المخيم الصيفي لفائدة أطفال القدس مكرمة ملكية ذات أبعاد إنسانية رفيعة

أبرز المدير المكلف بتسيير وكالة بيت مال القدس الشريف محمد سالم الشرقاوي أن المخيم الصيفي، الذي يحتضنه المغرب، تحت الرعاية السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس، رئيس لجنة القدس ، لفائدة أطفال القدس يعد “مكرمة ملكية كريمة ذات أبعاد إنسانية رفيعة”.

وأوضح الشرقاوي،أن رعاية صاحب الجلالة الملك محمد السادس، رئيس لجنة القدس ، لدورات المخيم الصيفي لفائدة أطفال القدس هي “مكر مة ملكية كريمة ذات أبعاد ومغاز إنسانية رفيعة، تستلهم القيم الف ضلى التي يؤمن بها المغاربة لتعزيز الروابط الإنسانية، التي جمعت أهل القدس وفلسطين بأشقائهم المغاربة، على مدى يزيد عن ألف عام”.

وأكد أن هذه الرعاية الملكية لأجيال القدس من خلال عمل وكالة بيت مال القدس الشريف تتوزع على دعم المدارس، ودور الثقافة والفنون، ومراكز الطفولة، لتمتد للجمعيات والأندية الرياضية، والمخيمات الصيفية، التي ترعاها سنويا لفائدة ز هاء ثلاثة آلاف طفل في مدينة القدس، و50 طفلا وطفلة يزورون سنويا المملكة المغربية، في إطار مخيم خاص استفاد من دوراته المتعاقبة، إلى غاية الدورة الحالية (الدورة 13)، أزيد من 650 طفلا وطفلة.

وقال الشرقاوي إنه بهذه المبادرات الإنسانية والاجتماعية، تزرع وكالة بيت مال القدس الشريف، بصفتها الذراع الميداني للجنة القدس، في قلوب ووجدان الأطفال، أجيال المستقبل، “فسائل الأمل بغد أفضل، وهي في ذلك إنما تعمل على تنفيذ تعليمات جلالة الملك، بإنجاز مشاريع اجتماعية يعود أثرها المباشر على أهل القدس، بكافة فئاتهم” ، معتبرا أن إقبال العائلات المقدسية الكبير على ترشيح أبنائهم للاستفادة من المخيم، خير دليل على نجاح هذه التجربة الاجتماعية الرائدة.

وحسب ذات المصدر ، فهو شاهد، حين يزور القدس ويلتقي ببعض من استفادوا من الرحلة السنوية إلى المغرب “فأجدهم يحرصون على تزيين بيوتهم برايات المغرب وبصور جلالة الملك، وولي عهده، حفظهما الله، وببعض مقتنياتهم من الصناعة التقليدية المغربية، التي يحتفظون بها بحرص وعناية. وأحيانا يطلعونني على أحدث مراسلاتهم مع أقرانهم المغاربة ممن التقوا بهم خلال م قامهم في المغرب”.

وأشار الى أن وكالة بيت مال القدس تضع في كل عام، بالتشاور مع شركائها في المغرب وفي القدس بفلسطين ، برنامجا خاصا لدورة المخيم، ضمن موضوع ناظم للأنشطة والفعاليات، سواء تلك التي يقدمها أطفال القدس، أو تلك التي تتم برمجتها عند زيارتهم لمخيمات أطفال مغاربة، تنتظم في نفس فترة وجود أطفال القدس في بلادنا.

ويتم التركيز في البرمجة على الأنشطة الهادفة، التي تمكن المستفيدين من التعرف على المملكة المغربية، بأهلها، وطبيعتها، وتاريخها، فيزورون المعالم التاريخية للمدن التي يتوقفون بها، ثم يقفون على بعض مظاهر التنمية التي تشهدها البلاد على كل الأصعدة، وتحرص الوكالة على ترك مساحة مهمة في البرنامج للترفيه والاستجمام والترويح عن النفس.

وأوضح الشرقاوي أن دورة هذا العام تطرقت الى موضوع “آثار التغيرات المناخية على البيئة وأهمية المحافظة على الماء”، لإثارة انتباه الناشئة إلى التحديات التي باتت تطرحها مسألة التوازنات الطبيعية في محيط العيش، ثم معضلة نقص المياه والإجهاد المائي، وهي مواضيع باتت مثار انشغال عام، وتستأثر بالاهتمام المتزايد.

