مسار الراحل البير ديفيكو.. رئيس الطائفة اليهودية بمكناس وصاحب علامة “عائشة” الشهيرة

عن عمر يناهز 86 سنة توفي، صباح يوم الخميس الماضي 19 نونبر 2020، بمصحة القندوسي بمكناس المغربي من أصول يهودية ألبير ديفيكو Albert Devico، المالك والمدير العام لمجموعة عائشة LCM المختصة في إنتاج المواد الغذائية (مصبرات الطماطم، المربى، الزيوت و الصلصات… ).

 

المجموعة التي عرفناها مند الصغر بإسم “عائشة” AICHA، تلك الفتاة ذات الشعر الطفولي ـ المضفور ـ التي تتصدر شعار الشركة والتي قام برسمها سنة 1976 الفنانان العالميان “كوسيني” و”أوديرزو” وهما من رسما شخصيات سلسلة الرسوم المتحركه “أستريكس astérix “.

تأسست شركة عائشة بمكناس، سنة 1929، من طرف يهودي مغربي اسمه “سيبوت” Cibut، الذي كان ينتج الزيوت والعصائر حتى سنة 1962 عندما اشترى مصنع عائشة “موردوخاي ديفيكو”،والد ألبير ديفيكو، ليرى بعدها النور منتوج سيدخل قلوب الصغار قبل الكبار إسمه “كونفيتور عائشة”  المستخرج من فاكهة المشمش تم كونفيتور”الفريز” سنة 1978.

بدأت الشركة ب 12 عاملا فقط في مصنع مساحته 400 متر مربع ، أما اليوم فعدد العمال وصل إلى حوالي 700 عامل يشتغلون في مصنع مساحته 7 هكتارات وتصدر منتوجاته لمختلف ربوع العالم.

ويعتبر ألبير ديفيكو، رئيس الطائفة اليهودية بمكناس، واحدا من رجال الأعمال اليهود القلائل، الذين ظلوا متشبثين بالاستقرار في أرض الوطن، وبالضبط في العاصمة الإسماعيلية، والذين يحظون باحترام وتقدير كبيرين من أبناء الطائفة في مختلف مدن المملكة، لما عرف عنه من تقديم خدمات جليلة للمحتاجين والنضال من أجل الحفاظ على الذاكرة والتراث اليهودي، الذي يعتبر جزءا هاما من الهوية المغربية الأصيلة.

عرف ديفيكو، الذي ترأس الطائفة اليهودية بمدينة مكناس سنوات طويلة، بتواضعه وبساطته وسعيه للخير والتزامه العميق بمبادئ وقيم الديانة اليهودية، أو مثلما وصفه سيرج بيرديغو، الأمين العام لمجلس الجماعات اليهودية بالمغرب، في بلاغ النعي الذي وقعه بعد وفاته، “كان فعالا، وفيا، يفكر في غيره، ومتواضعا، وسيترك في المجلس ذكرى رجل كانت له مسؤولية البحث عن توافق ديناميكي، وظل يحافظ على حياة يهودية أصيلة داخل جماعته”.

وأضاف بيرديكو، في ذات البلاغ، أن “كل من كان لهم شرف النضال إلى جانبه، من أجل إشعاع اليهودية المغربية، يحافظون على ذكرى تفان نموذجي لقائد طائفة أصيل”، معتبرا رحيله “خسارة للطائفة اليهودية بالمغرب، واليهودية المغربية”.

كل من عرف ديفيكو عن قرب، يحكي عن خصاله الإنسانية الرفيعة وشخصيته الجذابة وذكاءه الذي جعل منه رجل أعمال ناجح، إضافة إلى تشبثه بمغربيته واعتزازه بهويته، وهي المواصفات التي جعلت منه مرشحا مفضلا للعديد من أبناء الطائفة في انتخابات المجالس اليهودية، التي كان أعلن جلالة الملك محمد السادس عن تنظيمها قبل أكثر من سنة.

رحل إذن، صاحب علامة “عائشة” الشهيرة، التي تربى على منتوجاتها من المربى ومصبرات الطماطم والزيوت والصلصات، أجيال من المغاربة، والتي تأسست في العشرينات من القرن الماضي، من قبل مواطن يهودي مغربي، قبل أن يشتريها والده مردوخاي ديفيكو سنة 1962 ليجعل منها مقاولة عائلية تعرف إلى اليوم نجاحا وتألقا مستمرا، بفضل الإدارة الجيدة والتدبير الذكي لديفيكو، مالك المجموعة ومديرها العام، الذي ساهم من خلال أعماله التجارية واستثماراته في المجال، من تشغيل عدد مهم من اليد العاملة، إضافة إلى تشجيع ودعم العديد من المبادرات الفنية والثقافية.

تابع آخبار تليكسبريس على akhbar