المرزوقي: الدكتاتور وضع مجنّدين لخداع الناس بأنني وراء مشكلة النازحين الأفارقة

في ردّ قوي على ديكتاتور تونس الصغير وأبواقه، انتقد الرئيس السابق منصف المرزوقي، اتهامه من قبل أطراف مؤيدة لقيس سعيد، بالتسبب في ظاهرة المهاجرين الأفارقة غير النظاميين في البلاد، مشيرا إلى أن دول الجوار تقوم بتصدير هذه المشكلة إلى تونس.

ويأتي هذا الردّ، بعد الخروج الإعلامي لسرحان الناصري، رئيس حزب التحالف من أجل تونس (أحد الأطراف المؤيدة لسعيد)، الذي اتهم المرزوقي بالتسبب في ظاهرة المهاجرين غير النظاميين إلى تونس “بسبب الاتفاقيات التي عقدها وبسبب إلغاء التأشيرة مع الدول الأفريقية”.

وكتب المرزوقي في تدوينة بموقع فيسبوك، “وضع الدكتاتور مجنّدين لخداع الناس الطيبين بأنني وراء مشكلة النازحين الأفارقة”، مضيفا “على حد علمي، ليس لتونس حدود مع أي دولة أفريقية -باستثناء ليبيا والجزائر- وهما دولتان شاسعتان لهما حدود طويلة مع بلدان النازحين مما يعني أن المهاجرين الأفارقة قطعوا آلاف الكيلومترات داخل هذين البلدين قبل وصولهم حدودنا”.

وتساءل المرزوقي، “لماذا لم يضرب المنقلب على الطاولة ويدين ويطالب ويهدد الدولتين لوقف تصدير المشكلة إلينا، ولماذا لا يحمّله التونسيون المسؤولية، بدل إلقائها علي، وقد غادرت السلطة منذ عشر سنوات؟”.

وتابع “أفخر أنني ساهمت في فتح تونس على أفريقيا جنوب الصحراء إبان رئاستي لكي يجد رجال أعمالنا أسواقا لمنتجاتنا، ولكي تستقبل جامعاتنا طلبة يساهمون في إشعاع تونس، قبل هربهم بعد الحملة المشينة ضدهم، ولكي تعالج مستشفياتنا المرضى الذين كانوا يفضلون تونس لدماثة أخلاق أهلها قبل أن يفسدها الأغبياء والجهلة والعنصريون”.

واعتبر المرزوقي، أن “قارة تتزاحم عليها كبرى الدول ونحن الذين أعطيناها اسمها وكنا نحظى فيها بسمعة طيبة، نتجاهلها، واليوم نثيرها ضدنا بالتصريحات العنصرية لرئيس غير شرعي وغير مسؤول!”، مسجلا أنه “لم يعد يأتينا في المطارات الطلبة والمرضى ورجال الأعمال الأفارقة الذين كانوا يشكلون فرصة لتونس في الإشعاع وإيجاد أسواق نحارب بها البطالة كما فعل ونجح في ذلك المغرب”.

وأضاف المرزوقي أنه “يتزاحم على حدودنا الذين ليس لهم حتى جواز سفر، لأنه غير قادر على تحميل الجزائريين والليبيين مسؤوليتهم. وهو غير قادر على طرح موضوع هجرة المعذبين في الأرض سواء كانوا منا أو منهم بصفة شاملة مع مموليه الغربيين”.

وتوجه المرزوقي بـ”نداء” للتونسيين، قائلا: “حاربوا وباء العنصرية بما تقدرون عليه من مواقف وسلوكيات، وشهّروا بمن يشيعون خطابا عنصريا كنا ولا زلنا ضحاياه في البلدان الأكثر منا نموا. أشيعوا في كل مكان الكلمة الطيبة وأنه علينا نحن التونسيون والتونسيات معاملة البشر الذين رمت بهم الأقدار على ممشى الآلام بكل إنسانية كما نود أن يعامل مهاجرونا الذين تقطعت بهم السبل في أوروبا”.

تابع آخبار تليكسبريس على akhbar