بعد التحذير الأوربي..نظام العسكر الجزائري يتراجع ويغير لهجته صاغرا

“يخاف ما يحشم”، هذا المثل المغربي الدارج يسري على نظام العسكر الجزائري، في ممارساته وصراخه اليومي، الذي يخبو بمجرد الحزم واتخاذ إجراءات رادعة ضده.

وفي هذا الإطار، وكما كان متوقعا من قبل، لجأ نظام العسكر الجزائري إلى تغيير لهجته وتفادي التصعيد مباشرة بعد التحذير شديد اللهجة، الذي أصدره الاتحاد الأوروبي، أمس الجمعة 10 يونيو 2022، عبر مفوضيه الساميين، بسبب القيود التجارية التي فرضتها الجزائر على إسبانيا، مما ارغم الطغمة العسكرية على التراجع بشكل مثير للشفقة.

نظام العسكر، وكعادته دائما، اضطر صاغرا للتراجع عن صراخه الهستيري ضد اسبانيا، حيث كلف البعثة الجزائرية لدى الاتحاد الأوروبي، للرد بشكل مثير للشفقة على البيان الصحفي المشترك الحازم والرادع، لرئيس دبلوماسية الاتحاد الأوروبي، جوزيب بوريل، ونائب رئيس المفوضية الأوربية المكلفة بالتجارة، فالديس دومبروفسكيس،

وجاء ردّ بعثة نظام الكابرانات لدى الاتحاد الأوروبي، بالنفي التام لأي قيود تجارية جزائرية على المنتجات الإسبانية، وهي القيود التي تم الإعلان عنها وتطبيقها بالفعل، من خلال إعلان جمعية المصارف والمؤسسات المالية الجزائرية، في مذكرة نشرت يوم 8 يونيو على نطاق واسع في وسائل الإعلام الجزائرية، عن تجميد البنوك لعمليات التجارة الخارجية من وإلى إسبانيا، ما يعني حظر كل صادرات أو واردات للمنتجات مع إسبانيا..

ولأن الجزائر لا توجد بها بنوك خاصة، فإن تجمع البنوك الحكومية هو الذي اتخذ القرار بتجميد المعاملات المالية مع إسبانيا، وذلك بإيعاز من الجنرالات. ومباشرة بعد ذلك، تساءلت وسائل اعلام جزائرية، على غرار موقع “كل شيء عن الجزائر” (TSA): “كيف ينوي المستوردون الجزائريون استبدال إسبانيا؟”.

والغريب في الأمر أن نظام العسكر نفى مضامين المذكرة الصادرة عن تجمع البنوك الجزائرية مؤكداً أن “الإجراء المزعوم الذي اتخذته الحكومة لوقف المعاملات الجارية مع الشريك الأوروبي، فهو موجود فقط في أذهان أولئك الذين يطالبون بها وأولئك الذين سارعوا إلى وصمها”، وهو ما يكشف تخبط الطغمة العسكرية في كوريا الشرقية، ومدى الفوضوية التي تسبب الحكم فيها وارتجالية الحكام الجزائريين وغياب الاحترافية في تدبير الشأن السياسي والتعامل مع الدول…

القرارات الرئاسية، أو لنقل العسكرية لأن تبون لا يملك السلطة الفعلية، تكشف عمق الأزمة التي يتخبط فيها نظام الكابرانت الذي يسير بالبلاد نحو المجهول، وقد تأكد ذلك من خلال القول بخصوص عقود الغاز، بأن ” الجزائر أكدت من قبل، على لسان الرئيس الجزائرى عبد المجيد تبون، بأنها ستواصل الوفاء بتعهداتها التعاقدية في هذا الشأن”، مع الإشارة إلى أن الأمر متروك “للشركات التجارية المعنية لتحمل جميع التزاماتها التعاقدية”، حسب ما ورد في البيان الصحفي الجزائري المثير للشفقة، كما لو ان العالم لا يعلم بأن عقود الغاز طويلة الأمد لا يمكن إلغاءها قبل نهايتها، وأن الأمر يتعلق باتفاقيات تخضع للقانون التجاري الدولي وان العسكر لا يمكن ان يجازفوا بخرقها وإلا سيتم حشرهم مع كوريا الشمالية وفنيزويلا وعندها سيكون لكل مقام مقال…

 رد نظام العسكر المثير للشفقة، جاء عبر بعثة الجزائر لدى الاتحاد الأوروبي، حيث عبرت هذه الأخيرة عن أسفها لتسرع المفوضية الأوروبية في إصدار موقفها، وهو ما يكشف الخوف المستبد بالكابرانات بعد ان ردّ الأوربيون بقوة وحزم على الممارسات الصبيانية والمارقة للكابرانات…

وقالت بعثة الجزائر لدى الاتحاد الأوروبي في بيان صدر عنها نقلته وكالات إعلام جزائرية غير رسمية، إن المفوضية الأوروبية “ردت دون استشارة مسبقة ودون التحقق مع الحكومة الجزائرية”. وتابع المصدر بالقول إن “إجراء تعليق الاتفاقية مع إسبانيا لا يؤثر على اتفاقية الشراكة مع الاتحاد الأوروبي”!، متناسيا أن اسبانيا تنتمي إلى ما يسمى بالاتحاد الاوربي وهي وحدة متكاملة ومتضامنة كالجسد الواحد ولا يمكن التفريط في أي عضو من أعضائها مهما حدث، عكس ما يعتقد الكابرانات خاطئين…

هذا التراجع المثير للشفقة يقدم الدليل مرة أخرى عن نظام يخبط خبط عشواء، إذ أن “الجزائر الجديدة” التي يتغنى بها الثنائي شنقريحة-تبون(الوجه والقناع) أصبحت الآن أضحوكة أمام العالم.

إن الجزائر تسير نحو عزلتها القاتلة بخطى حثيثة، كما أن الجنرالات يكتشفون يوما بعد يوم بأنهم لا يصلحون لممارسة السياسة وأحرى الدبلوماسية واحترام الأعراف والتقاليد المتعارف عليها في العلاقات الدولية، لأنهم مجرد عصابة خارجة عن القانون، أما إسبانيا وحلفاءها في الاتحاد الأوروبي، فإنهم يعرفون جيدا طبيعة النظام المارق الذي يتحكم في رقاب العباد وخيرات البلاد منذ تسليم فرنسا مقاطعتها الافريقية لجوقة من وكلائها العسكريين الذين واصلوا سياسة المستعمر في المنطقة، التي تتمثل في مقولة “فرق تسد”، إلا أن الوضع تغير كثيرا إذ أن عالم القطبية الثنائية لم يعد قائما كما أن مغرب اليوم ليس هو مغرب الامس…

 

 

تابع آخبار تليكسبريس على akhbar