هزت نتائج الانتخابات المحلية التركية عرش الرئيس رجب طيب إردوغان وحزبه “العدالة والتنمية”، بعد خسارة تاريخية لم يحققاها منذ 22 عاماً.
وحقق حزب الشعب الجمهوري المعارض فوزاً ساحقاً بحصوله على 37.7% من الأصوات، متقدماً على “العدالة والتنمية” الذي نال 35.5%، بينما فاز الشعب الجمهوري بـ 35 بلدية، مقابل 24 لحزب العدالة والتنمية، وخسر “العدالة والتنمية” جميع المدن الكبرى تقريباً، بما في ذلك إسطنبول وأنقرة وإزمير.
ويعاني الاقتصاد التركي من ارتفاع معدلات التضخم والبطالة، مما دفع الناخبين إلى معاقبة إردوغان وحزبه، جراء الفشل الذريع الذي أبان عنه الحزب الحاكم في حل المشاكل الرئيسية التي تواجه البلاد، مثل الفساد وإهدار سيادة القانون.
وقام حزب الشعب الجمهوري بإصلاحات وتغييرات إيجابية في هياكله، مما جعله أكثر قدرة على جذب الناخبين، مستغلا التعالي والثقة الزائدة التي دخل بهما “العدالة والتنمية” الانتخابات متجاهلا احتياجات الشعب.
ومن المرجح أن تعطي نتائج الانتخابات دفعة معنوية قوية للمعارضة، وقد تطالب بإجراء انتخابات مبكرة، كما ستشكل هذه الخسارة تحدياً كبيراً لإردوغان وحزبه، وتُجبرهم على إعادة النظر في سياساتهم.
ومن غير الواضح لحد الساعة كيف ستؤثر هذه النتائج على مستقبل أردوغان وحزبه، وتركيا بشكل عام، إلا أنها تمثل نقطة تحول تاريخية في مسار البلاد، وتُعطي مؤشراً على إمكانية حدوث تغيير سياسي في المستقبل.
مادة إعلانية