خديعة كبرى..ماكرون يسلم نظام العسكر الجزائري جماجم “مجرمين” بدل “مجاهدين”!

كشفت صحيفة “نيويورك تايمز الأمريكية” فضيحة مدوية بخصوص العلاقات الفرنسية الجزائرية، أو بالأحرى علاقات الرئيس ماكرون بملحقة بلاده بشمال افريقيا، ما يؤكد من جديد نظرة هذا الأخير وازدراءه لنظام العسكر وقناعه المدني عبد المجيد تبون.

فبعد الجلبة التي أقامها نظام العسكر وشعاراته الفارغة وهجومه على ماكرون عقب تصريحاته التي قال فيها بان الجزائر لم تكن يوما أمة، وأن فرنسا هي التي أنشأتها سنة 1962، عاد نظام العسكر ليطبل ويهلل لـ”علاقاته المتميزة” مع باريس، رغم ان الرئيس الفرنسي لم يعتذر للجزائريين ولا لجنرالات المرادية، وفي غمرة عقيدتهم المرضية تجاه المغرب، استغلوا فرصة الفتور الذي تعرفه العلاقات المغربية الفرنسية، وسارعوا للوصل مع جلادهم القديم  وفتحوا له أنابيب الغاز وأبواب الاستثمار في البلاد دون شروط.

وفي غمرة هذا الحماس الجزائري الزائد، اهتدى الثعلب ماكرون، إلى خديعة انطلت على الكابرانات، حيث سارع إلى إصدار قرار بإعادة الجماجم التي توجد بمتحف التاريخ الطبيعي بباريس، والتي ظلت الطغمة العسكرية تطالب بإرجاعها، كجزء من الذاكرة، وذهب الماكر ماكرون بعيدا حيث أسرع إلى إعادتها قبل تخليد ذكرى استقلال الجزائر يوم 5 يونيو وذلك لتوهيم الجنرالات بأنه جاد في “جبر الضرر” وتطبيع العلاقات بين البلدين وانهاء القطيعة التي تلت تصريحاته حول الأمة الجزائرية واتجار نظام العسكر بـ”الذاكرة والثورة”.

إلا أن الأمر، وكما كشفت عنه الصحيفة الأمريكية لم يكن سوى خديعة كبرى تعرض لها الجزائريون من طرف فرنسا، وبتواطؤ مع نظامهم الحاكم.

ويبدو أن النظام الجزائري كان يحتاج إلى “نصر” يقدمه للجزائريين يخص ذاكرتهم التاريخية. وكما قال الرئيس الفرنسي نفسه في تصريحات علنية، فإن النظام الجزائري يعيش على ريع الذاكرة، وهو ما اتضح من خلال تقرير “نيويورك تايمز” حيث لم يكن صعبا على النظام العسكري الجزائري أن يكذب على شعبه ويزور قطعا من التاريخ، ويَقبل بجماجم لا تعود للمجاهدين الجزائرين، فقط من أجل أن يصنع نصرا هو عبارة عن خديعة تاريخية كبرى!

صحيفة “نيويورك تايمز الأمريكية” نشرت تفاصيل هذه الخديعة، التي تتعلق بالجماجم التي تسلمتها الجزائر من فرنسا بتاريخ 4 يونيو من سنة 2020 على أنها لمقاومين جزائرين حاربوا الاستعمار الفرنسي، قبل أن يتوفوا جراء التعذيب أو الاعتقال، واحتفظت فرنسا برفاتهم وجماجمهم لمدة قرن ونصف القرن في متحف التاريخ الطبيعي بباريس.

الصحيفة الأمريكية الذائعة الصيت، كشفت عن خبر مُفزع للمواطنين الجزائريين ممن صدقوا قصّة عودة جماجمم أهاليهم وأقاربهم والمقاومين ممن وهبوا حياتهم لمحاربة الاستعمار الفرنسي، قبل أن تكشف “نيويورك تايمز” أن 6 جماجم من أصل 24 جمجمة أعادتها فرنسا إلى الجزائر كانت لمقاومين جزائرين، أما باقي الجماجم فهي مجهولة الهوية، حيث أشارت الصحيفة الأمريكية على أن تسليم هذه الجماجم كان من خلال اتفاقية وقعت بين الحكومة الفرنسية ونظيرتها الجزائرية، وقال تقرير لمجلس الشيوخ الفرنسي بأنها “نُفّذت بغموض كبير، مما يعطي الانطباع بأن الأمور الدبلوماسية تفوق كل شيء آخر”.

ووصلت، يوم 4 يونيو سنة 2020 طائرة من طراز هرقل سي-130 (عسكرية) إلى مطار الجزائر الدولي، في حفل خصص له النظام الجزائري كل المظاهر العسكرية المهيبة، حيث رافقتها مقاتلات من القوات الجوية التي نفذت عرضا عسكريا في سماء العاصمة الجزائر، كما أطلقت سفن حربية في ميناء المدينة مدافعها بالتزامن مع وصول الطائرة، وفق ما أظهره بث مباشر للتلفزيون الرسمي، لِيُعطي النظام الجزائري صورة على “نجاحه الدبلوماسي الباهر” في إعادة رفاة مجاهديه. غير أن الصحيفة الأمريكية أعادت بتقرير مطول ترتيب بعض الوقائع وإيضاح الصورة القريبة من الحقيقة.

المعطيات التي نشرتها “نيويورك تايمز” أشارت إلى أن حفل استقبال نعوش “الشهداء” الذين كانوا ملفوفين بالعلم الوطني الجزائري بحضور حشد من حرس الشرف، قبل حملهم من طرف جنود واضعين كمامات على سجادة حمراء وعلى وقع صوت 21 طلقة مدفعية، حيث انحنى الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون أمام النعوش كل على حدة، كانت كل هذه التفاصيل وفق “اتفاق ديبلوماسي” بين النظام الجزائري والحكومة الفرنسية، وهو ما نقلته الصحيفة عن إحدى البرلمانيات الفرنسيات، تدعى كاثرين مورين ديسايلي التي أكدت أن صفقة إعادة الجماجم إلى الجزائر تحكمت فيها: “المسائل الدبلوماسية التي لها الأسبقية على المسائل التاريخية”، حيت تم كل شيء في الخفاء.

ورفضت الحكومة الجزائرية الرد على تساؤلات الصحيفة الأمريكية “نيويورك تايمز” حول ما إذا كانت تعلم بوجود جماجم ليست لمجاهدين جزائرين، وعلى أنها كانت ترغب في صفقة سياسية على حساب تاريخ مجاهديها، غير أن النظام الجزائري رفض التعليق على الموضوع، حيث أكدت “نيويورك تايمز” أنه “لا يزال من غير الواضح سبب قبول الجزائر لبعض الجماجم غير تلك الخاصة بمقاتلي المقاومة”.

كما امتنع مكتب الرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون عن التعليق وأحال الأسئلة إلى وزارة الخارجية التي قالت إن قائمة الجماجم التي أعيدت “تمت الموافقة عليها من طرف البلدين”!

تابع آخبار تليكسبريس على akhbar