العشر الأواخر من رمضان.. تناغم الروحانية مع الثقافة في فسيفساء مغربية من العادات والتقاليد

تحظى العشر الأواخر من شهر رمضان لدى المغاربة بمكانة خاصة واحتفالية تميزها عن باقي أيام الشهر الفضيل، ويتجلى ذلك في العديد من العادات والتقاليد التي تميز هذه الليالي المباركة.

وفي أي زاوية من زوايا كل بيت مغربي خلال العشر الأواخر من شهر رمضان الفضيل، تتناغم الروحانية مع الثقافة، لتتجسد في مظاهر معبرة وعميقة، لتروي قصة طويلة من التنوع والتراث، حيث يلتقي الدين بالثقافة في تحفة مبهرة ترسم صورة مشرقة لتجربة مغربية فريدة من نوعها.

وتبدأ الاحتفالات في العشر الأواخر بالاستعدادات لاستقبال الضيوف، حيث تهتم ربات البيوت المغربية بتجهيز زينة المنزل لاستقبال الأهل والجيران، وتتمثل هذه الاستعدادات في وضع الزهور الطبيعية والأعشاب الخضراء في كل ركن من أركان البيت وتعبئته برائحة طيبة.

ويحرص المغاربة على أن يكون أول إفطار في الدار الكبيرة، حيث يتجمع أفراد العائلة في منزل الأب أو الجد لتبادل الأطعمة والزيارات، مما يعزز صلة الرحم ويعكس الروح المجتمعية والأسرية في هذه الليالي.

وفي ليلة الـ27 من رمضان، تتزين المساجد بالمصلين الذين يحيون هذه الليلة في روحانية وسلام، وتقدم الأمهات وجبة “الكسكس” وتوزعها على المساجد كعرفان وتقدير لهذه الليلة الفضيلة.

وتتنوع الأطباق المغربية على مائدة الإفطار خلال العشر الأواخر، حيث تشتهر الحريرة بوضعها البارز على المائدة الرمضانية، إلى جانب الشباكية والبغرير والسفوف والكعب والملوزة وحلوى التمر التي تعكس تنوع الثقافة الغذائية في المغرب.

وتعكس العادات والتقاليد في العشر الأواخر من رمضان الروحانية والتراث الثقافي العميق في المجتمع المغربي، مما يجعل هذه الليالي فرصة لتعزيز العلاقات الاجتماعية والعائلية والروحانية، في أرض الألوان والأصوات والعبق التاريخي، بشكل مبهر يجسد عمق تواصل المغاربة مع الدين وتفاعله الحيوي مع الحياة الثقافية.

تابع آخبار تليكسبريس على akhbar