باريس-الجزائر.. لقاء “إعلان النوايا” ووزير مجاهدي العسكر يجتمع بنظيره الفرنسي!

تمخض الجبل فولد فأرا…هكذا يمكن وصف مخرجات اجتماع الدورة الخامسة رفيعة المستوى بين فرنسا والجزائر، التي عقدت في المقاطعة الفرنسية السابقة، في ثاني محطة سياسية بعد الزيارة الأخيرة للرئيس إيمانويل ماكرون إلى كوريا الشرقية، شهر غشت الماضي.

الجلبة التي رافقت هذا الاجتماع، والدعاية الإعلامية والإخراج المسرحي الذي رافق انتقال 16 وزيرا فرنسيا إلى “الدوزيام فرنسيس”، لم تفلح في إخفاء فشل هذا الكرنفال الذي أراد منه الكابرانات ومعهم أسيادهم في باريس، إقناع الرأي العام الجزائري والدولي بان الجارة الشرقية في ظل القناع المدني لنظام العسكر عبد المجيد تبون وبوق الدبلوماسية العسكرية رمطان لعمامرة وباقي الكومبارس، قد تغيرت وأضحى لها وزن في الساحة الدولية بدليل ما ينشر في الاعلام وما يبث على القنوات الرسمية من لقاءات وزيارات للعديد من الشخصيات الاوربية التي تتهافت على البلاد مؤخرا.

والحقيقة ان كل هذه الوجوه التي تفتخر قنوات الصرف الصحي لنظام العسكر بقدومها إلى الجزائر، لا تفعل ذلك حبا في شنقريحة او تبونه وإنما رغبة في الاستفادة من الغاز الذي أضحى نظام العسكر يستغله كورقة ضغط في وجه البعض واستمالة للبعض الآخر، لحشد الدعم لأطروحته الانفصالية المشروخة التي تبناها ودافع عليها لأكثر من 47 سنة ضدا في المغرب وإشباع نزواته وعقده المرضية.

وبالعودة إلى نتائج النزوح الفرنسي إلى الجزائر، فإن جل ما تمخض عنه لم يكن سوى اتفاقات وإعلانات نوايا، لا تسمن ولا تغني من جوع، ولن يستفيد منها الجزائريون الذين يقفون يوميا في طوابير طويلة في انتظار الظفر بكيس حليب او قنينة زيت او رغيف خبز وهلمّ مواد أساسية للعيش الكريم.

 وفي هذا الإطار، وحسب بيان مشترك، فإن الأمر يتعلق ب12 اتفاقية وإعلان نوايا، والتوقيع على محضر نقل ملكية 51 قطعة نقدية أثرية، بين رئيسْ دبلوماسية البلدين، وهو ما يطرح السؤال حول سبب إشراف قطاعيْ الخارجية في البلدين على التوقيع وليس وزارتيْ الثقافة؟.

وضمن 12 اتفاقية تم التوقيع على أكثر من 7 إعلانات نوايا، ومنها إعلان نوايا للتعاون في ميدان السياحة والصناعة التقليدية، والتوقيع على إعلان نوايا في مجال اقتصاد المعرفة والابتكار والمقاولاتية ويتعلق الأمر أيضا بإعلان نوايا للتعاون في ميدان العمل و التشغيل، وإعلان نوايا للتعاون الصناعي والتكنولوجي وإعلان نوايا للتعاون في ميدان تكافؤ الفرص وإعلان نوايا للتعاون في مجالات حماية وترقية الأشخاص ذوي الإعاقة، وإعلان نوايا متعلق بمعاهد العلوم والتقنيات التطبيقية…

وعلى صعيد أخر، عقد وزراء حكومتي البلدين لقاءات ثنائية من أجل “بحث إمكانيات التعاون” من شأنها تعزيز الشراكة الجزائرية-الفرنسية. ويتعلق الأمر، بوزراء الداخلية والعدل والمالية والصناعة والمجاهدين عن الجانب الجزائري ونظرائهم الفرنسيين.

 وبهذا يكون كابرانات فرنسا قد اجتمعوا مع حكومة ماكرون لـ”بحث إمكانيات التعاون”، وأقصى ما توصل إليه الطرفان هي التوقيع على “إعلانات نوايا للتعاون”، ليبقى المستفيد الأكبر هو ماكرون الذي اغتنم فرصة انبطاح نظام العسكر الجزائري لكي يشفط نصيبه من كعكة الغاز، الذي لا يستفيد منه الشعب الجزائري بل تذهب أموال ريعه لحسابات الجنرالات وذويهم وكل من يدور في فلكهم من ابواق وذباب يحسنون الرقص على نغمات اسطوانات العسكر المشروخة…

 من العجائب والغرائب التي لا يمكن أن تجدها إلا في كوريا الشرقية، ما جاء في البيان المشترك ان اللقاءات الثنائية من أجل “بحث إمكانيات التعاون” لتعزيز الشراكة الجزائرية-الفرنسية، جمعت بين وزراء الداخلية والعدل والمالية والصناعة والمجاهدين عن الجانب الجزائري و”نظرائهم الفرنسيين”، وهو ما يني وفقا لمنطق الكابرانات أن وزير المجاهدين الجزائري اجتمع مع نظيره الفرنسي، أي “وزير المجاهدين الفرنسيين” وهو ما يطرح السؤال حول أين كان هؤلاء المجاهدون الفرنسيون يجاهدون وضد من؟، وهل كانوا يجاهدون ضد المجاهدين الجزائريين، الذين خصهم نظام العسكر بوزارة؟.

إنها فعلا قمة السريالية…

تابع آخبار تليكسبريس على akhbar