ماكرون يسلم على رئيس حزب الجمهوريين اليميني الفرنسي اريك سيوتي

  عبد العالي بنلياس: التوتر مستمر بين الرباط وباريس في غياب موقف واضح من “الصحراء المغربية”

نشر في: آخر تحديث:

أعلن حزب الجمهوريين اليميني الفرنسي، أن وفدا يتقدمه رئيس الحزب، إيريك سيوتي، سيقوم بزيارة إلى المملكة المغربية، ابتداء من اليوم الأربعاء 3 ماي 2023، من أجل تعزيز العلاقات المستقبلية بين فرنسا والمغرب. وتعليقا على زيارة هذا المسؤول الحزبي الفرنسي إلى المغرب وأفاق العلاقات المغربية الفرنسية في ظل التوتر السائد منذ سنتين، حاورت “تليكسبريس” الأستاذ الجامعي عبد العالي بنلياس، الذي أكد أن التوتر مستمر في غياب أي موقف واضح من ملف الصحراء المغربية، وأن زيارة رئيس حزب الجمهوريين اليميني الفرنسي إلى الرباط بغرض الإنصات إلى وجهة نظر المغرب ونقل مخرجاتها إلى الجهات الفرنسية ومناقشتها في حضور وزيرة الخارجية الفرنسية.

وفي هذا الصدد، قال أستاذ التعليم العالي بكلية الحقوق بالرباط السويسي، عبد العالي بنلياس: “أصبح من الواضح أن العلاقات المغربية الفرنسية تمر بأزمة غير مسبوقة بسبب المواقف الفرنسية غير الودية إزاء المغرب والتي لم تراع لا العلاقات التاريخية التي ترسخت منذ عقود من الزمن، والتي أثمرت شبكة من المصالح الاقتصادية والسياسية والتعاون الأمني والقضائي يترجم حجم وعمق هذه العلاقات، ولا مصالح المغرب الإستراتيجية خاصة فيما يتعلق بقضية الصحراء المغربية، ومن تم، فإن أي محاولة لعودة العلاقات بين البلدين إلى سابق عهدها يتطلب إشارات ملموسة وواضحة من طرف قصر الاليزيه إزاء قضية الصحراء المغربية، وتغيير في نفس الوقت في قواعد ومحددات العلاقات بين البلدين التي يجب أن تقوم على الشراكة الاستراتيجية المبنية على التوازن والاحترام المتبادل ومراعاة مصالح كل طرف دون أن تعتبر فرنسا أنها الطرف القوي الذي يجب أن ينصاع ويخضع له المغرب، لأن المعطيات تغيرت على المستوى الدولي والجيوسياسي، وبدون هذه المقاربة السياسية أعتقد أن هذا الوضع سوف يستمر” .

وعن أفاق زيارة رئيس حزب الجمهوريين اليميني الفرنسي، قال عبد العالي بنلياس في تصريحه ل”تليكسبريس”، “بالنسبة لزيارة رئيس حزب الجمهوريين للمغرب، فهي تدخل في إطار الدبلوماسية الحزبية التي يقوم بها هذا الحزب الذي يعتبر قوة سياسية وحزبية وله وزنه في الخريطة البرلمانية والسياسية الفرنسية، وزيارته للمغرب هي من أجل إحياء وتقوية العلاقات التاريخية التي تربط هذا الحزب الذي يعتبر وريث المدرسة الدوغولية التي تربعت لولايات متتالية على كرسي الاليزيه، ومن تم، هو حزب خابر ومدرك لطبيعة الأزمة التي تمر منها العلاقات المغربية الفرنسية، وسوف يحاول من خلال موقعه أن ينصت إلى وجهة نظر المغرب إزاء هذه الأزمة حول أسبابها ومسبباتها وطرق تجاوز هذا التوتر والبرود في العلاقات الدبلوماسية بين البلدين.”

ويرى الأستاذ الجامعي بكلية الحقوق بالرباط، انه: “بحكم تواجد الحزب الجمهوري في مجلس الشيوخ والجمعية الوطنية، فإنه بكل تأكيد سينقل مخرجات هذه الزيارة والنقاشات التي تمحورت حولها والتي لها علاقة بين المغرب وفرنسا إلى دواليب هذه المؤسسة وفي النقاشات التي تتعلق بالعلاقات الخارجية الفرنسية وبحضور الوزيرة كاترين كولونا”.

وكان بلاغ لحزب الجمهوريين اليميني الفرنسي قال إن زيارة رئيس الحزب اريك سيوتي، إلى المملكة المغربية تمليها “أواصر الصداقة بين فرنسا والمغرب، و أن الصداقة التي تجمع بين الشعبين الفرنسي والمغربي ليست مرتبطة بالتاريخ المشترك فقط، وإنما أيضا بالاهتمام المشترك لضمان الاستقرار والازدهار في حوض البحر الأبيض المتوسط.

ويتزامن توقيت هذه الزيارة مع استمرار قطيعة دبلوماسية بين الرباط وباريس، حيث لم يزر أي مسؤول مغربي فرنسا منذ تنصيب حكومة عزيز أخنوش، في حين أن آخر زيارة لمسؤول فرنسي إلى المغرب كانت في دجنبر الماضي عندما حلت بالعاصمة الرباط وزيرة الخارجية كاثرين كولون في خطوة كان الهدف منها إعادة الأمور إلى نصابها، لكن دون أن يتحقق ذلك.

ودخلت العلاقات المغربية الفرنسية في السنتين الأخيرتين حالة من الجمود والبرود، وقد بدأت علامات التوتر في العلاقات الثنائية تظهر إلى العلن منذ العام الماضي، بعدما تأجلت زيارة الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون إلى المغرب عدة مرات قبل أن تتأجل إلى موعد غير محدد.

اقرأ أيضاً: