عبد النبي الشراط يكتب عن: مأساة حزب الإستقلال


 



 

 

بقلم: الكاتب والصحافي عبد النبي الشراط

 

 

 

الحلقة الأولى:

لأول مرة في تاريخهم الطويل . يخرج الاستقلاليون والاستقلاليات من مؤتمرهم الأخير(السادس عشر) بلا زعيم .


فبعد وفاة الرئيس محمد علال الفاسي مؤسس الحزب، لم يرغب الاستقلاليون في نزع هذه الصفة عن والدهم الروحي (علال ) فأحدثوا إسما آخر للزعيم أطلقوا عليه "الأمين العام " بدل "الرئيس"


 قبل عشرات السنين لم تكن قواعد الحزب تفكرعلى الإطلاق في إيجاد  زعيم ، حيث الزعامات دائما متوفرة وجاهزة ، لأن اللجنة التنفيدي هي من تتولى أمر إيجاد زعيم من بين أعضائها . وبعد أن تقرر هذه اللجنة في إسم الزعيم القائد ، توحي إلى مفتشي الحزب المنتشرين على طول التراب الوطني بإسم هذه الشخصية ، وهؤلاء المفتشون بدورهم يقومون بتمرير إسم هذه الشخصية إلى بقية  القواعد ، حتى إذا ما أتت هذه " القواعد" للمؤتمر فإنها تأتي فقط للتنزه وممارسة مهمنة التصفيق على الزعيم المقرر بشأنه سلفا داخل دهاليز اللجنة التنفيدية .


لكن لم يحصل هذا إلا مرتين :

الأولى بعد وفاة أب الاستقلاليين سنة 1974 حينما تقرر أن يكون أمين عام الحزب هو السيد امحمد بوستة وهوأول من حمل صفة " أمين عام " داخل مملكة الاستقلاليين.


أما الثانية فكانت حينما صعد عباس الفاسي ، بمباركة نفس اللجنة واستمر يحمل هذه الصفة لولايتين ، أضيفت لها ولاية ثالثة حينما كان عباس قد عين وزيرا أولا ،ويطلق بعض الاستقلاليين على هذه الفترة إسم : " فترة ولاية الفقيه"(نسبة إلى ما تؤمن به فرقة شيعية إذ يعتقدون أن الولي الفقيه ينوب عن الإمام الغائب خلال غيبته الكبرى وهو الإمام الثاني عشر واسمه:محمد العسكري الملقب بالإمام المهدي المنتظر )" لكن" الفقيه " عباس لم يكن يعتقد على الإطلاق أنه سيضرب باليد التي كان صاحبها إلى عهد قريب يسبح بحمد عباس ويمجده بكرة عشيا ، وصاحب هذه اليد كان له دور كبير في تغيير بعض بنود قانون حزب الاستقلال خلال المرحلة الثالثة التي أبقت عباس أمينا عاما للاستقلاليين بصفة استثنائية..


كيف تحولت هذه اليد ، من يد تحضن أيادي الفاسيين تمهيدا لتقبيلها بالفم ، إلى يد تضرب الفاسيين بقسوة ؟


صاحب هذه (اليد) حينما كان مغمورا إلى حدود بداية التسعينيات من القرن الماضي ، وكان يحاول التسلق بهدوء مبطن إلى منصب  فقط داخل تراب الجماعة الحضرية التي انطلق منها ، حيث كان مجرد نائبا لرئيسها ، ثم انقلب عليه ، وكانت أول مرة في تاريخ الجماعات الحضرية والبلدية بالمغرب ينقلب فيها نائب الرئيس على الرئيس وهما معا ينتميان إلى نفس الفصيلة  الحزبية الواحدة ..


خلال هذه الفترة كان "أهل فاس" وفي مقدمتهم الإستقلاليين بطبيعة الحال يمتعضون  حتى لمجرد السلام على صاحب هذه اليد التي تحولت من ضم أيادي الأسياد الفاسيين لتقبيلها ، إلى يد تحاول البطش بآل فاس وتهدم تاريخهم العريق المتمثل في القيادة والريادة التي يتوارثونها في الدين والسياسة والتجارة أبا عن جد .


لكن صاحب اليد المتقلبة مارس كل أنواع الدهاء والمكر والخبث السياسي والاجتماعي وسط ـ العائلات ـ الفاسية لدرجة أنه ذات يوم كان يبحث عن مصدر(ليلصق ) نسبه بإحدى العائلات الفاسية التي تنحدر من سلالة الأشراف في مكة المكرمة . تحمل نفس الإسم الذي يحمله صاحب هذه اليد ، التي لا تورع عن التقلبات (ليصبح شريفا )..بدأيقترب من الأسر الفاسية عبر تسهيل رخص الاستثمار وإقامة المشاريع التجارية والعقارية منذ أن صعد رئيسا للجماعة الحضرية التي انقلب فيها على رئيسه الاستقلالي ،فانشد إليه بعض رجال الأعمال الذين أغراهم بالتسهيلات وأغرقهم برخص الاستثمار التي كان يوقع الكثير منها في المقاهي وبعض الفنادق وحتى في بعض الممرات الطرقية.


بعد أن اكتشف " سر الفاسيين " سواء الذين مازالوا يقيمون في فاس أو أولئك الذين يتواجدون بالدار البيضاء وباريس ونيويورك ، ولم يكن مفتاح هذا السر إلا " تسهيل " عمليات الاستثمار داخل محيط المدينة ، وضواحيها ، وبدهائه الماكر ( فتش) في كل السجلات التي قادته إلى اكتشاف أراضي شاسعة مهجورة من طرف مالكيها لسبب أو لآخر ، فعمد إلى تمليكها لفائدة الجماعة الحضرية التي كان يرأسها أول الأمر كما أسلفنا .ومن ثم تحويلها من ملك خاص إلى ملك عام .. ثم شرع في توزيعها بالأقساط على مستثمرين سالت لعابهم وراء هذا ..السخاء.. الحاتمي الكبير .. 

 

                                               وللقصة بقايا..نتابعها  ضمن هذا الركن  

 

 

 

تابع آخبار تليكسبريس على akhbar