التبرع بـ200 مليار: مبادرة عظيمة من ملك عظيم

تبرع الهولينديغ الملكي “المدى” بـ200 مليار سنتيم لفائدة الصندوق، الذي أمر جلالى الملك محمد السادس بإحداثه لمواجهة تداعيات انتشار فيروس كورونا، وهي مبادرة ليست بالهينة، لا من حيث حجمها، وهو حجم كبير طبعا، لكن من حيث قيمتها الرمزية، والتي تتجلى في كون هذه المبادرة العظيمة تأتي من ملك عظيم، يقدم نفسه النموذج في كل شيء، ودائما يكون السباق إلى خلق المبادرات وأول المساهمين فيها.

المبادرة الملكية عظيمة لأن حلالته وبصفتيه رئيسا للدولة وأميرا للمؤمنين، حاضر بكل ثقله لمواجهة المحنة التي تمر منها بلادنا، على غرار باقي بلدان الدنيا، بعد أن اخترق فيروس كورونا، المجهول لحد الآن، أغلب بلدان العالم وأتعب دولا متقدمة وذات اقتصادات قوية.

المبادرة الملكية تعني في ما تعنيه رسالة قوية لأغنياء وأثرياء البلد، ومفادها أن هذه البلاد التي اختارت نهج المبادرة الاقتصادية الحرة، تلجأ في وقت الشدة إلى الاقتصاد التضامني، وصفة أمير المؤمنين تعطي لجلالته الحق في أخذ المال من أغنياء وأثرياء البلاد من أجل إنقاذ من لا يملك حيلة في وقت الشدة.

إنه الفكر التضامني لجلالته المستوعب لكبرى النظريات العلمية والاقتصادية والمستوعب أيضا لكبريات الفقه الإسلامي، الذي ينهل منه جلالته، الذي تصدى بقوة ما تمنحه إياه الشريعة الإسلامية واستصدر من المجلس العلمي الأعلى فتوى إغلاق المساجد حرصا على أرواح العباد، التي بدونها لا يقوم دين ولا دنيا.

إن المبادرة الملكية تعني أنه في وقت الأزمة لا أحد يملك شيئا وأن كل شيء رهن إشارة الوطن، وهذا ملك البلاد وأمير المؤمنين يبدأ بنفسه، ويعطي النموذج كما عوّدنا ذلك في كل الفترات، باعتباره السبّاق دائما إلى إعطاء القدوة لأبناء شعبه، وفي وقت الشدة يقول جلالته للآخرين لا مكان اليوم للحسابات بين السياسيين ورجال الأعمال وأن المنافسة اليوم في الخير والتبرع للوطن.

 

تابع آخبار تليكسبريس على akhbar