يواصل المغرب جذب الاستثمارات الخارجية، في مجال صناعة السيارات الكهربائية، من خلال التركيز على سلاسل الإنتاج العالمية وخاصة في مجال المكونات الإلكترونية التي تدخل في تكوين المحركات الكهربائية.
وفي هذا الإطار، ترأس وزير الصناعة والتجارة رياض مزّور، اليوم الثلاثاء 7 يونيو، مراسم تدشين خط الإنتاج الجديد الخاص بالمكونات الإلكترونية لمجموعة “إس تي ميكروإليكترونيكس” بموقعها في بوسكورة.
مشروع توسعة إس تي هذا، الذي تطلب استثمارا قدره 2,4 مليار درهم منذ سنة 2020، يتعلق بتوسعة مساحة الإنتاج (إضافة 7500 متر مربع)، وإحداث خط إنتاجي جديد متخصص في تصنيع منتجات متطورة من كربيد السليسيوم(carbure de silicium) المستعملة في السيارات الكهربائية من طرف أبرز مُصنّعي السيارات العالميين.
وسيسمح الاستثمار بتأمين زيادة كبرى في القدرة الإنتاجية وإحداث مناصب شغل جديدة. وقد تم فعلا إحداث أزيد من 700 منصب شغل خلال سنة واحدة، منها 100 منصب خاصة بالمهندسين. ولا تزال عملية توفير فرص الشغل جارية بشكل هام.
وبهذه المناسبة، قال رياض مزّور إن “ما نحتفل به اليوم يتعلق بإنجاز حقيقي بالنسبة للصناعة الإلكترونية الوطنية. ويأتي هذا الاستثمار الجديد لـ “إس تي إم STM” بوسكورة، وهو ثاني أكبر موقع للمجموعة في العالم، في سياق عالمي يتسم بقلة هذا النوع من المكونات الإلكترونية الخاصة بالسيارات الكهربائية، مما يضطر مصنعي السيارات بالخصوص إلى تقليص وتيرة إنتاجهم. وسيسمح للمغرب بتعزيز مكانته في سلسلة قيمة قطاع السيارات، كوجهة مفضلة للاستثمارات الدولية الهامة، ولا سيما في مجال التنقل الكهربائي الذي تتنافس فيه الدول الرائدة في مجال الصناعة الإلكترونية”.
وأكد الوزير في هذا الشأن أيضا بأن المغرب “من خلال إنتاج مكونات إلكترونية تنافسية ذات جودة عالمية مصممة بمهارات مغربية في معظمها، يقطع أشواطا كبرى على درب تحقيق سيادته الصناعية، ويؤكد توفره على إمكانيات ومؤهلات تنموية كبرى تستجيب للاحتياجات الجديدة الناشئة مثل تلك المتعلقة بالسيارة الكهربائية و شبكة الاتصالات من الجيل الخامس والأشياء الموصولة أو الصناعة 4.0”.
ومن جانبه، صرح فابيو غوالاندريس، نائب الرئيس التنفيذي ومدير التنظيم التكنولوجي وتصنيع المرحلة الخلفيةللشركة، بأن “الاستثمارات المنجزة لزيادة القدرة الإنتاجية وتحسين المنشآت، وعملية توفير فرص الشغل الهامة الجارية، يؤكدان مدى أهمية تنمية إس تي بوسكورة بالنسبة للنمو المستقبلي لـلمجموعة وريادتها العالمية على مستوى المنتجات الموجهة لكهربة السيارات والتحول الرقمي للمقاولات الصناعية”.
وأضاف في هذا الصدد أن “إس تي بوسكورة” لم تعتمكن من تحقيق مخططها التنموي الطموح إلا بفضل دعم الوزارة والسلطات المحلية والوكالة الوطنية لإنعاش التشغيل والكفاءات…
يشار إلى أن مجموعة إس تي ميكرو إليكترونيكس بوسكورة، المتخصصة في تجميع واختبار المكونات الإلكترونية، هي أحد المواقع الأكثر تطورا في العالم من حيث المكننة والتكنولوجية. وهي توفر منتجات تستجيب لأعلى متطلبات الجودة، وتساهم بالتالي في ريادة إس تي على مستوى المنتجات الموجهة لكهربة السيارات والتحول الرقمي للمقاولات الصناعية.
كما أن “إس تي بوسكورة” هي أيضا أحد أبرز مواقع مجموعة إس تي ميكرو إليكترونيكس على مستوى تجميع واختبار منتوجات STPOWER المتطورة من كربيد السليسيوم carbure de silicium بأحجام كبيرة، وعلى مستوى المنتجات المدمجة في السيارات الكهربائية لأبرز مُصنّعي السيارات في العالم، وبالخصوص بالنسبة للمُحَول الكهربائي الرئيسي للجر onduleur de traction principal والشاحن الإليكتروني الُمضَمَّن chargeur embarqué، فضلا عن البنية التحتية للشحن.
وتُشغل إس تي بوسكورة حالياً 3300 شخصا، 40 في المائة منهم من التقنيين والمهندسين، وذلك لإنتاج مجموعة من عُلب أشباه الموصلات boîtiers semi-conducteurs الموجهة لتشكيلة واسعة من زبناء أسواق السيارات والمُصنِّعين، فضلا عن الدوائر المتكاملة circuits intégrésالمتطورة مثل وحدات التحكم الدقيقة الآمنة الخاصة بالبطاقات الذكية.
وعمليات التصنيع بـ إس تي بوسكورة، هي بصدد التحول نحو صناعة 4.0 وما بعدها، من خلال تفعيل عمليات وتقنيات تكنولوجية جديدة. ويتعلق الأمر بالخصوص بالسيارات الذكية الذاتية التحكم الخاصة بالنقل داخل الغرفة النظيفة (salle blanche) والصيانة التَّنبُّئية لـمُعدات الإنتاج التي تُستعمل فيها تقنيات الذكاء الاصطناعي، والمناهج المتقدمة لتَتَبُّع مَسار المنتوجات، وخوذات الواقع الُمعَزَّز من أجل الحصول على مساعدة خبراء عن بُعد، ومعالجة البيانات الضخمة من خلال الذكاء الاصطناعي.
يشار أن حفل التدشين تم بحضور عامل إقليم النواصر، عبد الله شاطر، ونائب الرئيس التنفيذي ومدير التنظيم التكنولوجي وتصنيع المرحلة الخلفيةorganisation Technologie et fabrication Back-end، فابيو غوالاندريس.