حامة فزوان المعدنية…جمال ساحر وعلاج طبيعي

تعتبر فزوان من المناطق السياحية المهمة التي تستقطب عدد لا يستهان به من المغاربة والأجانب يوميا، نظرا لما تزخر به المنطقة من مناظر طبيعية رائعة ومياه معدنية تُشفي عددا من الأمراض، فزوان هو اسم يتداول على لسان ساكنة الجهة الشرقية، وهي حامة تقع على بعد 2كلم من الطريق الرئيسية الرابطة بين وجدة وبركان، وتنبع مياه عين فزوان من عمق 484 م وسط طبقة «دوميتريان»، وتنتمي للمياه المعدنية الساخنة ذات الصلابة المتوسطة من الفئة البيكاربونية الكلسيو – منغنيزية، وهي تتميز بنفس الخصائص التي يتميز بها ماء ايفيان بفرنسا، إلا أن صبيبها يقدر بحوالي 0.4 لترفي الثانية وهو صالح للشرب، وخال من الزئبق والنحاس والزنك،وهو يحتوي على نسبة قليلة جدا من الرصاص والألمنيوم، والسيلينيوم والكوديوم والفليور.

 ومن أهم  خصائص ماء فزوان أنه فعال على المسالك البولية بنسبة 98 في المائة، كما يسجل علاجه التام لأمراض الكلي بنسبة 30 في المائة، علاج بعض الحالات المبتدئة او تخفيف الآلام بنسبة 70 في المائة، إنها نفس خاصية ماء سيدي احرازم والتي أكسبته شهرة وطنية.

جماعة فزوان تاريخا وجغرافية

أحدثت هذه الجماعة على إثر تقسيم جماعة الركادة إلى جماعتين بتاريخ 30 يونيو 1992، وهي تابعة لنفوذ إقليم بركان، وقد سميت بجماعة فزوان لكونها تتوفر على حامة معدنية تسمى بفزوان، ونظرا لما لهذه الحامة من أهمية سياحية وطبية في شفاء أمراض الكلى، فقد أخذت الجماعة القروية هذا الاسم ، وتقع الجماعة في أقصى الشمال الشرقي للملكة بنفوذ الجهة الشرقية  شرق حوض ملوية السفلى ، وهي تحتضن جزءا من المنطقة السهلية لطريفة والتي تقع في الشمال وجزءا من المنطقة الجبلية لبني يزنا سن في الجنوب، وتبلغ مساحتها حوالي 210 كلم2، تحدها شمالا جماعتا مداغ ولعثامنة وجنوبا جماعتا تافوغالت وعين الصفاء وغربا جماعتا بركان وزكزل وشرقا جماعة أغبال.

وإن اعتبرت هذه الجماعة القروية حديثة إداريا، فهي قديمة تاريخيا، ذلك ما تشهد عليه الآثار البشرية الموجودة في نقط متعددة من ترابها، الأمر الذي يدل على أن استقرار الإنسان بها ليس حديث العهد، بل يعود إلى فترات زمنية قديمة جدا كما جاء في كتاب ابن خلدون «العبر» حيث يورد حديثا مفصلا عن بني يزناسن الذين ينتمي إليهم بني منكوش، هؤلاء الذين يعتبرون السكان الأصليون لجماعة فزوان .

البنيات التحتية الأساسية  

 وضمنها الطرق، حيث تمر بتراب جماعة فزوان الطريق الوطني رقم 2 الرابط بين وجدة والناظور والطريق الإقليمي رقم 6015 الرابط بين مركز فزوان ومدينة السعيدية والطريق الإقليمي 6010 الرابط بين مدينة بركان وعين ألمو المنطقة الجبلية التي تعتبر أعلى قمة بسلسلة جبال بني يزناسن، وعملت مؤسسة التجهيز الجهوية لوجدة على تعبيد أزقة دوار الرامي 1 ودوار الرامي 2 في إطار المشروع الوطني لتجهيز الأحياء الناقصة التجهيز بمدينة بركان .

 البنيات الاقتصادية للجماعة

 ساعدت الظروف الطبيعية والمناخية سكان جماعة فزوان على ممارسة النشاط الزراعي وتربية المواشي، حيث تتوفر الجماعة على أراضي فلاحيه سقوية شاسعة تعتبر المصدر الرئيسي لمعيشة سكانها، كما أن تربية الماشية لا تقل أهمية من باقي الأنشطة التجارية ، وقد ساعدت الظروف المناخية ذلك حيث أن الجماعة تمتاز بمناخ متوسطي معدل درجة الحرارة لا يتعدى 24  فيما تبغ مقاييس التساقطات 300 ملم سنويا.

وإذا تفحصنا المعطيات الاقتصادية لجماعة فزوان التي تتربع على مساحة 21000 هكتار فنجد أن المساحة الصالحة للزراعة بها لا تتعدى 7043 هكتار، وتشغل الغابات بها 200 هكتار بينما لا تتعدى مساحة المراعي 400 هكتار،

وتتمثل الوضعية القانونية لمجمل تلك الأراضي في كون 6029 هكتار هي ملك خاص و 715 هكتار أراضي للجموع و 802 هكتار ملك الدولة و 107 هكتار للحبوس.

مصادر المياه بالجماعة

 يعتبر سد مشرع حمادي مصدر المياه السقي بجماعة فزوان زيادة على مياه العيون والآبار، وتبلغ المساحة الزراعية المسقية 4223 هكتار، والبورية 3000 هكتار، أما مساحة السقي فلا تتعدى 120 هكتار ، ويبلغ عدد الآبار الحالية 32 بئرا ، أما عمق الفرشة المائية بالجماعة فيمتد ما بين 60 إلى 120 متر ، وتساهم مياه السد في سقي مساحة 4043 هكتار من الأراضي الزراعية بالجماعة أما العيون والآبار فتساهم في السقي السطحي على مساحة 180 هكتار.

القطاع السياحي

حيث تتوفر جماعة فزوان القروية على مؤهلات سياحية تجعل منها منطقة تفتح ذراعيها للوافدين عليها من زوار مغاربة وسياح أجانب ،ولعل أهم المناطق السياحية التي تزخر بها الجماعة هي حامة فزوان المعروفة بمائها المعدني الذي يستعمل لمعالجة أمراض الكلي، وتعرف هذه الحامة حركة سياحية متزايدة خاصة خلال موسم الصيف والعطل السنوية، لذلك تم التفكير في اقتناء قطعة أرضية من أجل تشييد حامة معدنية عصرية، وموازاة مع ذلك قام بعض المنعشين العقاريين باستثمار مشاريعهم في مجال البناء السياحي،وتعرف كذلك هذه المنطقة حركة تجارية مهمة تعتمد بالأساس على ترويج المواد الفلاحية المحلية وبيع الخزف ومواد أخرى.

تابع آخبار تليكسبريس على akhbar