الفلاحون بين مطرقة تبعات تراجع منتوجاتهم و سندان تماطل الدعم الحكومي

 

 

 


تليكسبريس – متابعة


سجلت حصيلة الموسم الفلاحي لهذه السنة،  حسب الأرقام المعلنة عنها قبل يومين من طرف مصالح وزارة الفلاحة، تراجعا ملموسا في محاصيل الحبوب بقرابة الأربعين في المائة، نظرا لعدم انتظام التساقطات المطرية التي هددت الفلاحة المغربية فكانت قاب قوسين أو أدنى من الإعلان عن  موسم جفاف، وهو ما تضرر منه الفلاح قبل المستهلك. 

 


الحكومة اتخذت فيما قبل قرارا بمنح إعانات مالية لمساعدة الفلاحين وتخفيف معاناتهم من تبعات موسم فلاحي دون مستوى انتظاراتهم، وفي انتظار اتضاح صورة طريقة صرف هذه الإعانات ما زال الفلاحون المتضررون، و خاصة بالمناطق البورية التي كانت أكثر تضررا من موجة الحر، تائهين بين الإدارات و المصالح المعنية للاستفادة من غلاف الدعم، في الوقت الذي لم تكلف فيه الغرف الفلاحية التي تؤطر القطاع، نفسها عناء توجيه  إعلام للمتضررين لمعرفة الخطوات المتبعة للحصول على الدعم .


 

الفلاح البسيط، الذي يكتوي بنيران الجفاف والديون وقروض المؤسسة البنكية،  في حاجة إلى من يأخذ بيده وينير له الطريق، وسط إكراهات عديدة يعيش ويتخبط فيها، هذا الفلاح لا يعرف الكثير عن قرارات المساعدة التي صادقت عليها الحكومة لمساعدته، وكيف يحصل عليها، إلى أن ينتهي موسم الحصاد، ليجني خيبة أمل كبيرة بعدما يتبدد السراب الذي بنى عليه جبالا من الآمال والأحلام.

 


هذا وقد خصص قانون المالية لسنة 2012 اعتمادات مالية هامة للقطاعات المنتجة، والتي تشمل الفلاحة والصيد البحري والمندوبية السامية للمياه والغابات ومحاربة التصحر.


 

و حدد المبلغ المخصص لقطاع الفلاحة والصيد البحري في 10 ملايير و624 مليون درهم و302 ألف درهم منها غلاف 10 ملايير و4 مليون و733 ألف درهم، في إطار مخطط المغرب الأخضر لتأهيل الفلاحة، كما رصد أيضا مبلغا قدره 1,35 مليار درهم (123 مليون يورو)، للحفاظ على قطعان الماشية. لكن حتى الآن لم ير الفلاح المتضرر شيئا من هذه المبالغ المرصودة للقطاع الفلاحي، إلا ما سمعت أذناه وتكاد أن تكذبه عيناه، الشيء الذي يتطلب من مصالح وزارة الفلاحة والصيد البحري، ومعها الغرف الفلاحية، النزول من برجها العالي إلى ارض الواقع، للاستماع إلى شكاوى وانشغالات الفلاحين و مرافقتهم لتخفيف العبء المثقل لكاهلهم، والذي ينضاف إلى معاناة متراكمة بفعل ثقل الديون و قصر ذات اليد، حتى لا يتم الدفع بهذه الفئة قسرا للهجرة الجماعية إلى أحزمة الفقر و الفاقة بضواحي المدن بحثا عن شروط أفضل للعيش.

 

تابع آخبار تليكسبريس على akhbar