البابا يمنح صاحب كتاب “التعرف على المغرب” لقب “قديس”              

أعلن البابا فرنسيس “قداسة” عشر شخصيات الأحد بينها شارل دو فوكو، صاحب كتاب “التعرف على المغر”، أمام نحو 45 ألف مؤمن من جميع أنحاء العالم احتشدوا في ساحة القديس بطرس في روما.

وكان دو فوكو قد عبر المغرب، وهو مزود بـ “دفتر ملاحظات مساحته خمسة سنتيمترات مربعة” و “قلم رصاص طوله سنتان”. من أجل جمع المعلومات التي تهمه، دون إثارة الشبهات، وتنكر في هيئة حاخام. وتمت كتابة العمل بعد ذلك خلال عام 1885، ونُشر في باريس عام 1888.

ويعود نجاح هذه الرحلة جزئيًا إلى مساعدة مردوخ أبو سرور الحاخام المتنقل. فساهم مردوخ بشكل كبير في نجاح رحلة دوفوكو في المغرب بين سنتي 1883 و1884، ولم يلق أبو سرور حقه من التقدير، فبالكاد ذكره دوفوكو في كتابه “التعرف على المغرب” ودون أن يقدم إليه كلمة شكر واحدة في مقدمة الكتاب، كما فعل مع آخرين، بل تحدث عنه بأوصاف قدحية في مراسلاته الخاصة.

واستحق هذا العمل لشارل دي فوكو الميدالية الذهبية للجمعية الجغرافية في باريس. ويعتبر ذو فائدة كبيرة في غزو المغرب وإقامة الحماية الفرنسية.

وانطلق دي فوكو من طنجة قادما من الجزائر يوم 20 يونيو 1883 متنكرا في زي يهودي، فزار المناطق الشمالية جبالا وأودية وشعابا ومدنا، ووصف السكان وعاداتهم في اللباس والطعام والعمل وتقاليدهم ولهجاتهم، ولم يكن دو فوكو يهتم بالمقام في المدن المعروفة كفاس وتطوان. وإنما كان يهمه بالدرجة الاولى زيارة المناطق المجهولة التي لم تُسلك بعد من قبل الاوروبيين مهما بلغت وعورتها وخطورتها، والتعرف على سكان البادية وفي السهول والجبال ومدى نشاطهم وإنتاجهم وعلاقتهم بالمخزن.

وترأس البابا فرنسيس (85 عاما) القداس إلى جانب نحو خمسين كاردينالا وألفي أسقف وكاهن. ولم يظهر البابا الذي يعاني من آلام في الركبة، على كرسي متحرك قبل القداس.

وتدفق المؤمنون وبينهم عدد كبير من الفرنسيين إلى الساحة، صباح الأحد في طقس صيفي. وارتدى بعضهم قمصانا وأوشحة تحمل اسم أحد “القديسين” العشرة الجدد، وصورته.

ومن بين العشرة الذين أعلنت “قداستهم” الراهبة الفرنسية ماري ريفييه (1768-1838) والراهب الفرنسي سيزار دو بو (1544-1607) والكاهن والصحافي الهولندي تيتوس براندسما المعروف بالتزامه مكافحة الدعاية النازية خلال الحرب العالمية الثانية.

وقد علقت صورهم على واجهة أكبر كنيسة في العالم. وشاركت وفود رسمية بالقداس بينها وزير الداخلية الفرنسي جيرار دارمانين والرئيس الإيطالي سيرجيو ماتاريلا.

وقال البابا في ختام القداس “مع ازدياد المسافات والتوترات والحروب في العالم للأسف، نأمل أن يلهم هؤلاء القديسين الجدد سبل الحوار، وخصوصا قلوب وعقول الذين يشغلون مناصب المسؤولية، والمدعوين ليكونوا أبطال السلام لا الحرب”.

والتطويب مرحلة تسمح بإعلان القداسة في الكنيسة الكاثوليكية وتتطلب توفر ثلاثة شروط: أن يكون المعني ميتا منذ خمس سنوات على الأقل وأن يكون عاش حياة مسيحية مثالية، وصنع معجزتين على الأقل.

تابع آخبار تليكسبريس على akhbar