انطلاق قمة شنغهاي وترقب للقاء بين الرئيسين الصيني والروسي

بدأت في مدينة سمرقند الأوزبكية فعاليات قمة شنغهاي للتعاون بمشاركة قادة الدول الأعضاء، وعلى رأسهم الرئيس الصيني شي جين بينغ والرئيس الروسي فلاديمير بوتين.

وسيلتقي -اليوم الخميس- بشكل ثنائي الرئيسان الصيني والروسي في قمة إقليمية، تبدو أشبه بجبهة ضد الغرب، في أوج توتر حاد تفاقمه الحرب في أوكرانيا.

وسينضم إلى شي وبوتين في مدينة سمرقند -المحطة الرئيسية على طريق الحرير القديم- قادة الهند وباكستان وتركيا وإيران ودول أخرى للمشاركة في قمة منظمة شنغهاي للتعاون التي تستمر يومين، والتي تعد أول قمة شخصية لقادة منظمة شنغهاي للتعاون منذ عام 2019.

وسيعقد الاجتماع الرئيسي لهذه القمة الإقليمية غدا الجمعة، لكن الاجتماع الثنائي بين الرئيسين الصيني والروسي (سيعقد اليوم الخميس) هو الذي يثير اهتماما أكبر، إذ إن بلديهما في صلب أزمات دبلوماسية دولية.

ووصل بوتين بطائرته إلى سمرقند صباح اليوم الخميس، وكان في استقباله في المطار حرس الشرف. أما نظيره الصيني، فقد وصل مساء أمس الأربعاء.

وبالنسبة لبوتين الذي يحاول تسريع عملية إعادة تركيز اهتمامه باتجاه آسيا في مواجهة العقوبات الغربية، تشكل هذه القمة فرصة لإظهار أن روسيا ليست معزولة على الساحة العالمية.

أما شي الذي يقوم في آسيا الوسطى بأول زيارة له خارج الصين منذ بداية وباء كوفيد-19، فقد يتمكن من تعزيز مكانته قبل مؤتمر الحزب الشيوعي الصيني المقرر عقده أكتوبر المقبل، الذي سيسعى خلاله للحصول على ولاية جديدة ثالثة.

ويرتدي الاجتماع طابع تحد للولايات المتحدة التي تقود حملة العقوبات ضد موسكو والدعم العسكري لكييف، والتي أثارت غضب بكين بزيارات قام بها مسؤولون أميركيون عدة إلى تايوان.

“بديل” عن الغرب

من جانبه، قال المستشار الدبلوماسي للكرملين، يوري أوشاكوف، للصحفيين الثلاثاء الماضي إن “منظمة شنغهاي للتعاون تقدم بديلا حقيقيا للبنى ذات التوجه الغربي”. وأضاف أنها “أكبر منظمة في العالم تضم نصف سكان الكوكب”، وتعمل من أجل “نظام دولي عادل”.

وقبل وصول القادة إلى سمرقند التي كانت تمثل سابقا مفترقا رئيسيا للطرق التجارية بين الصين وأوروبا، فرضت قيود على التنقلات في المدينة التي تخضع لإجراءات أمنية مشددة، وأغلق المطار أمام الرحلات التجارية.

وأشار صحفيو وكالة الصحافة الفرنسية إلى أن شوارع هذه المدينة المعروفة بمساجدها وأضرحتها المغطاة بالفسيفساء الزرقاء، شبه مقفرة منذ أمس الأربعاء، وستغلق المدارس يومي الخميس والجمعة.

وأنشئت منظمة شنغهاي للتعاون -التي تضم الصين وروسيا والهند وباكستان والجمهوريات السوفياتية السابقة في آسيا الوسطى- عام 2001 لتكون أداة للتعاون السياسي والاقتصادي والأمني منافِسة للمنظمات الغربية.

وهي ليست تحالفا عسكريا مثل حلف شمال الأطلسي (ناتو)، ولا منظمة للتكامل السياسي مثل الاتحاد الأوروبي، لكن أعضاءها يعملون معا لمواجهة تحديات أمنية مشتركة وتعزيز التجارة.

ويفترض أن تكون الحرب في أوكرانيا والوضع في أفغانستان، وحتى الاضطرابات التي هزت العديد من دول آسيا الوسطى في الأشهر الأخيرة من بين الموضوعات الرئيسية التي ستتم مناقشتها.

اجتماعات ثنائية

ستعقد الجلسة الرئيسية للقمة هذا الأسبوع غدا الجمعة، لكن الاهتمام سيتركز على الاجتماعات الثنائية المتعددة المقرر عقدها على هامش اللقاء.

وسيلتقي بوتين -اليوم الخميس- الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي، الذي ترغب بلاده في الانضمام إلى منظمة شنغهاي للتعاون، ورئيس الوزراء الباكستاني شهباز شريف، كل على حدة.

كما سيعقد -غدا الجمعة- لقاءين منفصلين مع رئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي والرئيس التركي رجب طيب أردوغان.

وقبل القمة، زار شي جين بينغ أمس الأربعاء كازاخستان، حيث التقى رئيسها.

وعقد آخر اجتماع بين بوتين وشي فبراير الماضي، عندما زار الرئيس الروسي بكين لحضور دورة الألعاب الأولمبية الشتوية، وذلك قبل أيام من بدء هجوم موسكو على أوكرانيا.

ومن دون دعم صريح للتدخل العسكري الروسي، عبّرت بكين مرات عدة في الأشهر الأخيرة عن تأييدها لموسكو المعزولة في الغرب.

من جانبها، وصفت موسكو زيارة رئيسة مجلس النواب الأميركي نانسي بيلوسي إلى تايوان غشت الماضي بأنها “استفزاز”.

والشهر الماضي، شاركت الصين في مناورات عسكرية مشتركة في روسيا، قبل أن توافق على تسوية عقود الغاز مع موسكو بالروبل واليوان، وليس بالعملات الغربية.

والأعضاء الحاليون في المنظمة هم الصين وروسيا والهند وكازاخستان وقرغيزستان وباكستان وطاجيكستان وأوزبكستان، في حين تحظى إيران حتى الآن بصفة مراقب، وكذلك بيلاروسيا ومنغوليا.

وتعد أرمينيا وأذربيجان وتركيا وسريلانكا وكمبوديا ونيبال دولا شريكة لمنظمة شنغهاي للتعاون.

تابع آخبار تليكسبريس على akhbar