لأول مرة.. اكتشاف جسيمات البلاستيك داخل الماء المتجمع بين أوراق النباتات

اكتشف باحثون في دراسة علمية جديدة وجود جسيمات بلاستيكية دقيقة في الماء الذي يتجمع بين أوراق بعض النباتات، ورغم أنه قد سبق اكتشاف هذه الجزيئات في التربة ومياه الأنهار فإن وجودها في هذه البيئات الصغيرة وقصيرة العمر يثير تساؤلات حول كيفية وصولها إلى هناك.

وقد نشرت الدراسة مؤخرا في دورية “بيوريسك” (BioRisk) العلمية من قبل فريق بحثي من جامعة بريشوف في سلوفاكيا.

الاكتشاف حدث صدفة أثناء انتقال فريق من الباحثين إلى شرق سلوفاكيا لدراسة الكائنات الحية التي تعيش في تجاويف يتجمع فيها الماء بين أوراق بعض النباتات بحسب البيان الصحفي المنشور على موقع “يوريك ألرت” (EurekAlert) بتاريخ التاسع من سبتمبر الجاري.

وقد ركز الباحثون اهتمامهم على نوع من النباتات يسمى “الندف البري”، وهو من جنس الممشقيات أو مشط الراعي (Dipsacus) يتميز بأوراق متقابلة ينمو بعضها فوق بعض على الساق بشكل متشابك في عدة مستويات مشكلة هياكل أو تجاويف تشبه الكوب تسمى “إكسيل الماء” (phytotelmata) تتجمع فيها المياه.

تتجمع في تلك التجاويف كميات قليلة من الماء، وتنشأ داخلها بيئة مصغرة تستمر بين 3 و4 أشهر فقط، لكن هذه المدة كافية -حسب الباحثين- لدعم الحياة أو جزء من دورة حياة العديد من الأنواع الحيوانية، إذ تستخدمها بعض الحشرات وأنواع من الرخويات مثل الحلزون للتكاثر والبحث عن الطعام، كما أن لها أهمية علمية في دراسة مراحل نمو البعوض أحد النواقل المهمة للأمراض.

وقد تفاجأ الباحثون عند تحليل عينات من المياه المأخوذة من هذه التجاويف بوجود شظايا بلاستيكية وألياف ملونة مختلفة يصل طول بعضها إلى 2.4 ملم، وأظهرت التحاليل أنها جسيمات بلاستيكية دقيقة.

كيف وصلت الجسيمات البلاستيكية؟

كان وجود تلك الجزيئات غير متوقع لعدم وجود أي مصادر أخرى للملوثات في منطقة الدراسة، لذلك تساءل الباحثون عن كيفية تلويث هذه الموائل الصغيرة باللدائن الدقيقة.

ويرجح مؤلفو الدراسة أن تكون الشظايا والألياف البلاستيكية قد انتقلت عبر الغلاف الجوي الملوث للوصول إلى تلك البيئات الصغيرة أو عن طريق الرخويات التي قد تكون نقلتها من التربة أو من النباتات الأخرى داخل أجسامها أو على قواقعها.

وحسب الدراسة، فإن هذا الاكتشاف الأول من نوعه لجسيمات البلاستيك الدقيقة في التجاويف الصغيرة التي يتجمع فيها الماء بين أوراق النباتات يعد دليلا إضافيا على أن التلوث من هذا النوع ينتشر عبر مسارات مختلفة وقد لا يترك بيئة آمنة على وجه الأرض.

ويقول المؤلفون إن نتائج الدراسة يمكن استخدامها في رصد انتشار التلوث الذي تسببه الجزئيات البلاستيكية الدقيقة وتأثيره المحتمل على النباتات وعلى الكائنات الحية المرتبطة بها، واقترحوا استخدام تلك الموائل كمؤشر على انتشار البلاستيك في الطبيعة نظرا لوفرتها من ناحية، وقدرتها على التقاط اللدائن الدقيقة بعدة طرق من البيئة من ناحية أخرى.

يذكر أن اللدائن الدقيقة هي عبارة عن قطع صغيرة من مادة بلاستيكية لا تتجاوز أحجامها 5 مليمترات، ويمكن تقسيمها إلى فئتين رئيسيتين حسب مصدرها: فئة اللدائن الدقيقة الأولية التي يتم إطلاقها في البيئة كجزيئات دقيقة ويتأتى معظمها من غسيل الملابس المصنعة من مواد تحتوي على البلاستيك وتمثل 35% من مجموع الجسيمات الدقيقة ومن تآكل إطارات وسائل النقل بنسبة 28%.

أما الفئة الأخرى فهي فئة اللدائن الدقيقة الثانوية التي تنشأ من تحلل الأشياء البلاستيكية الكبيرة، مثل الأكياس البلاستيكية أو الزجاجات أو شباك الصيد.

تابع آخبار تليكسبريس على akhbar