ألمانيا تسعى إلى تغيير استراتيجيتها والعمل إلى جانب الصين من أجل استقرار العالم

دعا الرئيس الصيني شي جين بينغ الى تطوير علاقات صينية-ألمانية من منظور استراتيجي على المدى الطويل، والعمل سويا من أجل ارساء المزيد من الاستقرار واليقين في العالم.

وقال شي خلال لقاءه بالمستشار الألماني أولاف شولتس ببكين إن الصين وألمانيا ثاني وثالث أكبر اقتصادين في العالم على التوالي، وبالتالي فإن توطيد علاقاتهما الثنائية وتطويرها يشكل أهمية تتجاوز النطاق الثنائي، إلى تأثير كبير على قارة أوراسيا والعالم.

وأكد الرئيس الصيني أنه خلال الأعوام العشرة الماضية، وعلى الرغم من التغيرات الهائلة في المشهد الدولي، حافظت العلاقات الصينية-الألمانية على نمو مطرد، وتم تعزيز وتعميق التعاون الثنائي في جميع المجالات، داعيا لتحقيق نجاح متبادل بين الجانبين.

وأضاف أن العالم يعرف حاليا تحولات متسارعة، فضلا عن المخاطر والتحديات المرتبطة بهذه التحولات، مشددا في هذا الصدد أن هذه المشاكل لا يمكن حلها من دون التعاون بين الدول الكبرى.

وأبرز شي أنه لا توجد مصالح أساسية متضاربة بين البلدين، ولا يشكل أي منهما تهديدا أمنيا على الآخر، وأن التعاون بين الصين وألمانيا لا يعود بالنفع على البلدين فحسب، بل على العالم بأسره، داعيا لبذل جهود مشتركة للحفاظ على توجه التعاون والتنمية في العلاقات الثنائية، والالتزام بإبراز مميزات الشراكة الاستراتيجية الشاملة.

وسجل الرئيس الصيني أن هناك إمكانات هائلة يمكن الاستفادة منها في السعي للتعاون رابح – رابح بين الجانبين في المجالات التقليدية من قبيل الآلات والسيارات، والمجالات الجديدة من قبيل التحول الأخضر، والرقمنة، والذكاء الاصطناعي.

من جهة أخرى أكد شي أنه يتعين على الصين وألمانيا التعاون على الواجهات متعددة الأطراف، ودفع المجتمع الدولي لاتخاذ إجراءات حقيقية لمعالجة التحديات العالمية من قبيل تغير المناخ، والتنمية غير المتوازنة، والنزاعات الإقليمية، والمساهمة في توازن العالم واستقراره.

من جهته قال شولتس بحسب ما ذكرت وسائل اعلام رسمية صينية إن العلاقات بين ألمانيا والصين توجد في وضع جيد حاليا، مسجلا أن البلدين أجريا تبادلات وثيقة على جميع المستويات وفي جميع المجالات.

وقال إن الجانبان عقدا بنجاح مشاورات حكومية وحوارات رفيعة المستوى بشأن قضايا استراتيجية ومالية، وسيعقدان حوارا بشأن تغير المناخ والتحول الأخضر.

وأشار شولتس إلى أنه قام رفقة وفد من رجال أعمال ألمانيين بزيارة تشونغتشينغ وشانغهاي، حيث شاهدوا التقدم الاقتصادي الكبير الذي أحرزته الصين خلال السنوات القليلة الماضية، معربا عن إعجابه على الخصوص بالتعاون الوثيق والسليم بين الشركات الألمانية والصينية.

وسجل أن الجانب الألماني سيعمل مع الجانب الصيني على تعزيز العلاقات الثنائية، وتعميق الحوار والتعاون في جميع المجالات، وتدعيم التبادلات الشعبية في مجالات من قبيل التعليم والثقافة، لافتا إلى أن قيام البلدين بهذه الأمور يمثل أهمية لهما وللعالم.

وأوضح شولتس أن ألمانيا، باعتبارها عضوا مهما في الاتحاد الأوروبي، مستعدة للعب دور إيجابي في تعزيز التنمية السليمة للعلاقات بين الاتحاد الأوروبي والصين.

وأشارت وسائل الاعلام الصينية إلى أن الجانبان تبادلا خلال هذا اللقاء وجهات النظر حول الأزمة الأوكرانية، فضلا عن مجموعة واسعة من القضايا ذات الاهتمام المشترك.

وقام المستشار الألماني أولاف شولتس بزيارة رسمية للصين من 14 إلى 16 أبريل الجاري بدعوة من رئيس مجلس الدولة الصيني لي تشيانغ.

تابع آخبار تليكسبريس على akhbar