لماذا يدافع بعض اليساريين عن المتهم بالقتل حامي الدين؟

يبقى مفهوما جدا أن ينتفض “الإخوان” في العدالة والتنمية، لنصرة عبد العالي حامي الدين، عضو الأمانة العامة للحزب، بعد قرار قاضي التحقيق إحالته على جلسة المحاكمة بتهمة المشاركة في القتل العمد مع سبق الإصرار والترصد، وذلك من باب “أنصر أخاك ظالما أو مظلوما”، أو من باب رفع العتب عن النفس والقواعد الحزبية، أو من باب الخوف أن تصلهم نار المحاكمة، باعتبار أن هناك من خطط وهناك من أمر وهناك من هيأ اللوجيستيك وهناك من نفذ.

 

لكن غير المفهوم هو أن ينبري مناضلون من اليسار للدفاع عن حامي الدين، وتقديم الدروس في القانون، بل والبكاء على خرقه من قبل قاضي التحقيق، والعويل على تهديد استقلالية القضاء بل الإدعاء بأنه غير مستقل أصلا، كما يزعمون.

هناك صنف من اليساريين يدافع عن حامي الدين لأنه ينتمي للحزب الذي يقود الحكومة، وهذه الأخيرة تمنح للجمعيات عشرات الملايين سنويا، حيث يستفيد منها “اليساريون” وبشكل جيد، سواء من خلال تلقي الدعم عن الجمعيات أو مراكز الدراسات الوهمية والمشبوهة، وبالتالي فإن الدفاع عن متهم بالقتل هو من باب رد الإحسان بالإحسان، إذ أن الحزب الإسلامي “يرشي” اليمين واليسار من المال العام، وهؤلاء يدافعون عنه ويتحالفون معه.

ولاحظنا كيف يدافع البعض عن حامي الدين بحرارة وحرقة أكثر من تلك التي لدى أعضاء حزبه، وإذا علمنا حجم الدعم الذي يحصل عليه البعض نفهم هذه الغضبة الكاذبة.

أما الصنف الثاني فهم اليساريون، الذين سمّيناهم في وقت سابق بيساريي “عين موكة”، يعتبرون الدولة “قمعية” والقضاء غير مستقل، رغم أنهم يلجؤون إليه في حياتهم الخاصة، وبالتالي فإن دفاعهم عن حامي الدين، ليس من باب الدفاع عن المبادئ ولكن من باب النكاية في مؤسسات الدولة والطعن فيها.

فلا شيء يجمع هؤلاء على أولئك وبينهم الدم في الجامعات إذ مارست الجماعات الإسلامية القتل في حق الطلبة اليساريين لسنوات كثيرة، وظل الزعيم اليساري أحمد بنجلون رحمه الله مصرا على أنه لا لقاء مع هؤلاء، غير أن البلد ابتُليت بيسار إما انتهازي إما بدون ذاكرة، حيث لا مشكل لديه مع من مارس القتل بالأمس وغيّر جلده اليوم مثلما تُغير الأفعى جلدها وأصبح يلوك الخطاب الديمقراطي كأنه لم يكن يحمل بالأمس سيفا ولم يعتدي على أحد.

كل اليساريين يعرفون أن عبد العالي حامي الدين، كان من قادة فصيل طلابي يسمى الفعاليات الطلابية، يتزعمه النائب البرلماني الحالي عبد الله بوانو وكان على تنسيق دائم مع الطلبة التجديديين بزعامة “الطالب” مصطفى الخلفي، ويعرفون أن هؤلاء كانوا ينسقون مع طلبة العدل والإحسان من أجل ممارسة العنف والقتل على الهوية. ويعرفون أن البرلماني الحالي رجل عنف ومشارك في جرائم القتل وخصوصا مقتل أيت الجيد، لكن رغم علمهم بذلك فإن الدعم المالي قد أعمى عيون البعض والحقد أعمى الباقي.

تابع آخبار تليكسبريس على akhbar