التنوع والشفافية..وصفة المغرب السحرية للصمود في وجه التحديات الاقتصادية

يتصدر المغرب قائمة الدول الإفريقية الأكثر قوة اقتصادية، حيث احتل المرتبة السادسة على مستوى القارة، والثالثة بين الدول العربية، وذلك حسب بيانات صندوق النقد الدولي لعام 2024، وهو التفوق الذي يعتبر نموذجا متميزا يطرح تساؤلات عدة عن أسرار نجاح المملكة في جعل اقتصادها أكثر قوة وتنافسية ومواجهة للصدمات.

 

وفي هذا الإطار، فان تفوق الاقتصاد المغربي لم يأت نتاجا لتدبير مرتجل على غرار طريقة تسيير اقتصاديات دول المنطقة، بل هو ثمرة استراتيجيات اقتصادية مدروسة ومتكاملة بعيدة الامد، جعلت هذا التفوق نموذجًا يمكن الاستفادة منه في فهم كيفية تحقيق التنمية الاقتصادية والمرونة في ظل الظروف العالمية المتغيرة.

 

ولعل التنوع الاقتصادي يعد أول أسرار الوصفة السحرية التي جعلت من المملكة قوة قارية ، حيث أن تنوع القطاعات المنتجة جعلت المغرب أقل عرضة للصدمات الاقتصادية المفاجئة، فالاعتماد على الزراعة والسياحة والصناعة، وتحويلات المغاربة المقيمين في الخارج، يخلق توازناً يسهم في تعزيز الاستقرار الاقتصادي، بينما يسهم الاستثمار في التكنولوجيا والابتكار في جذب الاستثمارات الأجنبية، إضافة إلى  قيام المغرب بإجراء إصلاحات اقتصادية مستمرة، تهدف إلى تبسيط الإجراءات وتحفيز الاستثمارات وتعزيز الشفافية، مما يخلق بيئة أفضل للأعمال ويجذب المزيد من الاستثمارات، وهو ما جعل من المملكة تتحول إلى منصة اقتصادية متنوعة تضم كبريات الشركات العالمية خصوصا في مجال صناعة السيارات و الطيران والأسمدة، كل هذه العوامل مجتمعة جعلت اقتصاد المملكة أكثر مقاومة للصدمات.

 

وفي هذا الصدد يعزز المغرب التعاون الدولي والإقليمي، مما يفتح آفاقًا جديدة للتبادل التجاري والاستثمارات المشتركة، ويساهم في تعزيز الاقتصاد الوطني وتوسيع فرص النمو، إضافة إلى الاستثمار في التعليم والتدريب، اذ يولي المغرب اهتمامًا بتطوير الموارد البشرية من خلال التعليم والتدريب، مما يزيد من كفاءة القوى العاملة ويعزز الابتكار والإبداع في مختلف القطاعات.

 

وعلى الرغم من هذه النجاحات، يتعين على الاقتصاد المغربي التحديث المستمر ومواجهة التحديات المستقبلية مثل معالجة أزمات البطالة وتعزيز التضامن الاجتماعي والتنمية المستدامة، وبالرغم من سعي الدولة على الاضطلاع بدور فعال في دعم القطاعات الحيوية وتعزيز الشفافية، إلا أن تعزيز إجراءات مكافحة الفساد تبقى الخيار الأمثل لتعزيز مكانة المغرب كقوة اقتصادية قوية في المنطقة والعالم.

تابع آخبار تليكسبريس على akhbar