الفاتحي لـ”تليكسبريس”: تونس لن يكون بمقدورها تحمل تبعات قرار استقبال غالي

 قال عبد الفتاح الفاتحي: محلل سياسي ومتخصص في الشؤون المغاربية، إن تونس لن يكون بمقدورها تحمل تبعات قرار استقبال زعيم الانفصال إبراهيم غالي من طرف الرئيس التونسي قيس السعيد للمشاركة في قمة تيكاد، وأنها لن تتحمل الضغوطات التي ستمارس عليها من الآن إلى غاية الرجوع إلى جادّة الصواب.

وأضاف الدكتور عبد الفتاح فاتحي، في تصريح لـ”تليكسبريس”، أن تونس في عهد قيس السعيد فقدت قيم مبادئ الديمقراطية، ولم تعد تلتزم بالهدنة وخفض التوتر واحترام قيم الاستقرار والأمن في منطقة تعرف تحديات أمنية كبيرة في ظل ارتفاع منسوب الإرهاب في منطقة الساحل والصحراء، علما أن تونس في حد ذاتها تعاني من التهديدات الإرهابية والنزاعات الداخلية، وهي معنية أولا بتنظيم بيتها الداخلي، حتى لا تكون فريسة لنزعات انفصالية بين شمالها وجنوبها، عوض استقبال زعيم حركة إرهابية انفصالية تشكل خطرا على المنطقة برمتها.

وأوضح الفاتحي، أن المغرب كان دائما في صف تونس ويقدم لها الدعم، ولذلك كانت زيارة جلالة الملك محمد السادس إلى شارع الحبيب بورقيبة عقب الضربات الإرهابية التي ضربتها، ليعيد لها هيبتها الدولية وينعش السياحة التي قتلها تلك الاعتداءات الارهابية التي استهدفت تونس، وتنقل جلالة الملك في شوارع تونس  حتى دون حراسة مشددة.

وقال الفاتحي، إن تونس في عهد قيس السعيد لم تعد الشريك الدولي والاقليمي والإفريقي الموثوق به، خاصة وان اليابان تبرأت من دعوة إبراهيم غالي إلى قمة تيكاد، وأعلنت أنها لا تعترف أساسا بحركة الانفصال، ذلك ان تونس وضعت نفسها في مأزق خطير، سينعكس على احترام الدول لحيادها الايجابي السابق نحو ملف الصحراء المغربية، لكنها الآن تحولت إلى مشكلة في حد ذاتها وأصبحت داعمة للانفصال.

ويضيف الفاتحي في التصريح نفسه، أن تونس حاليا تقوم بعمل مرفوض وكان الأجدر بها أن تنأى بنفسها عن موضوع الصحراء المغربية، وهو الوضع الذي أرادته لها الجزائر، وجعلتها تستقبل غالي تحت ضغوطات واغراءات الغاز وشراء ذمة قيس السعيد، الذي قام بسلوك متهور ومردود عليه، لأن الدولة العميقة في تونس: من أحزاب ونقابات ومجتمع مدني، لا توافقه الرأي في هذا الاندحار الذي وصل إليه.

وأكد الدكتور الفاتحي، أن تونس عوض أن تكون جزء من الحل ولعب دور الوساطة لحلحلة النزاعات في المنطقة المغاربية، أصبحت تغذي هذه النزاعات باستقبالها لزعيم الانفصاليين وتشق الصف العربي وصارت غير ملتزمة بخفض التوترات والخلافات بين الأشقاء، فاصطفاف تونس اليوم بهذا الفعل الانقلابي لقيس السعيد يجعل منها جزءا من مشكلة الاختلافات المغاربية ويجهز على ما تبقى من آمال لإعادة إحياء الحلم المغاربي.

وخلص الفاتحي إلى القول، إن موقف السعيد لن يوقف الزخم الدبلوماسي لمبادرة الحكم الذاتي في الصحراء المغربية، سيما أن أطروحة المغرب أصبحت تكتسح مواقف الدول العظمى الرافضة للانفصال والمؤيدة للوحدة الترابية للمغرب، وأن تونس بقرارها استقبال زعيم الانفصاليين خرقت مبدأ المحافظة وحماية سيادة الأوطان، وهذا مبدأ معترف به في الجامعة والعربية ومنظمة المؤتمر الإسلامي، بل إن “تونس قيس السعيد” أخلت حتى بمبادئ الأمم المتحدة التي لا تعترف بالبوليساريو، لكنها تقوم بذلك اليوم تحت طائلة المساومة من طرف الجزائر.

تابع آخبار تليكسبريس على akhbar