الدرس البليغ في تضامن الأسرة الملكية ومستشاري جلالة الملك

بعد تبرع جلالة الملك محمد السادس بـ200 مليار سنيتم لفائدة الصندوق المخصص لمواجهة فيروس كورونا، تبرع مستشارو جلالته ومكلفون بمهمة في الديوان الملكي براتب شهر لفائدة الصندوق الخاص المذكور، والذي تم إحداثه بأوامر ملكية قصد التصدي للفيروس الغامض الذي يفتك بالمجتمعات.

ويسعى الصندوق المذكور إلى تحقيق هدفين لا ينفصلان، الأول تحقيق كفاية من العلاجات الضرورية وتوفير البنيات اللازمة للتصدي للمرض واستيعاب المرضى، وكان جلالته شفافا للغاية عندما أمر الحكومة بالاستعداد لأي مرحلة جديدة إن اقتضى الأمر ذلك، والثاني هو معالجة الآثار الناجمة عن الإجراءات التي اتخذتها السلطات الحكومية قصد الحد من انتشار الفيروس، خصوصا الشركات المتضررة والعمال الذين يمكن أن يفقدوا وظائفهم.

وبالنظر لأهمية هذا الصندوق، الذي يعتبر صندوق أزمة خارج الموازنة العامة، فإن المساهمة الملكية تعتبر نموذجية ووسيلة لتحفيز الباقي، ولم يقتصر الأمر على جلالته شخصيا بل انتقل الأمر إلى مستشاري جلالته والمكلفين بمهام في الديوان الملكي، بمعنى أن الصف الأول من الدولة في مقدمة الواقفين في مواجهة هذا التحدي.

إن المبادرة التي قام بها جلالة الملك ومستشاريه والمكلفين بالمهام في الديوان الملكي، تعتبر درسا بليغا في قيم التضامن والتآزر، في وقت تشتد فيه الأزمة بشكل كبير، وما قاله صاحب الجلالة في الاستعداد لأي أزمة جديدة إن اقتضى الحال، مبني على معطيات دقيقة، وبالتالي كان لزاما جمع المال الكافي من كافة أبناء الشعب المغربي، وقد قدم جلالته ومستشاريه النموذج الكبير، الذي ينبغي الاقتداء به.

لقد اختار جلالته أن يكون في الصف الأمامي لمواجهة فيروس كورونا باعتباره تهديدا حقيقيا دون تخويف ودون طمأنة زائدة على اللزوم، ولكن بما تقتضيه شجاعة ملك وقائد عظيم يمتلك رؤية جريئة ونظرة مستقبلية مبنية على ما تتطلبه الوقائع.

 

تابع آخبار تليكسبريس على akhbar