جلالة الملك يعطي درسا آخر في القيم الوطنية والانسانية

لئن كانت المبادرة الملكية القاضية بالتبرع بملياريْ درهم لدعم الحساب الخاص الذي يهدف إلى تلبية النفقات الصحية الاستثنائية ودعم القطاعات المتضررة من الأزمة غير المسبوقة المرتبطة بفيروس كورونا، تعكس قيم التضامن والترابط التي تربط العرش بالشعب المغربي، فإنها تعبر كذلك على مدى قرب جلالته من المواطنين وتتبني انشغالاتهم ومعانقة تطلعات، ومآزرتهم مهما كانت الظروف..

إن هذه المبادرة، كغيرها من المبادرات الملكية الحميدة، تحبل بالعديد من الرسائل التي تصب كلها في ما عبر عنه صاحب الجلالة في خطابه السامي بمناسبة الذكرى ال20 لعيد العرش، حيث شدد جلالة الملك على الإجماع الوطني، الذي يوحد المغاربة، حول ثوابت الأمة ومقدساتها، والخيارات الكبرى للبلاد، وأولها “الملكية الوطنية والمواطنة، التي تعتمد القرب من المواطن، وتتبنى انشغالاته وتطلعاته، وتعمل على التجاوب معها”، مبرزا الوحدة والتلاحم، والبيعة المتبادلة بين العرش والشعب، وروابط المحبة والوفاء بين جلالته وشعبه، والتي لا تزيدها السنوات إلا قوة ورسوخا.

هذه الروابط التي تجمع الشعب والعرش، لا يمكنها إلا ان تزيد قوة وصلابة من خلال مبادرات جلالة الملك وانخراطه إلى جانب ابناء شعبه في مواجهة هذا الوباء الذي أصاب المغرب على غرار جل الدول عبر العالم، والذي يستدعي تظافر الجهود لمواجهته..

ومن خلال السياسة الملكية التي يسترشد بها المغرب، والتي أبانت عن نجاعتها على صعيد كل المستويات، سيتمكن المغرب لا محالة من تجاوز هذه المحنة التي من خلال التكافل والتضامن والوعي بضرورة الالتحام وبالمصير المشترك الذي يجمع المغاربة، وكل شعوب العالم، وهو ما تعكسه المبادرة الملكية من خلال انشاء صندوق خاص لمواجهة وباء فيروس “كورونا”، أو من خلال التبرع بهذا المبلغ الهام.

إنها  إشارات قوية كذلك، إلى ان المغاربة يجب ان يكونوا متحدين كجسد واحد للمساهمة في تذليل الصعاب والمحن، والقيام بما يمليه عليهم واجبهم الوطني وضميرهم الاخلاقي والديني، لا فرق في ذلك بين الملك وشعبه ولا بين الغني والفقير..

تابع آخبار تليكسبريس على akhbar