بالأطلس والريف..الثلوج تغطي الجبال و توفير”الحطب” يقض مضجع ساكنتها

خلال الأيام القليلة الماضية، فرح المغاربة بتساقط الثلوج، التي كست مرتفعات الأطلس والريف والمناطق المجاورة لها بحلة بيضاء جميلة، ومع هذا الجمال الطبيعي، يعود إلى الواجهة التساؤل حول توفير التدفئة للساكنة المحلية في هذه المناطق، حيث يعتبر تأمين الحطب أحد أولويات سكان المناطق الجبلية، خصوصا وان هذه الشريحة من المجتمع تعيش عبر ممارسة الزراعة “المعيشية”، لكن شح التساقطات اضر بأنشطتها، ومداخيلها البسيطة تناقصت بشكل كبير، مما يجعلها اليوم عاجزة عن توفير تكاليف حطب التدفئة، و بالتالي البقاء عرضة للبرد القارس.

وجراء هذه الحاجة الضرورية، تواجه الساكنة معاناة عديدة تتعلق بارتفاع أسعار الحطب، وانقطاع الطرق، اذ ان أحد أبرز التحديات التي تواجه الساكنة في المناطق الجبلية هو التكلفة المالية الباهضة للحطب، حيث تصبح غير ميسرة للعديد من الأسر، خاصة مع تدهور الوضع المعيشي للعائلات التي تكسب قوت يومها من الفلاحة المعيشية والتي تضررت كثيرا جراء الجفاف، الامر الذي يجعل هذه الأسر عرضة للبرد والأمراض الناجمة عن البرودة، مما يزيد من معاناتها.

ومع تزايد الطلب على الحطب أثناء تساقط الثلوج، يرتفع سعره بشكل ملحوظ، مما يجعله صعب المنال للكثير من الأسر، بالإضافة إلى ذلك، تواجه الساكنة صعوبة في الحصول على الحطب بشكل مناسب، حيث يعتمد العديد منهم على جمع الحطب من الغابات المحلية، وهو أمر يتطلب جهدا ووقتا طويلا، ومغامرة غير محمودة العواقب خاصة في ظل الظروف الجوية القاسية.

وبسبب التساقط الكثيف للثلوج وتكون الجليد على الطرق، يصبح الوصول إلى المناطق الجبلية صعبا ومعقدا، مما يزيد من عزلة السكان وصعوبة توفير احتياجاتهم الأساسية مثل الحطب والمواد الغذائية، الشيء الذي يجعلهم أكثر تضررا خلال هذه الأجواء القاسية، الأمر الذي يطرح تساؤلات عديدة حول الإجراءات المتخذة من قبل المجالس الجماعية المنتخبة، و كذا السلطات المحلية، لتوفير حطب التدفئة، والمؤونة الغذائية، الكفيلة بدعم صمود هذه الأسر في مواجهة الانخفاض الشديد لدرجات الحرارة، جراء التساقطات الثلجية.

تابع آخبار تليكسبريس على akhbar