بنلياس لـ”تليكسبريس”: “قمة الجزائر” ليست الاطار الدبلوماسي المناسب لحلحلة ازمة العلاقات المغربية -الجزائرية

قال عبد العالي بنلياس، أستاذ القانون العام بكلية الحقوق السويس بالرباط، في تعليقه حول دعوة المغرب الى القمة العربية المرتقبة في الجزائر في نونبر المقبل: إنه “من الواضح أن انعقاد مجلس جامعة الدول العربية على مستوى ملوك ورؤساء الدول العربية، يؤطره ميثاق الجامعة العربية ومن ثم فإن الأمر يتعلق بعلاقات متعددة الاطراف وليس بعلاقات ثنائية بين دولتين، الأمر الذي يطرح معه المسؤولية السياسية والدبلوماسية والقانونية للدولة المستضيفة للقمة في دعوة كافة الدول الاعضاء بالجامعة لحضور الاجتماع”.

وأكد الدكتور عبد العالي بنلياس في تصريح ل”تليكسبريس”: “أن الاشغال التحضيرية للقمة على مستوى المندوبين الدائمين ووزراء الخارجية قرر في عدد من النقط، وفي مقدمتها جدول الأعمال وتاريخ انعقاد الاجتماع وكذا النقط التي قد تكون أحيانا خلافية بين الدول الاعضاء، وقد كان الاجتماع الأخير لوزراء الخارجية نقطة بداية العد العكسي للتحضير للقمة العربية بالجزائر، ومن خلاله جاء بلاغ وزارة الخارجية المغربية بقرار السلطات الجزائرية إيفاد عدد من المبعوثين الى العواصم العربية حاملين دعوات لجميع قادة الدول الاعضاء بجامعة الدول العربية.”

واضاف المحلل السياسي والاستاذ الجامعي، في هذا السياق، أن “بلاغ الخارجية يؤكد أن الأمر يتعلق بدعوة عامة مرتبطة بأصول التعامل الدبلوماسي المعتاد في مثل هذه اللقاءات وأن المغرب لا يرى أي مانع من استقبال وزير العدل الحزائري لتقديم دعوة الحضور إلى اجتماع الجزائر، وهذه الدعوة واستعداد المغرب استقبال وزير العدل له علاقة بموضوع القمة، وليست له علاقة بالعلاقات المغربية الجزائرية التي تعرف حالة من التوقف بسبب قرارات السلطات الجزائرية قطع العلاقات الدبلوماسية مع المغرب، ولا تعتبر مؤشرا عن حلحلة هذه الوضعية”.

وبخصوص حظوظ نجاح هذه القمة العربية التي ستعقد في الجزائر، خاصة في ظل ما تعرفه المنطقة والعالم من أزمات، قال الدكتور بنلياس: إن “هذا السؤال يتكرر مع كل قمة عربية، ومع عجز هذا التكتل العربي من حل عدد من القضايا العربية وتوحيد مواقفها اتجاهها منذ نشأة جامعة الدول العربية، تحولت اجتماعات مجالس الدول العربية المتتالية اجتماعات روتينية، لا أثر لها على مستوى حل المشاكل العربية المتصاعدة بسبب الأزمات المختلفة التي تعرفها الأزمة السورية، الازمة الليبية، الازمة اليمنية، ناهيك عن القضية العربية الاولى القضية الفلسطينية، التي أصبحت في مأزق كبير بسبب التباين الواضح بين العواصم العربية في كيفية التعامل معها، كما أصبحت موضوع مزايدات من طرف مجموعة من الانظمة العربية، وفي مقدمتها الدولة المستضيفة للقمة العربية”.

واسترسل المتحدث بالقول: “إضافة الى ذلك، فغياب الصوت العربي الموحد إزاء الازمات العالمية وتداعياتها على البلدان والشعوب العربية أكبر شاهد على عجز هذا الاطار العربي على لعب دوره على المستوى المنظور خاصة مع استمرار تداعيات هذه الازمات على الاقتصادات العربية المحلية التي تأثرت من ارتفاع أسعار مواد الطاقة والغذاء، ودون أن يظهر أي مؤشر في تفعيل آليات التضامن العربي”

وفي حالة حضور المغرب الى القمة بالجزائر، وحول توقعاته بشأن التعامل مع الوفد المغربي، وما هي آفاق العلاقات بين البلدين بعد قمة نونبر، أكد الدكتور بنلياس، أنه: “لابد من الاشارة الى ان حضور المغرب إن تم، سوف يكون على مستوى وزير الخارجية، لأن الظروف السياسية والدبلوماسية العربية والثنائية بين المغرب والجزائر، لا تسمح بالرفع من مستوى تمثيلية المغرب في القمة وثانيا أن المغرب قد وضع في اجتماع وزراء الخارجية بالقاهرة، الاطار السياسي الذي يجب أن تحكم قمة الجزائر، وهو الالتزام بالمسؤولية، بعيدا عن أي حسابات سياسية ضيقة أو منطق متجاوز”.

وخلص المحلل السياسي الى القول: بأن” الرفع من مستوى التعاطي مع القضايا العربية يجب أن يرتقي لمستوى تحديات وانتظارات الشعوب العربية وتجاوز المنطق السياسي الذي هيمن على مواقف الحكومات العربية طوال العقود الماضية”، مؤكدا أن “هذه القمة ليست الاطار الدبلوماسي والسياسي المناسب لحلحلة العلاقات المغربية الجزائرية، بسبب عمق الخلاف بين البلدين خاصة من طرف الجزائر التي رفضت باستمرار اليد الممدودة من طرف المغرب لتجاوز هذه الخلافات وباستمرار الجزائر في معاكسة الوحدة الترابية الوطنية”.

تابع آخبار تليكسبريس على akhbar