الجزائر.. الطلبة يرفضون “بن صالح” والشرطة تُغيّر أسلوبها مع المتظاهرين (+فيديوهات)

بالتزامن مع إقرار البرلمان بغرفتيه، الشغور النهائي لمنصب رئيس الجمهورية وتعيين رئيس مجلس الأمة عبد القادر بن صالح رئيسًا للدولة بالنيابة لـمدة 90 يومًا، خرج آلاف الطلبة في مسيرات متجددة بعدة مدن جزائرية.

 كان اللافت في مظاهرات اليوم، هاته المرة، تغيير أسلوب وطريقة تعامل قوات الشرطة مع المتظاهرين في العاصمة، وهو ما أثار الكثير من التساؤلات.


وانطلقت مسيرة الطلبة بالجزائر العاصمة، في حدود الساعة العاشرة صباحًا، من مقر الجامعة المركزية، حيث حمل الطلبة شعارات “السلطة للشعب”، و”بركات بركات لا لحكم العصابات” و”يا بن بولعيد يا شهيد خانونا جماعة السعيد”، في إشارة منهم إلى شقيق الرئيس الأصغر، المتهم بتسييره البلاد بطريقة غير دستورية، رفقة مجموعة من رجال المال.


الشرطة تستخدم العنف لأول مرة

ووسط تعزيزات أمنية مشددة، سار الطلبة باتجاه ساحة البريد المركزي بتنظيم محكم، حيث تكفل بعض الطلبة بتأطير المسيرة، حتى أنهم كانوا يتأكدون من هوية الصحافيين الذين قدموا لتغطية مسيرة 9 أبريل، ويراقبون كل شخص غريب عنهم.

وفي حدود الساعة الحادية عشر، تدخلت قوات مكافحة الشعب، لمنع الطلبة المتظاهرين من السير نحو شارع باستور، مرورًا بنفق الجامعة المركزية، وذلك بإطلاق الغاز المسيل للدموع، في بداية الأمر قبل أن يتطور الأمر إلى استخدام خراطيم المياه لتفريق المتظاهرين.

وخلف لجوء قوات الشرطة للعنف، صدمة في أوساط الطلبة الذين انفجروا غضبًا في وجه رجال الشرطة، بينما لم تتمالك بعض الطالبات أنفسهن وذرفن الدموع مرددين “حقارين حقارين” و”لا خوف لا رعب الشارع ملك الشعب”.


وقالت إحدى الطالبات في تصريح لموقع “كل شيء عن الجزائر”،  “حقيقة لم نفهم لجوء أفراد الشرطة لهذا الأسلوب بالرغم من أن المسيرة كانت سلمية وليس هنالك ما يبرر استخدام خراطيم المياه لتفريق المتظاهرين”.

ودخل عدة متظاهرين في مشادات كلامية مع مسؤولي الأمن، بينما برّر أحدهم ذلك بتواجد الطلبة أمام المصلحة الاستشفائية لباستور، وهي التبريرات التي لم تقنع المحتجين الذين أكدوا أنهم كانوا يسيرون باتجاه ساحة “موريس أودان” ولم يكن في نيتهم التوقف أو إثارة المشاكل..


هل هي تعليمات؟

ولم يَفهم الطلبة خلفية سلوك الشرطة بالرغم من سلمية المسيرة التي رفعت شعارات سياسية، في حين ربط البعض ذلك بالأخبار المتداولة وغير المؤكدة حول إصدار وزير الداخلية الجديد صلاح الدين دحمون، بأمر من الوزير الأول نور الدين بدوي، لتعليمات تقضي بمنع أي تظاهرة خلال أيام الأسبوع عدا الجمعة.

وفي السياق ذاته، قال أحد الطلبة قبل انطلاق مسيرة 9 أبريل، إن الحكومة ليس من حقها أن تمنع الجزائريين من التظاهر، لأن الشعب من يقرر ذلك، مشيرا إلى أن خرجوهم للشارع جاء لتأكيد ذلك.

بن صالح … “ديكاج”

غضب الطلبة تفجر بشكل أكبر بعد أن وصل إلى مسامعهم أن رئيس مجلس الأمة، عبد القادر بن صالح (77 عاما)، تولى رئاسة الدولة لمرحلة انتقالية مدتها 90 يوما، حيث ردد الطلاب عدة شعارات “بن صالح ديكاج”.

وعبر عدد من الطلبة عن رفضهم لهذا القرار، معتبرين إياه “التفافًا على مطالب الشعب”، داعيين إلى ضرورة تنحيه من منصبه فورًا وتعيين شخصية أخرى تحظى بالتوافق.


وقالت إحدى الطالبات أن عبد القادر بن صالح، ينتمي إلى نفس نظام الرئيس السابق عبد العزيز بوتفليقة، وأن الشعب الجزائري يرغب في وجود جديدة.


وأضاف أحد الطلبة “خرجنا اليوم من أجل التعبير عن رفضنا لقرار تولي عبد القادر بن صالح رئاسة الدولة لمدة 90 يومًا، وللمطالبة بالديمقراطية”.


بالمقابل لفت شاب آخر إلى أن المطالب التي رفعها الشعب الجزائري عمومًا والطلاب خصوصا لم تصل إلى السلطة الحاكمة، نحن نطالب بتغيير النظام بصفة جذرية والذهاب نحو مجلس تأسيسي.


بالمقابل، قال أحد الطلبة أن من وصفها بـ”العصابة الحاكمة” ترفض الاستجابة لمطالب الشعب وترغب في دفع البلاد إلى الواد، بمعنى سيناريوهات لا تخدم الشارع الجزائري الذي رفع مطالب سياسية وعبر عنها بطرق سلمية لسبع أسابيع على التوالي.




عن موقع “كل شيء عن الجزائر” بتصرف

تابع آخبار تليكسبريس على akhbar