“الضحى” في قلب فضيحة جديدة بالرباط.. ضحايا بالمئات وأموال ضاعت بالملايير

لم ينته المشروع الكبير الذي تكلفت به شركة “الضحى” لصاحبها أنس الصفريوي، وفق ما كان يسعى إليه 500 مستفيد من شقق بمشروع “بريستيجيا الضحى رياض الأندلس” بالرباط، وهو المشروع الذي جاء عن طريق مقايضة بين بلدية الرباط، وشركة “الضحى” على أساس أن تقوم هذه الشركة ببناء حديقة حيوان جديدة بمواصفات متطورة، لكن “الضحى” قامت بتقزيم الحديقة حتى يتسع لها المكان لبناء وتشييد مشروع كبير.

و شرعت الضحى سنة 2014 في بناء عمارات شاهقة مكونة من أزيد من 12 طابقا، لكن المفاجأة هي أن بلدية الرباط أوقفت المشروع، باعتبار أن هناك خروقات في التعمير وأن الشركة المذكورة عليها تحملات لم تف بها وضرائب متراكمة تقدر بالملايير لم تسددها.

وبحسب وثائق حصلت عليها “تليكسبريس”، فإن عدد المتضررين البالغ عددهم 500 شخصا، كان من المفروض أن يتسلموا مفاتيح شققهم بمشروع “بريستيجيا الضحى رياض الأندلس” بداية سنة 2017، وجدوا أنفسهم أمام غول اسمه “الضحى”، وأمام تأخر الأشغال، التي لم تنطلق بعد، حيث ما يزال المشروع عبارة عن بقعة أرضية، في حين أن الأشخاص المتضررين سلموا إدارة الشركة  أموال عبارة عن تسبيق تقدر بالملايين، منذ 2014، لكن اصدموا بتأخر المشروع، مما اضطرهم إلى طرق جميع الأبواب، ومنها إدارة مؤسسة الضحى في شخص انس الصفريوي، الذي اضطر إلى الاجتماع بهؤلاء المتضررين لأكثر من مرة.

لكن إدارة الضحى كانت في كل مرة  تختلق أعذارا لتأخر انطلاق المشروع، مرة بالقول إن هناك مشاكل في منح التراخيص من قبل ولاية الرباط، في حين أن الشركة العملاقة في مجال العقار، عليها ضرائب لم تؤد ولم تحترم دفتر التحملات.

ونظرا لخطورة ما آلت إليه أوضاع هؤلاء الأشخاص الذين كانوا يريدون تحقيق حلمهم في امتلاك شقق بالمشروع المذكور، ومنهم من حاول الانتحار نتيجة  ضياع أمواله بدون أي نتيجة تذكر، انتظم هؤلاء المتضررون في جمعية للمطالبة بحقوقهم ومراسلة الجهات المعنية، وعلى رأسها عمدة الرباط محمد الصديقي، لإيجاد حل لهذه المعاناة التي تسببت فيها “الضحى” ل 500 شخص.

وطالب هؤلاء بعقد اجتماع عاجل مع عمدة الرباط لمعرفة الأسباب الحقيقة وراء تأخر انجاز المشروع لأكثر من ثلاث سنوات،وليس هناك أي موعد في الأفق ينذر بقرب تسليم هؤلاء مفاتيح شققهم.

ونظرا أيضا لخطورة وتداعيات الملف، كانت إدارة “الضحى” قد سارعت إلى الاجتماع بممثلين عن المتضررين من تأخر المشروع واقترحت عليهم إعادة أموالهم التي أودعوها كتسبيق، لكن أعضاء جمعية المتضررين رفضت جملة وتفصيلا هذا الاقتراح، وطالبت بوضع حد وسقف زمني لبدء وتسليم الشقق، متهمين إدارة الشركة بمحاولة التخلص منهم وإعادة بيع الشقق بأثمان خيالية لمستفيدين جدد.

 ولنا عودة للموضوع في نشرات لاحقة مع تصريحات للمتضررين.