أثار جدلا واسعا وردود فعل غاضبة.. أبوعبيدة “يحرض” على التصعيد في الأردن

تداول نشطاء على مواقع التواصل الاجتماعي مقاطع من الكلمة التي ألقاها أبوعبيدة المتحدث باسم كتائب عز الدين القسام، الجناح العسكري لحركة حماس، يوم الثلاثاء، خلال كلمته في اليوم الـ200 من العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، التي اعتبرها العديد من الناشطين تحريضا لزعزعة الاستقرار في الأردن لاسيما مع الأحداث والفوضى الأمنية التي شهدها بسبب المظاهرات التي خرجت عن نطاق التعبير عن الرأي.

وقال أبوعبيدة في كلمة احتفى بها الإعلام القطري والتركي خصوصا في جزئه الموجه إلى الأردن “إن أهم الساحات العربية -ومن أهمها شعبيا وجماهيريا وأكثرها إشغالا لبال العدو- هي الجماهير الأردنية العزيزة التي نوجه لها التحية، وندعوها لتصعيد فعلها، فالأردن منا ونحن منه”.

غير أن هذا الخطاب الذي يحمل في مضمونه دعوات مباشرة للتصعيد لم يرق للكثير من الناشطين على مواقع التواصل.

وظهر في مقاطع مصورة انتشرت على المنصات الاجتماعية متظاهرون بمحيط السفارة الإسرائيلية في العاصمة الأردنية عمان وهم ويرددون “يا أبو عبيدة لبيناك… شعب الأردن كله معاك”، وهو ما اعتبره محللون أنه سيناريو من حركة حماس لاستمرار مسلسل التصعيد ضد الأردن عبر تحريضها الشارع من جديد للخروج بتظاهرات.

ولم يشفع للأردن تحرّكه المبكّر ومواقفه السياسية والدبلوماسية والإغاثية الحثيثة لمواجهة العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، لتواجه هذه التحركات والجهود بحملات موجّهة عبر وسائل التواصل الاجتماعي ومشككة بسلامة نية الدوافع وراء مد جسر جوي إغاثي، دشّنه سلاح الجو الأردني الملكي في نوفمبر الماضي لكسر الحصار عن القطاع.

ولم يقتصر التشكيك على جهود مد الجسر الجوي الذي دفع بدول عربية وأجنبية للمشاركة فيه، بل شملت حملات التشكيك والشيطنة، مختلف المواقف الدبلوماسية والسياسية، رغم المحاولات الرسمية الكبيرة لإعادة مسار القضية الفلسطينية السلمي.

ولم يكن ظهور زوجة العاهل الأردني، الملكة رانيا العبدالله، في مقابلة ثالثة لها قبل أيام عبر شبكة “سي إن إن”، من قلب قاعدة الملك عبدالله الجوية التي تُعدّ مركزاً لانطلاق عمليات الإنزال الجوية للمساعدات إلى غزة، سوى محطة جديدة للمشككين، حيث تحدثت الملكة بصراحة عن أولوية وقف إطلاق النار، وأن عمليات الإنزال “هي إجراءات يائسة لمعالجة الوضع البائس” في القطاع الذي يضربه الموت جوعاً.

وتشير عمليات الرصد من جهات مختلفة، إلى أن هذه الحملات “منظمة وصادرة من حسابات خارج الأردن”، لكنها باتت مقلقة ومثيرة للفتن – بحسب مصادر أردنية – من شأنها إشاعة البلبلة والتأثير على الجبهة الداخلية في ظل وجود أكثر من مليونَي لاجئ فلسطيني يقيمون في البلاد؛ الأمر الذي يعدّ مصلحة إسرائيلية ترى في إيقاف الجهود الدبلوماسية الأردنية هدفاً إستراتيجياً، وتخفيفاً من حملات التحريض ضدها.

ومنذ أن شنت طهران هجومها على إسرائيل في الـ13 من الشهر الجاري وبعد كشف السلطات الأردنية عن إسقاط عدد من الصواريخ والمسيرات التي اخترقت أجواءها، بدأت وسائل إعلام إيرانية في شن حملة ضد الأردن، وبدا خطاب أبوعبيدة متماهيا معها.

وفيما أبرز نشطاء هيئة أبوعبيدة وأنه ظهر بحالة ضعف بدني في أول رسالة فيديو له منذ أكثر من ستة أسابيع، بمناسبة مرور 200 يوم على الحرب بين إسرائيل وحماس، ذهب نشطاء آخرون لإلقاء الضوء على ما قاله حول الضربة الإيرانية التي وجهت لإسرائيل.

وأشاد أبوعبيدة بالضربات الإيرانية غير المسبوقة على إسرائيل مطلع الشهر الجاري، وقال إن “رد إيران بحجمه وطبيعته أرسى قواعد جديدة وأربك حسابات العدو”.

وشنت إيران هجوما واسع النطاق بطائرات بدون طيار وصواريخ على إسرائيل ردا على غارة إسرائيلية على القنصلية الإيرانية في سوريا. وقال الجيش الإسرائيلي إنه تم اعتراض 99 بالمائة من أكثر من 300 قذيفة تم إطلاقها من إيران.

عن موقع جريدة “العرب” بتصرف

تابع آخبار تليكسبريس على akhbar