السياحة في المغرب… الشروط الضرورية لاستقطاب 26 مليون سائح في 2030

اعتبر الزوبير بوحوت، الفاعل في المجال السياحي، أن من بين شروط بلوغ المغرب هدف استقطاب 26 مليون سائح في أفق سنة 2030، يستلزم تقوية بنياته التحتية وجلب الاستثمارات في المجال السياحي بزيادة عدد الفنادق وأماكن الاستقبال وتوزيعها في كل مناطق المغرب.

 واوضح في حوار مع دوزيم، أن المغرب ما يزال يعرف ضعفا في الترويج والتسويق الرقمي للسياحة بالمغرب، ولهذا يجب إيلاء أهمية لذلك واغتنام الإشعاع الكبير الذي حققه المغرب بعد مونديال كأس العالم وتنظيمه لتظاهرة الموندياليتو لجلب السياح واستهداف أسواق جديدة.

التفاصيل في نص الحوار ..

ما قراءتكم لحصيلة الأداء السياحي خلال سنة 2022؟

يمكن وصف الحصيلة السياحية لسنة 2022 بالإيجابية، على الرغم من أن الحدود الجوية فتحت إلى غاية شهر فبراير والبرية إلى غاية شهر أبريل، وعلى الرغم من أن شروط الولوج إلى المغرب كانت شيئا ما قاسية مقارنة مع الدول المنافسة، على العموم، فإن الانتعاش السياحي انطلق في شهر ماي الماضي وظل بشكل تدريجي يرتفع إلى غاية نهاية السنة.

سجل المغرب دخول 10 مليون 869 ألف سائح، ما يمثل 84 بالمائة بالمقارنة مع سنة 2019، ولهذا فإن تسجيل هذه النسبة في ظرف 7 أشهر من السنة الماضية هو شيء إيجابي.

هذا الرقم المسجل تبقى نسبة كبيرة منه هم من مغاربة المهجر، يقدر عددهم 5 مليون و84000 مغربي من الجالية، أي ما يمثل نسبة 53 بالمائة، فيما تبقى 5 مليون و64 ألف من سياح أجانب.

بالعودة إلى أرقام حول ليالي المبيت، فإنه سجلت تقريبا 19 مليون ليلة مبيت، مقارنة مع 25 مليون ليلة مبيت مسجلة سنة 2019، فإن المغرب استرجع 75 بالمائة من ليالي المبيت.

السياح الداخلية لعبت بدورها دورا كبيرا، حيث سجلت عدد ليالي المبيت بالنسبة للسياح الداخليين ارتفع مقارنة مع سنة 2019، وبالتالي فإن السياحة الداخلية كانت صمام الأمان وأنقذت الموسم السياحي للسنة الماضية.

كما أن العملة الصعبة سجلت رقما مهما السنة الماضية ب 91.3 مليار درهم، وهو ما يمثل زيادة 15.9 بالمائة، مقارنة مع سنة 2019.

أما فيما يخص مستوى ملء الفنادق سجل سنة 2019، 48 بالمائة، غير أنه سنة 2022 سجلت فقط 41 بالمائة من معدل الملء.

وبالنسبة للأسواق السياحية التي استطاع المغرب استرجاعها وهي فرنسا، إسبانيا والمملكة المتحدة، فيما ما تزال أسواق أو دول أخرى يسجل المغرب بعض الضعف وهي ألمانيا وهولاندا إيطاليا.

توزيع النشاط السياحي على المستوى الوطني لم يكن هناك تكافئ مجالي، حيث استفادت مناطق معينة من الحركة السياحية بحكم توفرها على النقل الجوي مثل مراكش وأكادير، فيما المناطق الأخرى ما تزال تعرف ضعفا في الإقبال السياحي وأخص بالذكر منطقة ورزازات.

وبالتالي هناك مدن عرفت انتعاشة سياحية ولكن بالمقابل مناطق أخرى ما تزال تعيش الأزمة.

كما ذكرت أن السياحة الداخلية كانت صمام الأمان وأنقذت الموسم السياحي للسنة الماضية، كيف يمكن للدولة تطوير السياحة الداخلية؟

اعتبر أن السياحة الداخلية يتم التعامل معها بتجاهل في البرامج السياحية التي تطلقها الدولة، ويتم اللجوء إلى السائح الداخلي فقط في الأزمات.

الكثير من المغاربة يعبرون عن عدم رضاهم عن المنتجات السياحية المقدمة وارتفاع ثمنها وبالتالي يلجؤون إلى السياحة بالخارج والتي تبقى أقل تكلفة مقارنة بالمغرب.

ولجعل السائح المغربي يقبل على السياحة الداخلية لا بد من توفير له منتوج سياحي يتماشى مع العادات الاستهلاكية للمغاربة الذين يسافرون في إطار الأسرة الكبيرة.

وعلى الدولة تعزيز العروض السياحية وتوزيعها على مناطق المغرب وتوفير كذلك البنية التحتية والاستقبال كمحطات بلادي، ومراعاة القدرة الشرائية للمغاربة في إطلاق المنتجات السياحية سواء في الفنادق وعدة وجهات سياحية.

تطمح وزارة السياحة إلى استقطاب 26 مليون سائح في أفق سنة 2030، في نظرك ما الذي يتطلب من إجراءات لبلوغ هذا الهدف؟

نظرا لخصوصية موقع المغرب وقربه من الأسواق السياحية الأساسية أوروبا وأمريكا ودول الشرق الأوسط، بالإضافة إلى اعتماد تسهيلات كإطلاق التأشيرة الإلكترونية، فإننا لدينا من الإمكانيات الوافرة استقطاب 26 مليون سائح في أفق سنة 2030.

لكن يبقى ذلك رهينا بعدة عوامل: أولها يستلزم توفير النقل الجوي وبأثمنة مشجعة، وحيث أن المغرب عرف إشعاعا كبيرا بعد مونديال كأس العالم وتنظيمه لتظاهرة الموندياليتو، فإن السائح المحتمل الذي بحث عن المغرب ويرغب في السفر إليه، فهذا يستلزم توفير الربط الجوي بأثمان مناسبة.

العامل الثاني، على المغرب تقوية بنياته التحتية وجلب الاستثمارات في المجال السياحي بزيادة عدد الفنادق وأماكن الاستقبال وتوزيعها في كل مناطق المغرب، الأرقام الرسمية تشير إلى أن يوجد 282 ألف سرير، غير أن 50 ألف سرير تابعة لفنادق مغلقة.

العامل الثالث، يجب على الدولة وضع تصور وبرامج للسياحة الداخلية بما فيها مغاربة المهجر.

العامل الرابع، يمكن في الترويج والتسويق الرقمي للسياحة للمغرب وبالاستعانة بالمؤثرين الحقيقيين، مع الأسف بلادنا تسجل ضعفا في البصمة الرقمية مقارنة بالدول الأخرى، ولهذا يجب التركيز على هذا الجانب بعرض منتوج ومحتوى يغري السائح الأجنبي الذي يبحث عن المغرب.

مجملا كل هذه العوامل تتطلب ميزانية مهمة لتوفير النقل الجوي وتقويته وكل ما يمكن لتجاوز الرقم المستهدف.

تابع آخبار تليكسبريس على akhbar