انجاز تاريخي عظيم…تبون العسكر يتسلم قرار تسمية أحد شوارع رام الله باسم الجزائر!

أسفرت مشاركة رئيس السلطة الفلسطينية، محمود عباس أبو مازن، في احتفالات الذكرى الستين لتسليم فرنسا زمام تسيير مقاطعتها الإفريقية لوكلائها العسكريين بالمنطقة، عن قرارات “مهمة جدا” ستبقى خالدة في التاريخ!

ومن هذه القرارات، تسليم أبو مازن لتبون العسكر، قرار بلدية رام الله القاضي بتسمية أحد شوارع المدينة الرئيسية باسم الجزائر، وذلك “تقديرا وتكريما للجزائر وشعبها الشقيق، ومواقفهم المشرفة مع القضية الفلسطينية”!

هكذا، سوقت أبواق الدعاية الجزائرية لهذا “الفتح العظيم”، بعد أن فشل نظام العسكر في تحقيق أي نجاح سواء على المستوى الداخلي أو الخارجي، مما جعل كوريا الشرقية تتخبط في أزمات على جميع الأصعدة، زادت من حدتها العزلة القاتلة التي تعيشها الطغمة العسكرية إقليميا ودوليا، في ظل سياستها العدوانية تجاه جيرانها خاصة المغرب واسبانيا، وإخفاقها في تحقيق أبسط شروط العيش للجزائريين الذين يصطفون يوميا في طوابير طويلة للحصول على قسط قليل من المواد الأساسية والضرورية للعيش الكريم…

لم نسمع يوما عن رؤساء دول يتبادلون نسخ قرارات تسمية الشوارع أو الأزقة، حتى طلع علينا قناع الكابرانات المدني، وهو يروّج لصورة له مع رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس ابو مازن، الذي سلمه قرار بلدية رام الله بتسمية أحد شوارع المدينة الرئيسية باسم الجزائر، منتشيا وفرحا كأي طفل صغير بلعبة أو هدية مهما كان حجمها وقيمتها…

 هذا “اللاحدث”، الذي حاول نظام العسكر تسويقه على انه فتح عظيم، يمكن إدراجه في إطار البهرجة والترويج الإعلامي لنظام مفلس فقد البوصلة وأصبح يخبط خبط عشواء، ويخلط الأوراق في هروب فظيع إلى الأمام بعد فشله في الإجابة عن المشاكل الحقيقية للبلاد والعباد، والاستعاضة عن ذلك بالتشبث المريب بالقضية الفلسطينية والادعاء زورا انه مع “فلسطين ظالمة أو مظلومة”!

ما لا يعرفه الكراغلة (حفدة العثمانيين)، هو أن شوارع  بلدية رام الله تعج بأسماء الشخصيات والمدن الفلسطينية والعربية والعالمية، بالإضافة إلى أسماء قرى فلسطينية دمرت عام 1948.

كما أن قرار تسمية أحد شوارع مدينة رام الله باسم الجزائر- العاصمة بالمناسبة وليس الدولة، كما تم التسويق له من قبل نظام العسكر- هو قرار يدخل في إطار تسمية كافة شوارع المدينة وممراتها وميادينها، وقد اتخذ من سنين، وكانت بلدية رام الله، حسب ما جاء في موقعها الالكتروني، تقيم إحتفالات تدشين لكل شارع تدعو له المجتمع المحلي وذوي العلاقة بالمسمى، مثل عائلة وأصدقاء الشهداء، مما يشعرهم بأن هناك من يهتم ويقدر عمل وتضحيات فقيدهم.

وقد جاءت التسمية ضمن الفئات التالية: فئة الأدباء والكتاب والشعراء والفلاسفة الفلسطينيين والعرب والأجانب، علماء وقادة ومناضلين فلسطينيين، القرى المدمرة والمدن المغتصبة، وعواصم ومدن وشخصيات عربية، وعواصم ومدن وشخصيات أجنبية، وعائلات ومواقع من مدينة رام الله…

وللتذكير فقط، وحتى لا يعتقد نظام العسكر وكل أبواقه الدعائية بأن قرار بلدية رام الله يخصهم لوحدهم ومن تم يمكن إدراجه في إطار الفتوحات العظيمة كما دأب نظام العسكر ادعاء ذلك، فإن العاصمة المغربية الرباط، حظيت بشرف حمل اسم شارع رئيسي في قلب مدينة رام الله منذ سنين، قبل أن يكتشف الكراغلة بان عاصمتهم ليس لها ذكر بهذه المدينة الفلسطينية…

رام الله أفردت لمدينة الرباط  شارعا في قلب المدينة، حيث يتقاطع مع كل من شارع “هو شي مينه” و”إبراهيم عقل” و”عين مصباح”، فيما غابت عاصمة الكراغلة ضمن هندسة المدينة، ولم  يطلق اسمها حتى على زقاق صغير بضواحي المدينة…

Rabat streetSans titre 6

شارع الرباط في قلب مدينة رام الله

للإشارة فقط، وبعيدا عن مدينة القدس حيث حارة المغاربة وباب المغاربة، فإن مجلس مدينة الدار البيضاء المغربية وقع مع بلدية رام الله اتفاقية تعاون العام 2010! وجاء توقيع الاتفاقية، حسب ما جاء آنذاك بموقع المدينة على الانترنيت، “تتويجاً للعلاقة التاريخية وروابط الصداقة بين الشعبين الفلسطيني والمغربي”، وبموجبه تقرر التعاون ما بين مدينة رام الله و الدار البيضاء (كازابلانكا) في عدة مجالات، منها تقوية العلاقات بين البلدين في نواحي التنمية والاقتصاد، وتبادل الخبرات وتنشيط التعاون في مجال التخطيط العمراني والبيئة والتبادل العلمي والتقني والتبادل الثقافي والفني، والحفاظ على التراث التاريخي والحضري…

هذه الأمور لم يطبل لها المغرب ولم يروج لها، لأنها تدخل في إطار العلاقات الحقيقية والتاريخية بين الشعبين المغربي والفلسطيني، وليس في إطار الترويج والادعاء وحملات تلميع وتزيين صورة نظام فاشل بكل المقاييس، ولا همّ له سوى معاكسة المغرب وضرب مصالحه والمساس بوحدته الترابية حتى ولو تطلب الأمر التحالف مع الشيطان ودعم وتمويل وتسليح وإيواء إرهابيي  ومرتزقة البوليساريو…

عندما نقول الكراغلة، فإننا لم نخطئ أو نجانب الحقيقة التاريخية، إذ أن هذه التسمية تناسبهم لأنهم أكدوا بما لا يدع مجالا للشك (تم تكريس ذلك من خلال معاملة العداء المرضي للمغاربة خلال العاب وهران)، أنهم مجرد أحفاد للعثمانيين الذين استعمروا المنطقة لما يزيد عن 315 سنة قبل تسليمها إلى المستعمر الفرنسي الذي عمد إلى توسيع أراضيها على حساب المملكة المغربية، ليحولها إلى مقاطعة فرنسية في شمال إفريقيا، بعد أن اطمأن إلى أنها ستبقى تابعة له أبد الآبدين، لولا أن المغرب أربك حساباته بعد استقلاله ودعمه للجزائر ولثوارها الحقيقيين الذين اعدموا أو اعتقلوا أو ابعدوا إلى المنفى من طرف الطغمة العسكرية، التي أوكل لها الاستعمار الفرنسي مهمة تدبير شؤون مقاطعته الإفريقية سنة 1962…

تابع آخبار تليكسبريس على akhbar