سيمفونية الطابور الخامس..نعيق غربان شاردة في مواجهة مغرب قوي

بين الحقيقة والوهم وبين الواقع والخيال وبين حرية التعبير والإساءة للآخرين وبين النقد البناء وكيل الأباطيل، وبين كل هذا وذاك، توجد خيوط رفيعة تشبثت بها كائنات فاقدة للهوية، تبحث دائما عن نسج شراكها للإيقاع ببعض “الضحايا” المتعاطفين تماما مثل ما تفعله العناكب لاصطياد فرائسها من الذباب والديدان، وهذا هو واقع الحال عند معارضي الأدسنس وسماسرة حقوق الإنسان في حملاتهم المدفوعة والموجهة ضد المغرب.

 

أصوات ناعقة كغربان الشؤم التي تحوم فوق رؤوس أسود أطلسية، تقطع براري إفريقيا، تتربص لحظة ضعف أو تأخر أحد الأشبال عن الزمرة للانقضاض عليه والاقتيات على جسده، هكذا هي الخرجات الإعلامية المكثفة لمرتزقة الادسينس الحقوقي وأذيال الطابور الخامس، الذين يحومون فوق رؤوس المغاربة في كل لحظة وحين، يطلقون نعيقهم السام من شائعات وأكاذيب وأباطيل، علها تجد آذانا صاغية أو تنتهز فرصة سانحة لفتح باب المغرب بوجه الأعداء الخارجيين.

 

لائحة لابأس بها من المرضى النفسيين، الذين فاتهم الركب الحضاري وفشلوا في حياتهم العملية وحتى العاطفية، فقرروا امتهان البغاء الحقوقي أو الصحفي كستار لتفريغ أحقادهم وعقدهم الشخصية بوجه وطن لا دخل له في قراراتهم الخاطئة وسوء اختياراتهم، فصاروا ينسجون من تلك الخيوط الرفيعة المتخفية بين دروب الحق وسراديب الباطل شباكا من التهم والمزاعم المفلسة ضد المغرب، فتحولوا إلى كراكيز تحركها أيادي الأجهزة السرية المعادية للمملكة.

لم يتركوا موضوعا أو حدثا إلا وقاموا بالركوب عليه وجعله مادة دسمة لنسج شباكهم واختلاق قصص وروايات، لا يمكن لأي عاقل أن يصدقها لما تتضمنه من تناقضات مفضوحة، ولأنها تفتقد لأدلة ملموسة يمكن مشاهدتها بالعين المجردة، فقد ظلوا عاجزين عن الإتيان ببراهين قاطعة للتدليل على أكاذيبهم، كما هو حال زكريا مومني ومحمد حاجب و دنيا فيلالي وأبو بكر الجامعي وعلي المرابط والمعطي منجب ومحمد زيان.. واللائحة طويلة من هذه الأسماء التي ظلت طيلة السنوات الأخيرة تفبرك قصصا وأباطيل، فقط بالكلام وبدون الإتيان ولو بقشة تقرب أساطيرهم من ضفة الواقع.

 

ولعل العديد من المستحمرين” نسبة إلى بوحمارة” لم يستوعبوا إلى حد الآن، بأن الشعب المغربي بثقافته المتنورة وعقليته اللبيبة لا يصدق كل ما يقال له، فقد راكم المغاربة من التجارب الكثيرة والأحداث الغزيرة على مر قرون من الزمن، ما يكفيه من زاد المعرفة والتبصر لعدم الوقوع في شراك الأفاقين والتمييز بين دعاة الحق والفتنة.

 

المغاربة الذين فطنوا إلى خبث ثورة الجيلالي الزرهوني “بوحمارة” ولفظوا بعد ذلك السلطان المزيف بن عرفة، بل وخاضوا ثورة حامية الوطيس متفردة رفقة ملكهم في مواجهة مخططات فرنسا، كل ذلك بالرغم من غياب تكنولوجيا وسائط التواصل الذكية التي تكشف لهم حقيقة الأعداء، فالأكيد أنهم اليوم ونحن في عصر التطور الإعلامي وسرعة وصول المعلومة، لن ينخدعوا بأكاذيب الطابور الخامس وبهتان عناكب “اليوتوب” و كل تلك البروباغاندا الغبية.

 

وإذا كان الشيء بالشيء يذكر، فإن المعادلة التي عجز الدجالون في الداخل والخارج عن حجب شمسها الساطعة من تنوير أبصار المغاربة هي تلك المشاهد الصادمة للطوابير الطويلة، داخل دول رائدة في التطور والديمقراطية مثل ما شهدناه في فرنسا من تكتلات بشرية على أبواب محطات الوقود بسبب نقصان الغازوال، أو باسبانيا من تهافت على قنينات الزيت بسبب فقدانها في السوق، بل وداخل الجزائر الدولة البتروغازية التي باتت مضربا للمثل في الطوابير الغذائية والطاقية، ناهيك عن تونس التي صارت على نفس المنوال ولبنان التي أعلنت إفلاسها، هذه كلها مشاهد صادمة رآها المغاربة ليزيد يقينهم بأن المغرب يختلف كثيرا عن باقي الدول.

 

المغرب الذي يعرفه المغاربة ليس تلك الصورة الكاذبة التي يحاول زكريا مومني ومحمد زيان والمعطي منجب تسويقها للمغاربة، فالمغرب هو ذلك الوطن الذي يقف كالجبل شامخا آمنا مستقرا في وجه هجمات البوليساريو المدعومة من الجزائر وإيران، وفي وجه التهديدات الإرهابية القادمة من الساحل والصحراء، وفي وجه التنظيمات الجهادية المتربصة بأمنه الداخلي، بل ويقارع فرنسا وكبار الاستعماريين القدامى ويفشل مخططاتهم التخريبية ليفرض هيبته القارية والدولية وليخرج من دائرة ابتزازهم.

 

المغرب هو تلك الأمة الطموحة التي نجحت في توفير الغذاء والدواء والطاقة لشعبها في عز السياق العالمي المتشنج، بل وتسير على درب تحقيق سيادتها الصحية والطاقية والتخلص من تلك التبعية المقيتة التي يحاول الطابور الخامس اليوم بشتى السبل والطرق، ثنيه عن الخروج منها عبر التشويش عليه وابتزازه لصالح الاستعماريين القدامى.

تابع آخبار تليكسبريس على akhbar