بنلياس لـ”تليكسبريس”: انخراط موريتانيا في مبادرة “الانفتاح على الأطلسي” دعم لمسار الاندماج الإقليمي

تكتسي العلاقات بين المغرب وموريتانيا أهمية خاصة بالنظر إلى التطورات الجيوسياسية في المنطقة، وهي علاقات تستمد جذورها من التاريخ العريق للبلدين والامتداد الجغرافي ولانتماء إلى منطقة شمال إفريقيا والواجهة الأطلسية كمشترك بين البلدين، وفي هذا الصدد تندرج زيارة وزير الخارجية الموريتاني اليوم إلى الرباط.

ولتسليط الضوء على هذه العلاقات الثنائية بين الجارين المغرب وموريتانيا، حاورنا في “تليكسبريس”، الأستاذ الجامعي بالرباط عبد العالي بنلياس، حيث أكد لنا أن هذه العلاقات عرفت نوعا من التقلبات وعدم الاستقرار في الماضي، لكن الرباط ونواكشوط تجمعهما علاقات خاصة.

وفي هذا الصدد، أكد عبد العالي بنلياس، أستاذ القانون العام بكلية الحقوق السويسي وعضو فريق البحث في الأداء السياسي والمؤسساتي بجامعة محمد الخامس، أنه: “لا يمكن قراءة العلاقات المغربية الموريتانية وتطورها إلا من داخل الخصوصية التاريخية والسياسية والثقافية التي تربط الشعبين والبلدين، بحيث إن هذه العلاقات عرفت نوعا من التقلبات وعدم الاستقرار في الماضي والتي تعود بشكل أساسي لتغيرات التي كانت تقع في هرم السلطة في دولة موريتانيا، إضافة إلى ذلك، فإن وزنها الاقتصادي والسياسي وموقعها الجغرافي في المنطقة المغاربية جعلها  في خطوط تماس بين المغرب والجزائر، بحيث ظلت مواقفها اتجاه البلدين متأثرا بهذا الوضع الذي يجعلها حريصة كل الحرص على عدم إغضاب المغرب والجزائر على حد سواء، كما أنه لا يجب أن ننسى أن الجزائر تحاول جاهدة بمختلف الوسائل الاقتصادية والتجارية والجيوسياسية أن تستقطب موريتانيا إلى جانبها، حتى تنحاز لأطروحتها  فيما يخص قضية الصحراء المغربية، وهي تحاول أن تنأى بنفسها عن  تداعيات هذا النزاع”.

وااضاف الاستاذ الجامعي عبد العالي بنلياس في حوار مع تليكسبريس: “لهذا نلاحظ، أن الدبلوماسية الموريتانية تعرف دينامية على المستوى المغاربي مر خلال الزيارات المتتالية لوزير الخارجية الموريتاني إلي كل من الجزائر وتونس وليبيا بتعليمات من رئيس الجمهورية من أجل مناقشة القضايا الدولية والإفريقية والعربية، وكلنا يعرف أن على رأس الملفات العربية اليوم العدوان الاسرائيلي على الشعب الفلسطيني في قطاع غزة، وحالة الارتباك التي تعرفها الجامعة العربية في دعم ومساندة الشعب الفلسطيني الشقيق في هذه الظروف الصعبة التي تمر منها القضية الفلسطينية، ومناقشة كذلك القضايا الدولية وفي مقدمتها التداعيات السياسية والاقتصادية والعسكرية والأمنية الحرب الاوكرانية الروسية التي أرّخت بضلالها على مختلف الدول بما فيها بلدان شمال إفريقيا، ومناقشة القضايا الإفريقية، بحكم أن هذه القارة تعرف حالة من الاستقطاب الحاد والتنافس القوي بين القوى الاقتصادية الكبرى في العالم، فضلا عن المشاكل الاقتصادية والسياسية والأمنية التي تعيق عملية تنمية بلدان هذه القارة”.

وأوضح بنلياس: أنه “وسط هذه الأجواء تأتي تحركات الدبلوماسية الموريتانية التي تهدف إلى البحث عن فرص جديدة من داخل هذا الوضع الإقليمي والدولي والاستفادة من المبادرات المطروحة من مختلف الجهات ، ذلك أن المبادرة الملكية السامية لخلق اقتصاد أطلسي من خلال تسهيل ولوج دول الساحل إلى  المحيط الأطلسي والاستفادة من البنيات التحتية التي يتوفر عليها المغرب في هذا المجال، هي فرصة بكل تأكيد ضمن الموضوعات على طاولة النقاش بين وزيري خارجية البلدين، لما لهذه المبادرة من أهمية للاندماج الإقليمي على المستوى الاقتصادي والاستثماري ولتدعيم علاقات التعاون المشترك بين دول الجنوب، وأن بوادر نجاح هذه المبادرة واضحة، أولا من خلال الفرص التي توفرها لبلدان الساحل الأطلسي، وثانيا لبدء اجتماعات لهذه البلدان لمناقشة هذه المبادرة، التي كان أخرها اجتماع مراكش، الذي أشادت فيه دول تشاد ومالي وبوركينافاسو والنيجر بأهمية هذه المبادرة، ومن ثمة فإن موريتانيا بحكم مستوى العلاقات التجارية التي تربطها مع المغرب  وحجم النشاط التجاري الذي يعرفه ميناء أكادير والداخلة ونواديبو سوف يكون انخراطها في هذا المشروع الأفريقي نقطة تحول هيكلية في دعم مسار الاندماج الإقليمي”.

تابع آخبار تليكسبريس على akhbar