الدرادري في تصريح ل”تليكسبريس” يعدد أسباب غياب جلالة الملك عن “قمة الجزائر”

عدد المحلل السياسي والأستاذ الجامعي، احمد الدرادري، اسباب غياب جلالة الملك محمد السادس عن القمة العربية المنعقدة “اليوم وغدا” بالجزائر، مؤكدا ان خروقات البروتوكول ومخالفة الضوابط الدبلوماسية التي اعتادت القمم ان تجرى في أجوائها، كلها أسباب ساهمت في عدول جلالة الملك محمد السادس ومجموعة من القادة العرب الوازنين الى الاعتذار عن الحضور في هذه القمة، التي ادعت الجزائر، البلد المستضيف أنها ستكون قمة “لم الشمل العربي”.

وفي هذا الصدد، قال الدرادري في تصريح ل”تليكسبريس”: “كان جلالة الملك من بين القادة العرب الذين كانوا عازمين على حضور القمة العربية، لكن يتعذر على جلالته، حفظه الله، حضور هذه القمة العربية التي تحتضنها الجزائر لاعتبارات عدة:

أولا: اللعب بقواعد التعامل الدولي المحدد عن طريق جامعة الدول العربية وخرق الجزائر للبروتوكول المتعارف عليه في القمم الدولية بين الدول، حيث تعرضت الوفود لنوع من الاهانة والاحتقار بسبب الحقد والعداء للمغرب والمغاربة، ومخالفتها لضوابط القمة التي حددتها جامعة الدول العربية ومنها تغيير خريطة العالم العربي، رغم ان القمة العربية حدث رئيسي، الا انها لا تترجم  العمل العربي المشترك واخرجتها الجزائر عن اهدافها ومسارها وغاياتها.

ثانيا: التعارض بين المصالح العربية المشتركة وتحالف الجزائر مع ايران والسماح لها بالتدخل في شؤون الدول العربية وفي المنطقة المغاربية، و ضد المغرب على وجه خاص، بل وابرام صفقات عسكرية معها ومع روسيا وتمكين البوليساريو من طائرات ايرانية بدون طيار لضرب المغرب والتدخل في شؤونه الداخلية، بالاضافة الى تدخل تركيا في شؤون الدول العربية .

ثالثا: حرصا منه على الحضور المغربي، فان جلالة الملك قد أعطى تعليمات للوفد المغربي للقيام بالعمل البناء معتمدا على دور الجامعة العربية كقناة للتواصل مع اشغال قمة الجزائر، رغم ضعف حضور الوفد المغربي بسبب عودة البعض من المطار نتيجة الاحتقار وسوء المعاملة، حيث إن  إيضاحات الجزائر بشأن أزمة الخريطة لم تكن مقنعة.

رابعا: شتان بين عراقة المملكة المغربية في الدبلوماسية وكفاءة المسؤولين في تدبير البروتوكول الرسمي لاستقبال الوفود الدولية والقدرة على تنظيم قمم ومؤتمرات عالمية، بحسن الاستقبال واحترام آداب التعامل مع الضيوف والاهتمام الراقي بالوفود و ممثلي الدول والشعوب وتأمين الاقامة وتقديم العناية اللازمة للمشاركين … هذا من جهة، وبين ما تقوم به الجزائر التي اظهرت   اللامبالاة وسوء المعاملة التي طالت المسؤولين المغاربة والوفد الإعلامي المغربي، حيث تطلب الامر التوجه لباريس، ثم بعدها الجزائر نظرا لقرار دولة العسكر قطع الحدود الجوية مع المغرب، بل تم تجريد الاعلاميين من كل آليات الاشتغال دون سبب .

خامسا: تنامي الكراهية تجاه المغرب، مما يفسر أن كره الجزائر للمغرب و أبناءه لا يشرف حضور جلالة الملك في القمة، وأكيد ان الفرق واضح بين البلدين على مستوى البنية التحتية و العقلية والدبلوماسية، حيث تحتاج الجزائر الى الكثير من التأهيل، لأن العقلية الجزائرية يطغى عليها الحقد إزاء التطور الكبير الذي تعيشه المملكة المغربية” .

وختم الدكتور الدرادري، بالقول: “دولة العسكر لا زالت بعيدة عن فهم كيف يسير العالم اليوم ولا يمكنها فهم مشاكل الدول العربية، فبالأحرى تقديم الحلول أو لمّ الشمل، بل إن الجزائر هي اكبر عائق للعمل العربي المشترك، لهذا غاب اغلب قادة الدول العربية، مما يعني فشل القمة وغياب نية السلام والتعاون لدى عسكر الجزائر” .

وناقش الاجتماعَ الوزاري العربي المنعقد اول أمس الاحد بالجزائر مسألةَ التدخلاتِ الإيرانيةِ والتركية في المنطقة العربية، وشدد الوزراءُ على ضرورة صياغة بنود تدين المساس بسيادة الدول ووحدتها الترابية.

تابع آخبار تليكسبريس على akhbar