تنفيذا للتعليمات الملكية السامية.. إحداث وتجهيز مستشفى عسكري ميداني في ظرف وجيز

تنفيذا للتعليمات السامية لجلالة الملك محمد السادس، القائد الأعلى ورئيس أركان الحرب العامة للقوات المسلحة الملكية، القاضية بتكليف الطب العسكري بشكل مشترك مع نظيره المدني بالمهمة الحساسة لمكافحة وباء كوفيد-19، أقامت القوات المسلحة الملكية العديد من المستشفيات العسكرية في المملكة.

وفي هذا الإطار، تم إحداث وتجهيز مستشفى عسكري ميداني جديد في منطقة “النواصر” بالدار البيضاء.

وأنشأت القوات المسلّحة الملكية المستشفى العسكري الميداني الأول –كوفيد19- في ظرف وجيز لا يتعدى ستة أيام، ليَنْضاف إلى نظيره الذي انشئ في مدخل مدينة بنسليمان، قصد استقبال المصابين بفيروس “كورونا” المستجد، وذلك لدعم المؤسسات الاستشفائية المدنية لاحتواء الجائحة التي اودت بحياة آلاف الاشخاص عبر العالم.

وتم تجنيد أطقم عسكرية متكاملة وذلك استعدادا لإسعاف الحالات المصابة بفيروس كورونا المستجد، وذلك لتعزيز الهياكل الطبية المخصصة لمحاربة واحتواء هذه الجائحة الوبائية التي تنتشر بشكل متصاعد بمختلف جهات المغرب.

وتصل الطاقة الاستيعابية للمستشفى العسكري الميداني بمنطقة “النواصر” إلى 200 سرير، تتوزع بين 180 سريرا مخصص للعزل الطبي والعناية بالحالات المصابة بالفيروس المستجد، و20 سريرا في إطار وحدة الإنعاش الطبي والعناية المركزة، مجهزة بأحدث المعدات التقنية التي تستوفي المعايير المتعارف عليها دولياً.

يأتي إحداث هذا المستشفى الميداني، بأمر من جلالة الملك محمد السادس القائد الأعلى ورئيس أركان الحرب العامة للقوات المسلحة الملكية، وذلك في إطار تقوية الجهود الاستباقية والاحترازية التي تبذلها بلادنا في ما يخص مواجهة جائحة كورونا (كوفيد-19)..

ويتوفر المستشفى على طاقم طبي مُكوّن من 13 طبيباً، ضمنهم طبيبين في تخصص الإنعاش والتخدير، وطبيبين متخصصين في الطب الاستعجالي، ثم ستة أطباء عامين؛ فضلا عن طبيب متخصص في العلوم البيولوجية وصيدلي، إلى جانب طاقم شبه طبي يتكون من 73 ممرضا وممرضة ومساعديهم، وكذا وحدة تضم 30 فرداً مؤطرين بإداريين من مصلحة الصحة العسكرية..

إلى ذلك، يتكون قسم الإنعاش من طاقم طبي وتمريضي عالي الخبرة، متخصص في الإنعاش والتخدير، ويتوفر المستشفى الميداني على طاقة استيعابية تصل إلى 20 سرير إنعاش مزودة بكافة التجهيزات الضرورية

وتم تزويد قسم الإنعاش بأجهزة التنفس الاصطناعي و20 آلة مخصصة للمراقبة الدقيقة والآنية لكافة المؤشرات الحيوية، علاوة على جهاز للإيكوغرافيا بغية تتبع التطورات الحالية عن كثب، وهو ما سيمكن من التكفل بالحالات المتقدمة والحرجة للمواطنين المصابين بالوباء، ومن ثمة التصدي لانتشار الجائحة في المملكة

ويحتوي المستشفى على مصلحتين؛ الأولى مخصصة للاستشفاء والثانية للإنعاش. وبالإضافة إلى الطاقم الطبي وشبه الطبي المُكوّنين في هذا الإطار، يتوفر المستشفى على ثلاث وحدات استشفائية للعزل الطبي تصل طاقتها الاستيعابية إلى 180 سريرا، وهي مزودة بكافة التجهيزات الضرورية، ضمنها آلات المراقبة الدقيقة لكل المؤشرات الحيوية مع جهاز الأشعة المتنقلة..

وتنقسم هذه الوحدة الاستشفائية إلى ثلاث مناطق؛ هي المنطقة الخضراء التي تُصنف على أنها منطقة الأمان، ثم المنطقة الحمراء التي تُعدّ منطقة الخطر، فضلا عن المنطقة البرتقالية التي تتراوح بين المنطقة الخضراء والحمراء، وهو ما سيمكن من التكفل ومراقبة الحالات المستقرة وغير الحرجة للمواطنين المصابين بالوباء

وعلى غرار نظيره ببن سليمان، يلتزم المستشفى العسكري الميداني بـ “النواصر” ببرتوكول علاجي صارم ودقيق، منذ استقبال المريض، مرورا بوضعه في الجناح المخصص له حسب الوضعية الصحية، وصولا إلى عمليات التعقيم، وانتهاءً بالمختبر التقني الذي يواكب الحالة الصحية للمرضى والصيدلية التي تتوفر على الأدوية والمعدات الطبية، إلى جانب الأطقم العسكرية المعبّأة لضمان صيرورة المرفق الطبي.

ويوفر المختبر البيولوجي في المستشفى العسكري الميداني الأول كوفيد-19، التحاليل الدقيقة للمصابين بفيروس كورونا المستجد ومعرفة المضاعفات المحتملة، من خلال توظيف أجهزة ومعدات وتقنيات متطورة تُمكّن من تتبع الوضع الصحي لحالات المرضى الاستشفائية والحالات الحرجة.

ويضم المستشفى مختبراً يوفر مجموعة من الفحوصات، على رأسها فحوصات الدم والبيوكيمياء بتقنيات حديثة، ما يساهم في مواكبة وتتبع المرضى تحت العلاج، خصوصا مرضى الإنعاش والعناية المركزة..

وبالنظر إلى الدور المهم الذي تلعبه المصالح الاجتماعية للقوات المسلحة الملكية في سلسلة علاج المرضى، فإن المديرية العامة للمصالح الاجتماعية للقوات المسلحة الملكية قامت، تحت إشراف مصلحة الصحة العسكرية، بإحداث وحدات في مختلف المستشفيات العمومية والمشافي العسكرية الميدانية

وتقوم المصالح الاجتماعية للقوات المسلحة الملكية في المستشفيات العسكرية الميدانية، التي يندرج ضمنها المستشفى العسكري الأول بـ”النواصر”، بالمساعدة الاجتماعية في استقبال المرضى وعائلاتهم، وتقديم الدعم النفسي والمعنوي، والسهر على تلبية حاجياتهم، بتنسيق مع الأطر الطبية لهذا المستشفى..

تابع آخبار تليكسبريس على akhbar