القمة العربية بالجزائر..كومينة يكتب عن أسباب تصرفات لعمامرة الرعناء

كان طبيعيا أن يتصرف العمامرة بفظاظة مع زيارة ناصر بوريطة للجزائر لحضور الاجتماع التحضيري للقمة العربية، لان الزيارة جاءت مباشرة بعد القرار 2654 الصادر عن مجلس الأمن بتصويت الأغلبية الساحقة واكتفاء عضوين بالامتناع، إذ كرس هذا القرار ما ورد في القرار 2602 الصادر في السنة الماضية واعتبرته الجزائر وبيادقها كارثة وهزيمة نكراء، بل انه أكد أن الخيار هو الموائد المستديرة بحضور الأطراف المعنية التي سبق لها المشاركة في المائدتين المنظمتين من طرف المبعوث السابق كوهلر، ومن ضمنها الجزائر.

وزاد القرار الجديد على ذلك، وبناء على ما ورد في تقرير الأمين العام للأمم المتحدة، بان حمّل بيادق النظام الجزائري المسؤولية في عرقلة مهام المينورسو وتموينها في المنطقة العازلة، التي أكد تقرير الأمين العام الاممي انها يجب ان تبقى عازلة ولا يدخلها السلاح او المسلحين، وهو ما يعطي للمغرب الحق في التصدي لكل محاولات الاختراق او تسرب العصابات التي يمكن ان تشكل خطرا على أمنه وأمن الساكنة الصحراوية، وإن تطلّب الأمر إنهاء الوضع الذي توجد عليه المنطقة العازلة حاليا.

وبالاضافة إلى تأكيده على ان التقدم المحرز من طرف المبعوث الاممي السابق يكرس صيغة الموائد المستديرة، وعلى دعوة كل الأطراف إلى الالتزام باستمرارها من اجل الوصول إلى حل واقعي وتوافقي، والى تنويهه بجدية ومصداقية مشروع الحكم الذاتي المقدم من طرف المغرب سنة 2007 سيرا على خط 19 قرارا سابقا، فان مجلس الأمن عدل الصيغة السابقة المتعلقة بإحصاء اللاجئين الصحراويين في مخيمات تندوف واعتمد صيغة قوية وآمرة متضمنة لدعوة لبدل كل الجهود لانجاز هذا الإحصاء، الذي يحرج كثيرا النظام الجزائري الذي ذوب الأقلية الصحراوية فعلا وسط أغلبية من الجزائريين والموريتانيين والماليين وغيرهم كما كشفت عن ذلك مصادر اسبانية مؤخرا بالأرقام.

وإذا كان هذا الإحصاء ضرورة لا محيد عنها، فانه لا محيد أيضا، وهذا أمر جوهري، من صيغة مناسبة تضع حدا لزعم البوليساريو تمثيل الصحراويين، بينما الحقيقة ان تمثيليتها محدودة جدا، وكانت إشارة سابقة لممثل المغرب لدى الأمم المتحدة دالة في هذا الاتجاه، والجزائر حين شاركت في الطاولات المستديرة بوزيري خارجية، من ضمنهما العمامرة، كانت قد أقرت كما اقر بيادقها ان تمثيلية رئيسي جهتي الساقية الحمراء ووادي الذهب وممثلي الجماعات المحلية المنتخبين المشاركين في الوفد المغربي تنزع عن البوليساريو ما ادعته طويلا وسوقت به نفسها، وهناك اليوم أيضا منشقين عن التنظيم الانفصالي الذين ينازعون قيادته الحالية ويطعنون فيها ويتحركون من اجل حل واقعي وجدي في إطار السيادة الوطنية والوحدة الترابية للمغرب.

إن كل هذا يجعل العمامرة، الذي ترقى بفضل عدائه للمغرب الذي جعله يوجه ابنته لتحضير أطروحة عن البوليساريو، في حالة سيئة جدا، ومعه تبون وشنقريحة وباقي الجنرالات، وهم يستقبلون قمة عربية يعرفون أنها فشلت قبل ان تبدأ، وفشلوا في استغلالها للوصول إلى الأهداف التي يرومون تحقيقها، لان أغلبية الدول العربية، وبالأخص الدول الوازنة، تساند الوحدة الترابية للمغرب وترفض أي مناورة من شانها أن تخرج القمة في حال انعقادها عن الثوابت العربية، وأولها الوحدة الترابية للدول وسيادتها، وتناهض في نفس الوقت مشاريع إيران التخريبية في كل مناطق العالم العربي، هذا بينما يتبين أن الجزائر حليفة لإيران.

ولا بد من الإشارة في هذا السياق إلى ان خطاب الأمين الجامعة العربية ابو الغيث قد أرسل صاروخين في اتجاه الجزائر عندما حذر من المشاريع الإيرانية وغيرها المهددة للأمن العربي، وأيضا عندما أشار إلى أن لقاء الفصائل الفلسطينية بالجزائر مؤخرا ليس الأول من نوعه، لكن هذا النوع من اللقاءات التي عايشها لم تكن مجدية، لان البيانات شيء والإجراءات العملية شيء آخر، وظهر أن العمامرة لم يفهم شيئا مما قاله ابو الغيث الدبلوماسي المصري الذكي.

تابع آخبار تليكسبريس على akhbar