بعد إعلان استقلال القبائل ..العصابة العسكرية تُلغي ندوة حول مولود معمري

أثار إعلان فرحات مهني، رئيس حركة تقرير مصير القبائل (الماك) والحكومة المؤقتة القبائلية (أنافاد)، استقلال وإعادة إحياء الدولة القبائلية، يوم السبت 20 أبريل الجاري في نيويورك أمام مقر الأمم المتحدة، حالة من الذعر في صفوف العصابة العسكرية المتحكمة في رقاب العباد وثروات البلاد بالجزائر.

خوف العصابة من أفكار مولود معمري، دفعهم إلى  إلغاء ندوة أدبية بسيطة مخصصة لحياة وأعمال مولود معمري، احد رموز الدفاع عن الثقافة القبائلية، والذي اغتيل عام 1989 على يد بلطجية النظام عند عودته من ندوة في وجدة حول الأمازيغية.

مولود معمري ممنوع حيًا أو ميتًا

وأعرب هند سعدي، الذي كان من المقرر أن يدير هذه الندوة وهو مؤلف كتاب “مولود معمري في قلب معركة الجزائر”، عن استيائه من هذه الرقابة بعد إلغاء هذه الندوة، وقدم لمحة تاريخية عن تكتيك إسكات الجنرالات القسري لكل الاصوات المعارضة.

وكتب عبر وسائل التواصل الاجتماعي “معمري ممنوع حيًا أو ميتًا” ، مذكّرًا بأنه “في عام 1980 في تيزي وزو، مُنع الحديث مع مولود معمري. وفي عام 2024، في سيدي عيش، يُمنع التحدث عن مولود معمري”.

لا يزال يطاردهم بعد 35 عامًا

وحتى بعد حوالي 35 عامًا من اغتياله، لا يزال مؤلف “التربوة المنسية” و”الأفيون والعصا” يُسبب الكوابيس للعجزة المتحكمين في زمام الأمور بالجزائر، حيث أن معمري كان هو من اطلق شرارة الربيع الامازيغي سنة 1980، قبل أكثر من أربعة عقود، عقب منع محاضرة كان سيلقيها بجامعة تيزي وزو عن الشعر الأمازيغي القديم.

وعقب منع السلطات لمحاضرة مولود معمري، اندلعت اشتباكات في العاصمة الجزائرية وفي القبائل بين الجيش والمتظاهرين قُتل خلالها حوالي 130 شخصًا من أصل قبائلي على يد الجيش.

ووفقًا لبعض المصادر، فإن العدد الفعلي للقتلى من المدنيين الذين سقطوا برصاص الجيش الجزائري خلال هذه الأحداث المروعة تجاوز 500 قتيلا..

وتجدر الإشارة إلى أن إعلان استقلال الدولة القبائلية تم من قبل فرحات مهني، يوم السبت 20 أبريل على الساعة 18:57 بتوقيت القبائل، أمام مقر الأمم المتحدة في نيويورك.

وتزامن الحدث مع إحياء ذكرى الربيع الأمازيغي الذي انطلقت شرارته سنة 1980 و وكذا الاحداث المأساوية للربيع الاسود سنة 2001 التي سقط فيها ازيد من 126 قتيلا ومئات الجرحى والمعطوبين بسبب القمع الدموي الذي مارسه نظام العسكر ضد سكان القبائل إثر مقتل التلميذ ماسينيسا كرماح داخل مخفر للدرك.

أما اختيار الساعة فيشير إلى معركة إيشريدن التي دارت في 24 يونيو 1857 في القبائل بين القوات الفرنسية بقيادة جاك لويس راندون والمقاتلين القبائليين والتي انهزم فيها هؤلاء لتعلن فرنسا ضم المنطقة إلى مقاطعتها المستعمرة بشمال افريقيا.

أشهر وأهم أعمال الراحل مولود معمري:

– الربوة المنسية ، عام 1952 ميلاديا .

– غفوة العادل ، وكانت  عام  1952 ميلاديا .

– الأفيون و العصى ، عام 1965 ميلاديا .

– العبور ، عام 1982 ميلاديا .

– تاجرومث

– قال الشيخ محند ، في عام 1969 ميلاديا .

– أشعار سي محند أو محند، عام  1969 ميلاديا

– قصة حمار الوحش

– قصة الخطمي  .

وفاة مولود معمري

توفي في شهر فبرايرعام 1989 ميلاديا، وذلك خلال حادث سيارة بِمنطقة عين الدفلى أثناء عودته من ملتقى بوجدة (المغرب)، التشريح الرسمي للجثة أثبت أن سبب الوفاة هو سقوط شجرة على سيارته أنهت حياته، إلا أن العديد من الشكوك حامت حول وفاته حيث يؤكد العديد من المتتبعين أن وفاته كان أمرا مدبرا واعتبروا الحادث اغتيالا سياسيا .

جنازته

تم دفن مولود معمري  في بتاوريرت ميمون (تيزي وزو)  مكان نشأته ومسقط رأسه، وتم الدفن يوم  28 فبراير 1989. وتجدر الإشارة إلى أن جنازته لم تكن أمرا عاديا حيث حرص على حضورها الآلاف من الرجال والنساء والأطفال، ورغم ذلك لم يحضرها أي مسؤول رسمي بالجزائر .

تابع آخبار تليكسبريس على akhbar