كما طرح مخيم هذا العام بعض مظاهر الصلات التاريخية العميقة التي جمعت المغاربة بأشقائهم الفلسطينيين، من خلال الدرس التاريخي والوثائق المصنفة في المكتبات العامرة المغربية والفلسطينية وغيرهما، بحضور أطفال من القدس من أحفاد المغاربة الذين ناصروا القائد صلاح الدين، واستقروا في المدينة المقدسة مدافعين عن حماها، وط لاب علم، ومرابطين، ومجاورين.

وجوابا عن سؤال حول الهدف من تمكين الأطفال المستفيدين من زيارة المدن العتيقة ، شدد الشرقاوي على أن المغرب بلد قوي بتاريخه، وبرموزه وبمؤسساته. لذلك يأتيه الزوار من كل مناطق العالم للاستمتاع بهذا المزيج المتناغم، الذي يجمع بين العراقة والانفتاح على كل ما يستجد، مما قد تفرضه طبيعة التحولات المتسارعة التي نعيشها من حولنا، على أكثر من صعيد.

وأكد أن المغاربة فخورون ببلدهم، بتنوع مجاله الطبيعي، لذلك تحرص الوكالة على تقديم طبق متنوع ي م كن الضيوف/الأطفال ، سواء كانوا كبارا أو صغارا من التعرف على البلد، من خلال الآثار في المدن العتيقة، ومن خلال المعمار، والألوان، واللباس، وأصناف الطعام، والموسيقى، وغيرها من العناصر الم ميزة للشخصية المغربية.

وبمناسبة دورات المخيم الصيفي، تكون الفقرات عبارة عن درس تاريخي يتضمن قصة تستحق أن ت روى. قصة لا ت مل، يستطيبها الأطفال، لكثرة اندهاشهم بالامتداد الجغرافي للبلد، وبتنوعه الطبيعي، والأمان، وسهولة الحركة فيه، فيتملكم إحساس بالراحة والاطمئنان، يتمنون معها أن يمكثوا في البلد، لأطول فترة ممكنة، وإذا غادروه، فإنهم يغادرونه بالدموع، ويتطلعون إلى العودة إليه، كلما استطاعوا إلى ذلك سبيلا.

وعن الرسائل التي يحملها المخيم ، أبرز المتحدث على أن أهم رسالة هي رسالة الأمل التي يراد ترسيخها في قلوب ووجدان الناشئة، بأن المستقبل لاب د أن يكون أفضل من الحاضر ، مع رسالة المحبة والعمل النافع والبناء، الذي يمكن أن يساعد على تشكيل شخصية الطفل بمعزل عن التأثيرات ، إضافة الى رسالة الالتزام والإخلاص للقضايا الكبرى.

واعتبر أن تجربة المخيم، كما المشاريع الاجتماعية التي تنفذها الوكالة في القدس، بتعليمات كريمة من صاحب الجلالة، نصره الله، هي برامج ذات ب عد إنساني، ن حاول أن نحيطها ببعض الخصوصية. وهذه رسالة م همة في حد ذاتها، تجعل أشقاءنا في القدس يميزون بين العمل الرصين، والشعارات الزائفة، التي ي رددها البعض بين الفينة والأخرى.

ويتذكر الشرقاوي أنه في إحدى زياراته الأولى إلى القدس عام 2019، أوقفه أحد الشباب في الشارع قائلا: “أستاذ عرفتك!”. ما أثار استغرابه واستغراب مرافقيه لما علم الجميع أن الولد هو أحد المستفيدين من الدورة الثانية للمخيم التي عقدت في إفران قبل ذلك بعشر سنوات. ثم انبرى والده ليعلق على ردة فعله بقوله:”جازى الله عنا المغرب، وحفظ جلالة ملك المغرب لما قدمتموه لأولادنا، من جميل الرعاية والوفادة، مما لن ننساه أبدا”.

ولاحظ الشرقاوي أن الأطفال سعداء بهذه الرحلة، ومندهشون من مظاهر الحب الجارف الذي يتلقوه في الشارع من المغاربة. وهم يتصلون بأولياء أمورهم في بعض الأوقات المحددة ليطمئنوهم، ثم ليؤكدوا لهم أن اليوم التالي من برنامج المخيم يكون أحسن من اليوم الذي قبله.

وأعرب الشرقاوي عن الأمل بتمكين أكبر عدد من أطفال القدس من زيارة المغرب، وهم يتشوقون كثيرا ليعيشوا تجربة المخيم بالمغرب بتفاصيلها.

تابع آخبار تليكسبريس على akhbar