فاتح ماي بالجزائر.. محررو رسالة بوتفليقة تجاهلوا ببراعة ما تعرفه البلاد من فوضى وأزمات

اهتمت الصحف الجزائرية، الصادرة اليوم الخميس، برسالة الرئيس عبد العزيز بوتفليقة، التي لم تطمئن العمال بشأن انعكاسات الأزمة في الجزائر، ووقفت مليا عند محرري الرسالة الذين تجاهلوا ببراعة الأحداث الحارقة التي يشهدها المجتمع..

وكتبت صحيفة (ليبيرتي) أنه على الرغم من أن رسالة الرئيس عبد العزيز بوتفليقة، بمناسبة فاتح ماي، تضمنت عبارات التكريم للعمال والعاملات، فإنه لا شيء يطمئن هؤلاء إزاء انعكاسات أزمة مالية حقيقية، والتي لم يتم إرجاعها إلى التدبير الاقتصادي للبلاد، وإنما إلى عوامل خارجية، وخاصة انهيار أسعار النفط.

وأضافت الصحيفة في افتتاحيتها أن الرسالة الرئاسية لم تتطرق إلى النزاعات الاجتماعية الحالية، ولا إلى إصلاح قانون العمل، وكأنها تريد أن تبقى خارج الموضوع، كما أنها لم تشر إلى الجدل الناجم عن قرار وزارة العمل بالتشطيب من الخريطة على نصف النقابات المستقلة.

وأشارت إلى أن محرري الرسالة تجاهلوا ببراعة الأحداث الحارقة التي يشهدها عالم الشغل، على الرغم من أنهم لم يفوتوا التأكيد على مواصلة الدولة التعاون بين الحكومة وشركائها، في إطار اللجنة ثلاثية الأطراف.

من جهتهما، لاحظت صحيفتا (الحياة) و(الفجر) أن الرئيس بوتفليقة، ومن خلال الرسالة الموجهة للعمال، وكذا للجميع، انخرط في مسلسل إعادة انتخابه، وكأن جبهة التحرير الوطني لم تخترع شيئا على مستوى الحملة الانتخابية لرئاسيات 2019، ذلك أن رئيس الدولة قدم بدوره في رسالته، مبرر “الانجازات”.

وتابعت الصحيفتان أن الرئيس أبان أنه لا يعتزم فسح المجال للاعتراض على نجاح فترة حكمه، معلنا من البداية أنه “لا يمكن لأحد مهما بلغ به الإجحاف والجحود أن يتنكر لكل ما أنجزته الجزائر خلال العشريتين الأخيرتين في جميع المجالات التنموية والإصلاحية”.

وذكرتا بأن بوتفليقة كان قد شرع في القيام بحملة، قبل أزيد من ثلاثة أسابيع، غير أن جولته القصيرة بالجزائر العاصمة، وبعيدا عن أن تثير الحماس، لم تحظ بارتياح المواطنين الحاضرين، كما هو الشأن بالنسبة لأولئك الذين شاهدوا هذه الخرجة عبر شاشة التلفزة.

من جانبها، لاحظت صحيفة (لوكوتيديان دو وهران) أن الأجهزة الرئيسية للدعاية ، ممثلة في جبهة التحرير الوطني، والنقابات العمالية وأرباب العمل وحزب التجمع الوطني الديمقراطي برئاسة الوزير الأول أحمد أويحيى مستعدة للتحرك وأن بوتفليقة يظهر خياره من أجل البقاء، وأن الجهاز، بما فيه مؤسسات الدولة، لن يتوان عن الدخول في سنة من التحركات المكثفة.

وأبرزت أن الهدف سيكون، من خلال ضجة سياسية وإعلامية متواصلة، هو فرض فكرة عشرية مزدوجة من التشييد والبناء والتنمية والتقدم الاجتماعي والنهوض بالحقوق والحريات.

 

تابع آخبار تليكسبريس على akhbar