؤه. وحسب التقرير ذاته، فإن مداخيل 5 في المائة من الساكنة الأكثر غنى ارتفعت إلى حدود 20 في المائة خلال الفترة ذاتها.

وتشير آخر أرقام قاعدة بيانات التفاوت العالمي إلى أن 10 في المائة من الأغنياء بجنوب إفريقيا يستحوذون على 65 في المائة من مداخيل البلاد، فيما لا يستفيد 90 في المائة من الساكنة سوى من 35 في المائة من الثروات.

ولا يوجد لحد الآن أي مؤشر على أن الوضع سيتحسن في المستقبل القريب، حيث إن المساعدات الاجتماعية المخصصة للطبقات الأكثر فقرا محدودة جدا، فيما لم تمكن الجهود التي تبذلها الحكومة لمواجهة هذا الوضع من تحقيق النتائج المرجوة.

وكان رئيس جنوب إفريقيا، سيريل رامابوزا، قد كشف مؤخرا عن مخطط يروم تقليص الفوارق في البلاد، مؤكدا أنه يطمح إلى تصحيح اختلالات الماضي وتمكين الساكنة الأكثر فقرا من حياة أفضل. وهي طموحات تظل بمثابة “أمنيات جوفاء” أمام واقع تتسع فيه الهوة يوما بعد يوم.

ويبرز تقرير قسم الإحصائيات بجنوب إفريقيا الذي يتطرق للتفاوتات في البلاد، أن مداخيل الطبقة المتوسطة تراجعت بدورها بنسبة 15 في المائة، فيما ارتفعت أرباح 2 في المائة من المواطنين الأكثر غنى بنسبة 15 في المائة خلال الفترة نفسها.

من جهة أخرى، تختلف التفاوتات في بلاد نلسون مانديلا حسب العرق والجنس والمنطقة الجغرافية.

فما بين سنتي 2011 و2015، يشير التقرير إلى أن المواطنين البيض يحصلون في المتوسط على 24 ألف و646 راند شهريا، أي ما يعادل ثلاثة أضعاف ما يربحه المواطنون السود الذين لا يحصلون في المتوسط سوى على 6 آلاف و899 راند.

وفي ما يتعلق بالتفاوتات حسب النوع الاجتماعي، يضيف المصدر ذاته، فإن النساء حصلن على دخل يقل ب30 في المائة مقارنة مع دخل الرجال خلال الفترة ذاتها. ولا يشكل التوزيع المجالي للمداخيل استثناء، حيث قل مدخول الأشخاص العاملين في البوادي بالنصف عن مدخول العاملين في المدن خلال السنوات التي شملتها الدراسة.

تابع آخبار تليكسبريس على akhbar