باحث يرصد تعذيب المهاجرين على أيدي تجار تهريب البشر إلى تونس

تونس الصغيرة جغرافيا محنها السياسية والاجتماعية والاقتصادية والحقوقية تفوقها على الخريطة اضعافا. وتبقى معضلة الاتجار في البشر احد الوجوه المظلمة للحياة في هذا البلد المغاربي.

كشف محمد نجيب بوطالب، الباحث في حقل علم الاجتماع، في مؤلفه الصادر عن مركز الدراسات الاقتصادية والاجتماعية بتونس، أن العام الماضي كان مفصلياً في زيادة تدفقات المهاجرين من دول جنوب الصحراء، وأن المناطق الحدودية جنوب البلاد هي الممر الرئيسي لهم، حيث تصل تكلفة رحلتهم قادمين إلى تونس نحو 5 آلاف دولار يدفعونها لمهربي البشر.

وأبرز بوطالب أن “ما بين 40 و100 مهاجر يعبرون يوميا الحدود البرية بين تونس وليبيا، بينما يجتاز ما بين 50 و150 المسالك الحدودية الرابطة بين تونس والجزائر جنوب غرب البلاد”

يدفع المهاجرون الأفارقة في تونس مبالغ تتراوح ما بين ألفين وخمسة آلاف دولار إلى شبكات تهريب البشر في رحلة محفوفة بالمخاطر، وفق نتائج دراسة بحثية حديثة أصدرها الباحث نفسه  تحت عنوان “الهجرة إلى أوروبا من دول أفريقيا جنوب الصحراء: تحقيقات حول العبور من تونس”.

ووفق هذه الدراسة فان “وتيرة تدفق المهاجرين غير منتظمة، إذ ترتفع وتنخفض في فترات السنة”، وأكد أنه “اعتمد على منهجية المقابلات السريعة مع المهاجرين في المناطق الحدودية الجنوبية التي بيّنت أن رحلة الوصول إلى تونس قد تستغرق شهرين”.

وكشف المؤلف أن “المقابلات التي وثّقها مع المهاجرين أكدت أن شبكات تهريب البشر الناشطة في دول أفريقيا جنوب الصحراء تعمل بشكل مترابط، حيث يتم التنسيق بينها لاستلام المهاجرين على مراحل ومساعدتهم للعبور إلى تونس باستعمال مركبات رباعية الدفع”.

وأضاف: “غالبا ما يتكتّم المهاجرون الأفارقة في تونس عن معطيات بشأن المبالغ التي يدفعونها للمهربين، والتي تتفاوت بحسب فترات الهجرة وبلد الانطلاق وظروف التنقل ومدّته”.

تابع آخبار تليكسبريس على akhbar