تقرير أمريكي..السعودية تتجه نحو إعلان قيام علاقات دبلوماسية مع إسرائيل

أفادت مصادر صحفية، اليوم الأربعاء 8 يونيو الجاري، أن السعودية تقترب من إعلان قيام علاقات دبلوماسية بينها وبين إسرائيل، مقتفية الأسلوب نفسه الذي أدى إلى اتفاق بين الدولة العبرية والمغرب، وذلك من خلال وساطة أمريكية تقودها هذه المرة إدارة الرئيس جو بايدن، الذي سيكون، إن نجح في ذلك، قد حقق أول وأكبر إضافة للمسار الذي بدأه سلفه دونالد ترامب.

وفي هذا الإطار، نشرت صحيفة “وول ستريت جورنال” مقالا للصحفي ديوم نيسينباوم، قال فيه إن المملكة العربية السعودية تتجه نحو بناء علاقات رسمية مع إسرائيل، كما كان الشأن بالنسبة للإمارات العربية المتحدة والبحرين والمغرب، حيث تتوسط الإدارة الأمريكية في الاتفاقات بين البلدين تمهيدا لبناء علاقات دبلوماسية علنية، وهو الأمر الذي بدأه بالفعل ولي العهد محمد بن سلمان عبر الروابط التجارية.

وقالت “وول ستريت جورنال”، إن الرياض دخلت في “محادثات جادة” مع إسرائيل لبناء علاقات تجارية والوصول إلى اتفاقيات أمنية جديدة، انطلاقا من شعور لدى حكام المملكة السعودية بوجود تحول وسط الرأي العام السعودي لصالح إقامة علاقات دبلوماسية مع إسرائيل، وذلك بالرغم من المواقف الأخيرة التي أعلنت فيها السعودية الدفاع عن القضية الفلسطينية والانتقادات التي وجهتها للإسرائيليين بعد اغتيال الصحافية شيرين أبو عاقلة.

وبالرغم من عدم اعتراف السعودية بإسرائيل وعدم وجود علاقات دبلوماسية معها، تضيف الصحيفة الأمريكية، إلا أن المملكة توسع نطاق محادثاتها السرية مع القادة الإسرائيليين، والتي يمكن أن تعيد تشكيل سياسات الشرق الأوسط وأن تنهي عُقودا من العداء بين “الدولتين الأكثر تأثيرا في المنطقة”.

ووفق المصدر ذاته فإن رغبة إدارة بايدن تتمثل في ضم السعودية إلى المغرب والإمارات والبحرين في ما يُسمى “اتفاقيات أبراهام”، حيث نقلت الصحيفة عن دبلوماسيين تأكيدهم أن الأمر أصبح “مسألة وقت فقط”، الأمر الذي يلعب فيه ولي عهد الرياض دورا محوريا، إذ تربطه بالفعل علاقات اقتصادية مع الإسرائيليين تتمثل في استثمار عشرات الملايين من الدولارات في شركتين ناشئتين.

وأشارت الصحيفة إلى أن السعودية و”إسرائيل”، تحاولان بمساعدة إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن، التوصل إلى اتفاق يمكن أن يمنح الطائرات التجارية حقوقا موسعة للطيران من “إسرائيل” فوق السعودية وتمهيد الطريق للمملكة للسيطرة الكاملة على جزيرتين استراتيجيتين في البحر الأحمر.

ونبهت إلى أن الرياض سمحت لمجموعة من رجال الأعمال الإسرائيليين بالسفر إلى السعودية حيث يتطلع الجانبان إلى تعميق العلاقات الاقتصادية.

ووفق الصحيفة فإن السعودية تتخذ هذه الخطوات لأنها ترى أن التأييد يتزايد بين مواطنيها لربط العلاقات مع “إسرائيل”، في حين أن العلاقات الدبلوماسية الرسمية قد لا تزال بعيدة، إلا أن سلسلة الخطوات السياسية والعسكرية والاقتصادية السرية يمكن أن تسرع من جهود البناء الطويلة لإنهاء الصراع بين دولتين تشهدان تهديدا مشتركا من إيران.

