تفعيل مضامين الخُطَب الملكية أهم رهان يواجه الأحزاب خلال الدخول السياسي الجديد

يتصادف الدخول السياسي الجديد بالمغرب مع سياق خاص يتميز بإرخاء جائحة كورونا بظلالها على مختلف مناحي الحياة الاقتصادية والاجتماعية والسياسية. وينتظر المراقبون كيفية تدبير الأحزاب السياسية، سواء في الأغلبية أو المعارضة، لهذا الدخول وأبرز الرهانات التي سيتم التركيز عليها، وبالأخص قبيل الاستحقاقات الانتخابية المرتقبة. 

 

وفي هذا الإطار، يقول الاكاديمي والمحلل السياسي محمد بودن، إن الدخول السياسي لهذه السنة يأتي في سياق خاص واستثنائي يفرض على الفاعل السياسي  التفاعل مع النداء الذي عبر عنه خطاب عيد العرش وخطاب ذكرى ثورة الملك والشعب قصد المساهمة في المجهود الوطني لمواجهة جائحة كوفيد 19 والنزول بأرقامها وتكاليفها نحو الأدنى.

وبالتالي، يضيف بودن في تصريح لموقع القناة الثانية، “فتفعيل مضامين الخطب الملكية يبقى أهم رهان يواجه الفاعلين السياسيين من اجل دفع التهديد الوبائي والحد من تداعياته الاقتصادية والاجتماعية والنفسية فضلا عن رهان التغلب على حكاية طويلة مرتبطة بفكرة السياسة لدى الرأي العام وإنتاج نظرية سياسية تتجاوز التسويف إلى تقديم حلول واقعية في ظل الازمة التي ستكون في بؤرة اهتمام الاستحقاقات الانتخابية المرتقبة وبالتالي فترسيخ  المعاني الإيجابية للسياسة في هذه اللحظة الدقيقة مهم جدا من اجل عبور خطر الوباء و تداعياته.

وحول كيفية تدبير أحزاب الأغلبية والمعارضة لهذا الدخول لا سيما ونحن على مشارف سنة انتخابية، يقول الاستاذ بودن “إن السياق المتزامن مع الدخول السياسي الحالي محاط بتحولات إقتصادية واجتماعية عميقة يجب على الاحزاب السياسية ان تمسك بها وتقدم عروضا سياسية تجيب عن اسئلة اللحظة وتقدم البدائل اللازمة من اجل اقناع الناخبين بالذهاب للصناديق.

وفي تصور المحلل السياسي فإن “الاحزاب تفهم ان اللحظة تتطلب تدبيرا بكفاءة ونجاعة من حيث الاثر ودقة في القرارات من حيث الزمن، ولذلك فهي مطالبة بتجديد نخبها والبحث عن الكفاءات واستقطابها، علاوة على تكييف برامجها وتجنب العموميات والخلط في عروضها السياسية المقدمة لكل من الانتخابات التشريعية و الجهوية والجماعية.

 إن الاحزاب السياسية في المغرب، يقول بودن، “تمثل أجسام سياسية غير متماسكة باصطفافات مرنة او بالاحرى نحن أمام توازنات لا يملك فيه اي طرف القوة على فرض ارادته الكاملة على الطرف الآخر وعليه فان هذه الأحزاب مطالبة اكثر من اي وقت مضى بتجنب اثقال كاهل البلاد بحسابات انتخابية ضيقة و ممارسات متجاوزة”.

وبخصوص أثر الجائحة أثر على برامج الأحزاب المتنافسة خلال الاستحقاقات الانتخابية المقبلة، أوضح الاستاذ بودن أن “الاحزاب السياسية مطالبة بالخروج للقيام بأدوارها عبر مختلف الوسائط و توجيه رسالة للمغاربة من اجل التغلب على الجائحة قبل الموعد الانتخابي المرتقب لأن المعركة مع الوباء لايمكن تأجيلها.

ويختم بودن بالقول إن “الاحزاب السياسية يجب ان تفرض حضورها في هذه الظرفية الصعبة ولا تنتظر اللحظات الانتخابية كما ان انشطتها يجب ان تكون متميزة عن انشطة المجتمع المدني والنشطاء في شبكات التواصل الاجتماعي، لأن ادوارها التقليدية والحديثة تمكنها من مساحات وامكانيات اكبر. وأتوقع أن تنطلق الاحزاب من جائحة كوفيد 19 في صياغة وثائقها البرامجية وهذا ما يتطلب منها الابداع والابتكار وعدم اهمال الحلول والقدرة على التوقع.”

تابع آخبار تليكسبريس على akhbar