الرؤية الملكية للعمل الإفريقي المشترك .. التزام ثابت لفائدة القارة

تجسد الرؤية الملكية للعمل الافريقي المشترك، الالتزام الثابت والحازم للمملكة تحت القيادة المتبصرة لصاحب الجلالة الملك محمد السادس، نصره الله، لفائدة تنمية افريقيا، وتحقيق ازدهار مواطنيها .

فمنذ العودة الى أسرته المؤسسية، لم يفتأ المغرب، يعمل من أجل تحقيق مصالح افريقيا، وتنمية القارة عبر العديد من المبادرات الهامة، المتخذة في اطار رؤية صاحب الجلالة الملك محمد السادس للتعاون جنوب – جنوب.

هذه الرؤية الملكية التي تتمحور حول ثلاثية السلم والامن والتنمية ، لفائدة افريقيا مستقرة ومزدهرة ،تعيش في سلام ، وتعمل عل خدمة المواطن الافريقي ، تجسدت من خلال تقاسم المملكة مع البلدان الافريقية الشقيقة، تجاربها ومعارفها لفائدة تعاون جنوب –جنوب ديناميكي، ومتنام في كل المجالات ( صحة ، تربية، تكوين، سلم استقرار وتنمية سوسيو –اقتصادية)، وهو التزام وخيار يعزز تشبث المملكة بالقارة الافريقية ، كما أكد ذلك صاحب الجلالة الملك محمد السادس في رسالته السامية الموجهة الى المشاركين في مؤتمر اطلاق المنتدى الافريقي للاستثمارات السيادية الذي نظم بالرباط في يونيو الماضي، والتي قال فيها جلالته ” إن إفريقيا اختيار وجداني وعقلي في الآن نفسه. إنه اختيار واضح وإرادي يجسده التزامنا من خلال العديد من المبادرات الرامية إلى تعزيز ودعم التعاون والتنمية الاقتصادية في إفريقيا. وهو اختيار أردنا من خلاله اليوم أن نجعل من الاستثمار محركا للتنمية الاقتصادية والاجتماعية والتكامل الإقليمي والقاري في إفريقيا”.

فقد تجسد هذا الالتزام الملكي منذ بداية أزمة جائحة كوفيد 19 ، من خلال تضامن المغرب مع البلدان الافريقية عبر مبادرة جلالة الملك الذي اعطى تعليماته السامية من اجل ارسال مساعدات طبية الى العديد من البلدان الافريقية الشقيقة، وهي المبادرة الملكية التي حظيت بإشادة عالية على الصعيد العالمي.

وفضلا عن التضامن الفاعل في مجال الصحة، يعمل المغرب من أجل تعزيز الأمن الغذائي للقارة، وحفظ السلم والأمن بافريقيا ، إضافة الى الحفاظ على البيئة  من خلال مبادرات ملموسة في ميدان مكافحة التغيرات المناخية موجهة لفائدة القارة.

ولاشك ان الرؤية الملكية للعمل الافريقي المشترك ، التي تضع المصالح الحيوية للقارة ، وللمواطن الافريقي، في صلب الانشغالات، تولي أيضا مكانة هامة للشباب.

وعلى الصعيد الاجتماعي، جاء افتتاح المرصد الافريقي للهجرة بالمغرب ، باقتراح من صاحب الجلالة الملك محمد السادس باعتباره رائدا بالاتحاد الافريقي على مستوى قضية الهجرة، ليشكل تتويجا آخر للالتزام الافريقي للمملكة.

فقد ضاعفت المملكة المغربية ، المتشبثة بالعمل الافريقي، والتعاون بين بلدان القارة، طبقا لرؤية صاحب الجلالة الملك محمد السادس ، الذي ما فتىء يدعو الى نهوض افريقيا جديدة، افريقيا قوية وشجاعة، قادرة على الدفاع عن مصالحها، افريقيا مؤثرة في الساحة الدولية من خلال المبادرات الملموسة والجهود المبذولة من اجل قارة مزدهرة في خدمة المواطن الافريقي، كما تبرهن على ذلك الزيارات المختلفة التي قام بها جلالة الملك لعدد من البلدان الافريقية، والتوقيع على نحو الف اتفاقية للتعاون بين المملكة المغربية وشركائها الافارقة.

وانعكس الالتزام الافريقي للمغرب، أيضا في يونيو المنصرم من خلال التصديق على عدة معاهدات ذات أهمية استراتيجية، والتي تندرج في اطار ، تجسيد الرؤية الملكية للعمل الافريقي المشترك.

ويتعلق الامر على الخصوص بالاتفاق المحدث لمنطقة التبادل الحر القارية الافريقية، واتفاقية الاتحاد الافريقي بشأن الوقاية ومحاربة الرشوة ،واتفاقية باماكو حول حظر استيراد النفايات الخطرة إلى أفريقيا، وتدبير النفايات الخطرة المنتجة بافريقيا، والبروتكول الملحق بقانون تأسيس الاتحاد الافريقي المتعلق بالبرلمان الافريقي، ومعاهدة (بيليندابا) لإنشاء منطقة خالية من الأسلحة النووية بإفريقيا، والميثاق الإفريقي حول السلامة الطرقية، واتفاق المقر المتعلق بإنشاء المرصد الإفريقي للهجرات، ومعاهدة احداث الوكالة الافريقية للأدوية التابعة للاتحاد الافريقي.

وتمثلت مبادرات المملكة لفائدة العمل الافريقي المشترك، أيضا في الحضور القوي للمغرب في هيئات الاتحاد الافريقي ، حيث يتولى المغرب على الخصوص منصب نائب رئيس اللجنة التقنية المتخصصة حول المالية والشؤون النقدية، والتخطيط الاقتصادي، واندماج الاتحاد الافريقي للفترة من 2021 الى 2023 .

كما تولى المغرب رئاسة اللجنة التقنية المكلفة بالتجارة والصناعة والموارد المعدنية ، للاتحاد، ومنصب النائب الأول لرئيس اللجنة الثامنة التقنية لوزراء الوظيفة العمومية والجماعات الترابية والتنمية الحضرية واللامركزية.ويتولى المغرب أيضا عضوية المحكمة الإدارية للاتحاد الافريقي، ممثلا بقاضية.

تابع آخبار تليكسبريس على akhbar