شكيب بنموسى أو عندما يفهم التافهون السيادة بالمقلوب

أثار موضوع تبادل شكيب بنموسى، رئيس لجنة النموذج التنموي الجديد، لوجهات النظر مع سفيرة فرنسا بالرباط، حفيظة البعض، واعتبروه خرقا للسيادة الوطنية، وانتهاكا لاستقلال المغرب وهلم كلاما كبيرا لكنه من حيث المضمون تافه جدا، لأن النموذج التنموي هو اقتراحات مبنية على معطيات الواقع في محاولة لاستشراف آفاق المستقبل، وبما أن الواقع تغير بعد وقعة كوفيد 19 وقانون الطوارئ الصحية، وتأثر كل دول العالم بذلك، فإن بنموسى لابد من أن يعيد النظر في محتويات الخلاصات التي توصلوا إليها في اللجنة.

الذين يتحدثون عن الاعتداء على السيادة لا يفهمون أن السيادة هي موضوع الأمن القومي والاستراتيجي، بينما الحديث مع سفراء الدول التي تربطها علاقات استراتيجية بالمغرب، حول آفاق التنمية في المغرب فهي من صميم اهتمامات رجال الدولة الحقيقيين، وبنموسى ليس من النوع الذي يمكن أن يبوح بأسرار الدولة لأي شخص كان.

فبنموسى تحدث مع السفيرة في موضوع التنمية، وفرنسا ترتبط بالمغرب بعلاقات استراتيجية خصوصا على المستوى الاقتصادي والصناعي، فكبرى الشركات الفرنسية تستثمر في المغرب، وكان آخرها استقرار عدد من شركات صناعة السيارات بالقنيطرة وطنجة، وبالتالي تبادل وجهات النظر أمر طبيعي.

لم يتبادل بنموسى مع السفيرة الفرنسية أسرار الدفاع الوطني ولم يمنحها معلومات عسكرية أو أمنية، ولم يبح لها بأسرار تؤثر على سياسات المغرب الإقليمية، بل تبادل معها الحديث حول آفاق التنمية في المغرب. فأين هو خرق السيادة المتحدث عنه؟

شكيب بنموسى رجل دولة محنك، واحتل مناصب مهمة في الدولة، وقد كان وزيرا للداخلية مؤتمنا على المعلومات الأمنية للمغرب، وظل وفيا لنهجه الهادئ فليس من النوع الذي يسعى إلى الأضواء، وبالتالي فلقاؤه لا غبار عليه.

لأن العبيد لا يفهمون إلا علاقة السيد بخادمه، فهم لا يفهمون معنى العلاقات الدولية، ومعنى أن يكون المغرب مستقلا ومكافحا من أجل أن تكون له مكانة بين الأمم، وبما أنهم متضررون من أي آفاق مستقبلية منفتحة على العالم وخصوصا الدول الصديقة فإنهم شنوا هذه الهجمة عبر الكتائب الالكترونية على رجل لم يرغب في تسيد المشهد في يوم من الأيام فقط للتشويش على عمله الذي يسير بخطى تابتة.

 

تابع آخبار تليكسبريس على akhbar