ورأت الصحيفة أن المحادثات السعودية الإسرائيلية تعد عنصرا رئيسيا في الجهود المبذولة لإصلاح العلاقات المتوترة بين الولايات المتحدة والسعودية، حيث بدأت إدارة بايدن في تبني مساعي الرئيس السابق دونالد ترامب لبناء علاقات بين إسرائيل والعالم العربي دون انتظار اتفاق سلام إسرائيلي فلسطيني.

وذكرت بأن البيت الأبيض يحاول ترتيب زيارة يقوم بها الرئيس بايدن إلى إسرائيل والسعودية في الأسابيع المقبلة للقيام برحلة حاسمة يمكن أن تعزز المصالح السياسية للدول الثلاث.

وأكدت أن العلاقات غير الرسمية بين “إسرائيل” والسعودية تمتد إلى عقود ماضية وتسارعت منذ عام 2020، عندما توسطت إدارة ترامب في سلسلة من الصفقات المعروفة باسم اتفاقيات إبراهيم لإنشاء العلاقات بين إسرائيل والدول العربية.

وشددت على أن مسؤولين إسرائيليين سافروا إلى السعودية لعقد اجتماعات سرية على مر السنين، بما في ذلك رئيس الوزراء الإسرائيلي آنذاك بنيامين نتنياهو، الذي ذهب إلى السعودية للقاء ولي العهد الأمير محمد بن سلمان ووزير الخارجية آنذاك مايك بومبيو في عام 2020 في محاولة تقدم المحادثات الدبلوماسية.

وأشارت الصحيفة إلى أن السعودية لا تزال تدعم رسميا إنشاء دولة فلسطينية مستقلة إلى جانب إسرائيل (حل الدولتين)، لكن لم تكن هناك محادثات سلام جادة منذ ما يقرب من عقد من الزمان.

وبحسب الصحيفة، فإن مسؤولين سعوديين وإسرائيليين قالوا إن بإمكانهم اتخاذ خطوات تدريجية نحو التطبيع قبل حل النزاع العام، لأن دعم الفلسطينيين لا يتناغم مع الشباب في جميع أنحاء الشرق الأوسط كما كان من قبل.

وأفاد مسؤولون سعوديون بأنهم يشعرون بخيبة أمل من السلطة الفلسطينية التي يديرها الرئيس محمود عباس. ويستاء السعوديون من دعم إيران لحركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية “حماس” التي تسيطر على قطاع غزة.

وقال مسؤول سعودي: “إذا أقامت حماس علاقة مع إيران لحماية نفسها، فلماذا لا تكون لدينا علاقة مع إسرائيل ضد إيران لحماية أنفسنا؟”.

ورأت الصحيفة أن خطوة السعودية لإقامة علاقات دبلوماسية مع إسرائيل ستمنح بشكل فعال معظم الدول العربية والإسلامية الأخرى الضوء الأخضر لتحذو حذوها، مضيفة: “السعودية هي مهد الإسلام، وتشرف على أقدس موقعين في مكة والمدينة”.

ورجح مسؤولون إسرائيليون وسعوديون بأن الخطوة التالية الأكثر احتمالا، قد تكون توسيع حقوق الطائرات للطيران من إسرائيل فوق السعودية كجزء من محادثات أوسع حول الأمن في جزيرتين إستراتيجيتين في البحر الأحمر.

وتحاول الولايات المتحدة أيضا تأمين صفقة تسمح للسعودية بالسيطرة الأمنية الكاملة على جزيرتين في البحر الأحمر – تيران وصنافير – تتطلب موافقة إسرائيل.

وكانت الجزر، التي تقع في موقع استراتيجي بين خليج العقبة والبحر الأحمر، في قلب شد الحبل الإقليمي لعقود بين إسرائيل والسعودية ومصر وتستضيف حاليا قوة دولية توفر الأمن.

 

تابع آخبار تليكسبريس على akhbar