تبون يحاول التخفيف من مغص أممي عبراستقبال ابن بطوش

يصر حكام الجزائر بشكل غريب ليس فقط على معاكسة مصالح المغرب وقضية وحدته الترابية بل لا يوفرون جهدا للمضي عكس حركة التاريخ ومنطق التحولات العالمية.

وينتج عن هذا المنهج اضطرار النظام الجزائري لأمرين كاريكاتوريين: البقاء في الماضي بينما العالم لا يلتفت ثم الحصول في المطلق على نتائج مناقضة لما يخططون له، إن سمي ما يقترفونه تخطيطا.

وخلال الساعات القليلة الماضية تحركت الآلة الدعائية العسكرية بالجزائر للترويج للقاء الرئيس تبون بالدمية المسماة رسميا غالي وفي العرف الإعلامي منذ سنوات “ابن بطوش”.

ولأن النظام الجزائري يصدر غالبا عن ردات فعل “عاطفية” فقد جاء استقبال تبون لتابعه “غالي” ليبعث رسالة تقول لمن يهمهم أمرها: أنا غاضب وللتعبير عن غضبي سأمضي في طريقي لدعم جبهة “بوليساريو” ولو بتوزيع الصور مع قائد افتراضي.

ولكن هناك سؤالا طبيعيا بالنتيجة: ما الذي أزعج الجزائر وأثار حنقها تبونيا وشنقريحيا؟

يقول المصريون من خلال مثل بليغ: السؤال في أطلانطا و الجواب في طنطا. ومع بعض التحوير يصبح الأمر كالتالي: صوت الفعل في نيويورك والصدى في الجزائر.

فبينما التقى وزير خارجية الجزائر أحمد عطاف ستافان دي ميستورا، المبعوث الشخصي للامين العام للأمم المتحدة إلى الصحراء وتباحث معه حول “الجهود الأممية الرامية لإعادة بعث المسار السياسي بمشاركة طرفي النزاع، جبهة البوليساريو والمغرب” وفق تعبير الخارجية الجزائرية، ( بينما وقع هذا) وثم تمرير المغالطة التاريخية ضمنا كون الجزائر ليست طرفا، فإن الحركة التي قام بها تبون وشنقريحة تؤشر إلى أمرين غير معلنين:

ــ انزعاج النظام الجزائري من جره جرا للقاء دي ميستورا ساعات قليلة قبيل تقديم المبعوث الشخصي لأمين عام الأمم المتحدة حول النزاع، وهذا يعني أن الجزائر طرف أصيل في الموضوع ولا مهرب لها في نهاية الأمر من التصرف بناء على هذه الحقيقة الواقعية.

ــ أن المسؤولية المؤقتة للجزائر في مجلس الأمن لم تمكنها ولا بأي حال من الأحوال من تغيير واقع لا يرتفع وهو أن الجزائر صانعة وممولة النزاع وليس بإمكانها الهروب إلى أي مكان خلال البحث عن حلول واقعية له.

وفي كل الأحوال، يستبعد جدا حدوث أي تغيير في القرار المرتقب لمجلس الأمن الذي من المتوقع أن يكون مثل سابقيه داعما لرؤية المغرب مشددا على التزام الأطراف (وليس طرفي النزاع) بالعمل الجاد لإيجاد حل مستدام ومتفق عليه لوضع حل نهائي لنزاع مصطنع دام أكثر مما ينبغي.

طبعا، ليس في الأمر هدايا مجانية للمغرب ولا مصادفات في السياسة الدولية: الماكينة الدبلوماسية المغربية مثل غطاس محترف ذي نفس طويل، ينزل للأعماق للعمل بصمت ثم يصعد في اللحظة المناسبة بيدين غير فارغتين.

تابع آخبار تليكسبريس على akhbar